نيروبي: استعاد متمردو تيغراي الأحد السيطرة على مدينة لاليبيلا في شمال إثيوبيا والتي تضم موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وذلك بعد أحد عشر يوما من إعلان الحكومة الاثيوبية السيطرة عليها، وفق ما أفاد سكان وكالة فرانس برس.
يمثل الإعلان منعطفًا مفاجئا آخر في النزاع المستمر منذ 13 شهرا والذي أودى بالآلاف وتسبب بأزمة إنسانية عميقة في شمال ثاني أكثر دول إفريقيا سكانا.
وقال أحد السكان في اتصال هاتفي بعد ظهر الأحد إن متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي "موجودون في وسط المدينة، لم تقع معارك".
وقال آخر "لقد عادوا. إنهم هنا"، مضيفا أنهم جاؤوا على ما يبدو من الشرق من جهة مدينة ولديا.
وتابع أن "معظم السكان خائفون. البعض يهرب. معظم الناس غادروا بالفعل لأنه قد يكون هناك انتقام، وقد عبرنا عن سرورنا قبلا" عندما انسحبت قوات الجبهة.
بين غاشينا ولاليبيلا
وفي وقت سابق الأحد، أعلن بيان للقيادة العسكرية لجبهة تحرير شعب تيغراي نشرته وسائل إعلام موالية للجبهة، أن مقاتليها "شنوا هجمات مضادة شاملة" في نقاط عدة، وخصوصا على طول الطريق التي تربط بين غاشينا ولاليبيلا في اقليم أمهرة.
وأورد البيان أن "قواتنا دافعت أولا ثم شنت هجمات مضادة على القوة الهائلة التي كانت تهاجم جبهة غاشينا والمناطق المجاورة لها، ونجحت في تحقيق انتصار مجيد".
وأضافت جبهة تحرير شعب تيغراي مساء الأحد أنه "بعد تدمير وتفريق قوة العدو الضخمة المتمركزة في غاشينا وحولها" تمت "استعادة السيطرة على غاشينا و(المنطقة) المحيطة بها و... الاستيلاء على مطار لاليبيلا وبلدة لاليبيلا".
ولم ترد الحكومة حتى الآن على اتصالات فرانس برس.
تقع لاليبيلا على مسافة 645 كيلومترا شمال أديس أبابا، وفيها 11 كنيسة كهفية من العصور الوسطى محفورة في الصخور الحمراء وهي محجّ رئيسي للمسيحيين الإثيوبيين.
قطعت الاتصالات في مناطق المعارك ولا يتمكن الصحافيون من الوصول إليها، الأمر الذي يجعل التأكد المستقل من التطورات على الأرض متعذرا.
لكن في تغريدة في وقت متأخر من مساء السبت، قال مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد إنه "توجه إلى الجبهة مرة أخرى" وأن القوات بقيادته استولت على عدة مواقع استراتيجية في عفر وأمهرة بينها بلدات أرجو وفوكيسا وبورين.
واندلعت الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بعدما أرسل رئيس الوزراء الجيش إلى إقليم تيغراي للاطاحة بالسلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت على السياسة في البلاد لثلاثة عقود سبقت وصوله للمنصب.
وبرر أبيي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفدرالي، وتعهد تحقيق نصر سريع.
لكن بعد تكبدهم خسائر، حقق المتمردون انتصارات مفاجئة، واستعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي بحلول حزيران/يونيو قبل التقدم إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.
المدينة آمنة
ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة أبيي أكدت أن المدينة آمنة.
أدى القتال إلى نزوح أكثر من مليوني شخص ودفع مئات الآلاف إلى ظروف تشبه المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير عن مذابح واغتصاب جماعي ارتكبها طرفا النزاع.
ويقود الاتحاد الإفريقي جهودا دبلوماسية مكثفة لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق ملموس.
وقالت الأمم المتحدة إن النزاع المستمر منذ أكثر من 13 شهرا جعل 9,4 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية في مناطق تيغراي وعفر وأمهرة.