ايلاف من لندن: دعا زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات العراقية المبكرة الاخيرة ورئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق الثلاثاء المحكمة الاتحادية العليا الى المصادقة على نتائج الاقتراع دون تأخير غير مناسب.
وقال مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه ان زعيمه "بحث بمقره في منطقة الحنانة بالنجف (160 كم جنوب بغداد) مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت اليوم الوضع السياسي الذي يمرّ به العراق حيث هنأت الكتلة الصدرية بفوزها في الانتخابات البرلمانية مؤكدة بأن الحملة الانتخابية للصدريين كانت ناجحة وأن الانتخابات الديمقراطية من طبيعتها أن تفرز خاسراً وفائزاً وهذا هو المعنى الحقيقي لها".
بلاسخارت مجتمعة في النجف اليوم الثلاثاء مع الصدر (تويتر)
وأشار المكتب الى ان "بلاسخارت اكدت ان المساعدة الفنية التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة لاجراء الانتخابات كانت بطلب من المرجعية الشيعية العليا لاية الله السيد علي السيستاني ومن السيد الصدر والحكومة العراقية وعدة أطراف سياسية أخرى".. كما اعتبرت ان "إدارة الانتخابات من قبل المفوضية كانت إدارة جيدة وناجحة من الناحية الفنية".
واضاف مكتب الصدر في الختام ان الصدر وبلاسخارت "أكدا على أهمية المصادقة على نتائج الانتخابات دون تأخيرغير مناسب من قبل المحكمة الإتحادية".
ومن جانبها اشارت بعثة الامم المتحدة في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" الى ان "بلاسخارت التقت اليوم في النجف مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدروناقشا الوضع السياسي الراهن في البلاد في ظل الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا في # العراق".
ووصلت بلاسخارت إلى مطار النجف الدولي في وقت سابق اليوم بعد زيارات قامت بها خلال الايام القليلة الماضية لقادة بعض القوى الخاسرة للانتخابات بينها هادي العامري رئيس تحالف الفتح وقيس الخزعلي رئيس حركة عصائب الحق حيث تم بحث نتائج الانتخابات ومتطلبات المرحلة التي تعقبها وذلك بعد اتهامات وجهتها تلك القوى لها بالتعاون مع مفوضية الانتخابات في تزوير نتائج الاقتراع الذي جرى في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي.
الفتح يعترض على استقبال الصدر لبلاسخارت
وعلى الرغم من اجتماع زعيم تحالف الفتح هادي العامري مع بلاسخارت الاسبوع الماضي الا ان قياديا في التحالف اعتبر استقبال الصدر لها اليوم خطأ.
وقال مختار الموسوي إن "بلاسخارت تتصرف خارج واجباتها كممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق وهذا ما يؤكد تبنيها لمؤامرة كبيرة ضد العراق مستغلة بذلك ضعف الدولة والفراغ الذي تركة مجلس النواب عندما تم حله". وأضاف أنه "لو لم يتم حل مجلس النواب لما تحركت بلاسخارت بهذه الفوضوية وهذا ما شهدناه قبل حل البرلمان".
وقال القيادي في الفتح في تصريح لوكالة "بغداد اليوم" تابعته "ايلاف" أن "بلاسخارت لا تسمع من المتظاهرين العراقيين ولاتسمع لنداءات المسؤولين والوطنيين واصبحت تجول في البلد بكل حرية وكأنها اصبحت رئيس وزراء العراق". واعتبر انه "من الخطأ استقبال بلاسخارت فواجبها هو متابعة الحالات الإنسانية والأخرى وليس مناقشة نتائج الانتخابات واختيار رئيس الوزراء والوزراء للبلاد".
بلاسخارت لدى وصولها الى مطار النجف الدولي اليوم الثلاثاء (تويتر)
إلغاء اجتماع الصدر وقوى الاطار الشيعي
ويأتي لقاء بلاسخارت مع الصدر فيما تم الغاء اجتماع كان مقررا غدا الثلاثاء في النجف بين قادة قوى الاطار الشيعي مع زعيم التيار الصدري بعد فشل اجتماعهما في بغداد الخميس الماضي.
وقال عضو مكتب الصدر الشيخ صادق الحسناوي إن ما نقل عن تحديد موعد لاجتماع الصدر مع قوى الاطار الشيعي غير صحيح فيما اشارت مصادر عراقية الى ان الالغاء جاء ليؤكد عمق الخلاف بين الطرفين حيث يصر الصدر الفائز في الانتخابات المبكرة الاخيرة على تشكيل حكومة اغلبية فيما يؤكد قادة الاطار الشيعي على ضرورة تشكيل حكومة توافقية كما هو معمول به منذ سقوط النظام السابق عام 2003 .
وكتب الصدر على تويتر عقب الاجتماع قائلا " بسمك اللهم .. لاشرقية ولاغربية .. حكومة أغلبية وطنية" فيما قال رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري ان الصدر قد وضع خلال الاجتماع جميع النقاط على الحروف بنقاش صريح هدفه مصلحة العراق لا غير مشددا على انه لابد من حكومة أغلبية وطنية .
ومن جهته قال الاطار الشيعي في بيان عقب الاجتماع انه مستمر بخطواته القانونية والجماهيرية فيما يتعلق بمتابعة موضوع نتائج الانتخابات التي يصر على رفضها ويتهم جهات داخلية وخارجية بتزويرها. واشار الى ان الطرفين اتفقا على استمرار الحوارات والمناقشات وصولا إلى وضع معالجات واقعية للانسداد الحاصل في المشهد السياسي مع الاستمرار بخطواتها القانونية والجماهيرية فيما يتعلق بمتابعة موضوع النتائج الانتخابات.
وتشير مصادر عراقية الى ان الصدر المنتصر في الانتخابات يتجه الى التحالف مع السنة والاكراد وقوى اخرى ليشكل الكتلة الاكبر في البرلمان التي يمكن ان يصل نوابها الى 180 عضوا على الاقل لترشح رئيس الحكومة المقبلة فيما تمتلك قوى الاطار التنسيقي حاليا بين 60 و65 مقعدا برلمانيا وبالكاد يمكن لها اذا تحالفت معها قوى اخرى جمع كتلة تضم 100 نائبا .
يشار الى ان النتائج النهائية للانتخابات التي اعلنت الثلاثاء الماضي وارسلت مع اسماء الفائزين بعضوية مجلس النواب الجديد الاسبوع الماضي الى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها قد أظهرت تصدر التيار الصدري بزعامة الصدر لها بنيله 73 مقعدا في البرلمان الجديد الذي يضم 329 عضوا .. يليه المستقلون الذين حصلوا على 43 مقعدا ثم تحالف تقدم برئاسة محمد الحلبوسي (سني) وحصل على 38 مقعدا ثم ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي (شيعي) رابعا بنيله 35 مقعدا فيما حل الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني (كردي) خامسا بحصوله على 31 مقعدا ثم تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات العراقية الموالية لايران بزعامة هادي العامري وحصل على 17 مقعدا والذي كان اكبر الخاسرين في الانتخابات بعد ان كان له 48 مقعدا في البرلمان السابق.