إيلاف من لندن: اثر الغضب المحلي والخارجي الواسع من محاولة المليشيات العراقية الموالية لايران اغتيال الكاظمي، سعت قياداتها الاحد الى التنصل من ذلك، فيما أجرى زعماء دول اتصالات معه تضامنا واستنكارا للمحاولة.
ففي أول رد فعل لها على توسع الادانة الدولية لمحاولة المليشيات اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قالت ما تطلق على نفسها "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية" التي تضم تلك المليشات في بيان حصلت "ايلاف" على نصه انها تستنكر "استهداف منزل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي" معتبرة ذلك استهداف للدولة العراقية ".. مدعية ان "هذا العمل لا يتسق مع حرصنا في بناء الدولة العراقية".
آثار هجوم احدى المسيرات الثلاث على منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء وسط بغداد فجر الاحد 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 (الوكالة الوطنية)
وقالت: "ندين عمليةَ استهدافِ منزلِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ العراقي المنتهية ولايته ونعده استهدافا للدولة العراقية التي بنيناها بدمائنا كون هذا الموقع حصرا من اهم موسسات الدولة ونعتبره المنجز الاهم الذي حصلت عليه الاغلبية بعد سقوط الدكتاتورية ونؤكد ان هذا العملَ لا يتّسقُ مع حرصِنا في بناءِ الدولةِ العراقيةِ منذُ سقوطِ الدكتاتوريةِ منذ عام ألفينِ وثلاثةٍ إلى الآن فنحنُ من قدّمَ قوافلَ الشهداءِ حفاظاً على هذه الدولة ودفاعاً عنها كما إننا نَعُدُّ من قامَ بهذا العملِ يحاولُ خلطَ الأوراقِ ولاسيما ونحن نطالبُ وبقوةٍ بإجراءٍ تحقيقٍ عادلٍ يدفعُ لنا قتلةَ شهدائِنا الذين تظاهروا سلمياً يومَ الجمعة وان صناعةَ حادثةٍ كهذه لنْ تمنعَنا من إصرارِنا على معاقبةِ الجناةِ ولاسيما المتورطون الكبارُ في إراقةِ دماءِ الأبرياءِ منَ المتظاهرينَ السلميين" على حد قولها.
وادعت قائلة "انَّ اتباعَ الطرقِ السلميةِ والقانونيةِ المكفولةِ دستوريا في استردادِ الحقوقِ المنهوبةِ هو سبيلُنا الذي نراهُ يتلاءَمُ وحرصَنا في الحفاظِ على استقرار العراقِ وأمنهِ " محذرة من "وجود مسلسل يحتوي المزيد من هذه الافعال التي هدفها ارباك الشارع العراقي وتمشية نتائج الانتخابات المزورة للانتقال بالعراق الى مراحل خطيرة في مستقبله السياسي والاقتصادي والامني".
يشار الى ان هذه الهيئة التنسيقية هذه تضم في عضويتها فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران منها كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء و حركة النجباء وقد عرفت خلال الثلاث سنوات الاخيرة باستهدافها لمراكز عسكرية ودبلوماسية داخل العاصمة وخارجها.
قادة مليشيات يدينون لابعاد التهمة
ومن جانبه وبعد ان اطلق تهديدات تستهدف الكاظمي خلال اليومين الماضيين فقد عاد الأمين العام لمليشيا عصاب أهل الحق قيس الخزعلي الأحد ليدعو "إلى ضرورة التحقق من قبل لجنة فنية متخصصة بشأن الانفجار في منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".
قذيفة لم تنفجر على سطح منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء وسط بغداد فجر الاحد 7 تشرين الثاني نوفمبر 2021 (الوكالة الوطنية)
وقال في تغريدة على موقعه في تويتر إنه "إذا لم يكن انفجاراً عرضياً وكان استهدافاً حقيقياً فأننا ندين هذا الفعل بكل صراحة ويجب البحث عن منفذي العملية ومعاقبتهم وفق القانون".. مضيفا ""إذا ثبتت صحة الاستهداف فانها محاولة لخلط الأوراق لمجيئها بعد يوم واحد على جريمة قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم وحرق خيمهم" متجاهلا قتل 600 شاب واصابة 21 الف اخرين خلال تظاهرات الاحتجاج الشعبية التي انطلقت اواخر عام 2019 .
ولابعاد التهمة عن المليشيات اشار الخزعلي بالقول "حذرنا قبل أيام قليلة من نية أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية بقصف المنطقة الخضراء والقاء التهمة على فصائل المقاومة".
اما هادي العامري رئيس تحالف الفتح الغطاء السياسية للمليشيات الموالية لايران والخاسر الاكبر في الانتخابات المبكرة الاخيرة فقد حذر مما قال انه "طرف ثالث يقف وراء استهداف منزل الكاظمي لخلق الفتنة".
وقال العامري في بيان "ندين بشدة الاستهداف الذي حصل لمنزل رئيس مجلس الوزراء المحترم".. مطالبا بالتحقيق في الموضوع والتثبت من الحقائق وكشف من يقف وراء ذلك ومحاسبته اياً كان" .. محذراً من أن "طرفاً ثالثاً يقف وراء الحدث من اجل خلط الاوراق وخلق الفتنة".
وقد علمت "ايلاف" ان ثلاث طائرات مسيرة تابعة لكتائب حزب الله قد تم نقلها بسيارات للحشد الشعبي من مخازنها في شمال شرق الصويرة جنوب بغداد إلى منطقة الدورة بضواحي العاصمة وانطلقت من هذه المنطقة التي تسيطر عليها الكتائب وباقي فصائل المليشيات الموالية لايران.
رئيس القضاء العراقي يتعهد بملاحقة الجناة
وخلال اجتماع الكاظمي الاحد مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان فقد اكد الاخير "إدانته للحادث الإرهابي الذي تعرض له السيد رئيس الوزراء".. مؤكداً على بذل أقصى الجهود للتحقيق بحادث الاعتداء الجبان وملاحقة الجناة".
بدوره جدّد الكاظمي حرصه الكبير على حفظ أمن البلاد واستقرارها، وحماية المسار الديمقراطي الذي تنتهجه الحكومة وترسيخ ثوابته كما قال مكتبه الاعلامي.
الكاظمي مجتمعا في بغداد الاحد 7 تشرين الثاني نوفمبر 2021 مع رئيس المجلس الاعلى للقضاء العراقي فائق زيدان (رئاسة الحكوكة)
زعماء دوليون وقادة عراقيون يهاتفون الكاظمي
واليوم تلقى الكاظمي العديد من الاتصالات من قادة وزعماء العالم قال مكتبه الاعلامي انها حملت ا كلمات الشجب والاستنكار والتضامن والتأكيد على الوقوف إلى جانب العراق وشعبه وتعضيد أمنه واستقراره فضلاً عن التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية في مجال الإصلاح ومحاربة الإرهاب.
فقد ادان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الحادث الارهابي الذي تعرض له رئيس الوزراء كما تلقّى اتصالات من عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني ورئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
كما تلقى الكاظمي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، استنكر فيه الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له وأكد تضامن الكويت مع العراق حكومةً وشعباً.. واتصالا هاتفياً من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني استنكر فيه "حادث الاعتداء الإرهابي الجبان الذي تعرض له".
الأزهر ولندن والأوروبي يدعون للوحدة
ومن جانبه أدان الأزهرمحاولة اغتيال الكاظمي وقال في بيان "ندين بشدة محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، داعيا العراقيين الى "التكاتف والتوحد من أجل إعلاء مصلحة العراق والوقوف في وجه أعدائه".
وأكد الأزهر "وقوفه إلى جانب العراق ضد كل ما يهدد أمنه واستقراره"، مشددا على ضرورة "تفويت الفرصة على أصحاب النيات الخبيثة ممن لا يريدون الخير لهذا البلد العربي الكبير".. معربا عن امله ان "يتمتع العراق بالاستقرار والرخاء".
كما ادانت وزارة الخارجية البريطانية محاولة الاغتيال وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في تغريدة على تويتر "ندين الهجوم الذي تعرض له رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد الليلة الماضية".. مؤكدة "اننا نشعر بالارتياح بان رئيس الوزراء بخير وبصحة جيدة، غير ان افکارنا مع المصابين جراء هذا الحادث". وشددت بالقول "اننا نقف مع الحكومة العراقية وقوات الأمن والشعب العراقي في رفضهم للعنف السياسي وندعم بقوة دعوة رئيس الوزراء الى الهدوء وضبط النفس".
ومن جهته تلقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم اتصالات هاتفية من نظرائه في اربع دول ادانوا فيها محاولة اغتيال رئيس الكاظمي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية احمد الصحاف ان "وزير الخارجية فؤاد حسين تلقى اتصالات هاتفية من نظرائه في دول فنزويلا وايران والاردن والكويت، عبروا عن ادانتهم لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء وتضامنهم الكامل مع العراق وشعبه في تعزيز الامن والاستقرار".
اما الاتحاد الاوروبي فقد شدد في بيان على ضرورة محاسبة مرتكبي محاولة الاغتيال مؤكدا ان "اي عنف غير مقبول ويجب الا يسمح له بتقويض العملية الديمقراطية".. مضيفا ان "الهدوء وضبط النفس والحوار امر اساسي في فترة ما بعد الانتخابات كما يجب على جميع الاطراف المشاركة في الحوار السياسي والتعاون لمواجهة التحديات التي يواجهها العراق لصالح الوطن والشعب العراقي".. مؤكدا على انه "يواصل دعم الشعب العراقي في طريقه نحو السلام والاستقرار والازدهار".
وفي وقت سابق اليوم أعلنت خلية الإعلام الأمني تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بثلاث طائرات مسيرة مفخخة تم اسقاط اثنين منها فيما استهدفت الثالثة منزله في المنطقة الخضراء وسط بغداد.. فيما دعا الكاظمي الجميع إلى الحوار الهادف والبناء من اجل العراق ومستقبله، مشيرا إلى أن "الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا".