صدرت مؤخرا عن دار أمل الجديدة في دمشق المجموعة الشعرية للشاعر العراقي جواد غلوم، وهي المجموعة السابعة له.
تتضمن مجموعته الأخيرة أربع وثلاثون قصيدة تنوعت بين ما يسمى قصائد التفعيلة وقصائد العمود الشعري إضافة الى ما يطلق عليه "قصيدة النثر".
وتنوعت القصائد في مضمونها بين تمجيد انتفاضة تشرين العراقية وشبابها الثائر حيث نقرأ من قصائد عموده الشعريّ:
التكتكيون أبطالٌ إذا ثاروا
هم النفائس ميزانٌ ومقدارُ
ربوعُهم ساحة التحرير صولتها
ومطعم الترك برجٌ ، كعبةٌ ، دارُ
يا حبذا ثورة في كفّ تكتكها
فأنتم اليوم أسيادٌ وأحرارُ
فلترعدوا وبريق النصر قربكمُ
لتغسلَ الأرضَ زخّاتٌ وأمطارُ
وينتقل الشاعر الى مواضيع عدة منها التعلّق بالوطن والتشبث بأرضه والتعلّق ببغداده المبتلية بالهمّ والغمّ والكدر مع كل المرارات والأوجاع التي لا تريد ان تغادرها حيث يقول:
تلك هي حبيبتي بغداد
أتعبني هواها
أعيبها وتعيبني حينما نتهوّر
شاغلتي وعاشقتي فيها
جمالُها يوسف في الحُسن
أهلها محزونون حزن أبيه
رعاتُها لصوص كارهون أسافل
سفالة أخوتِه
باقٍ هنا بقاء صخرةٍ لا تتزحزح
لا ينفجر ماؤها حتى يلملمني اليباس
وعلى الرغم من كل هذه الويلات التي تمرّ بها بلاده يبقى الشاعر نابذا الانكسار داعيا الى الاستبشار بالمقبل ويدعو الى عدم الاكتئاب والانكسار كما في قصيدته المسماة "لا تكتئب" فيقول بصيغة النهي المباشر:
هي برهةٌ ويطلّ ذاك الفجر من كبد السماء
يهديك ضوءا حانيا، ينسلّ في خجلٍ إليك
ويرشّ وجهَك بالندى والصبح والأمل الجميل
لا تكتئب
سيطلّ هذا الوردُ من شرفاتهِ
ويبدد الكمدَ الثقيل
وستنقل الريحُ الحنونة
كلَّ شوقك للقريب وللبعيد
للأهلِ والأصحاب والأولاد والأحفادِ
في المنفى "السعيد"
لا تكتئب
ها قد يضيع العمر في وهجِ اكتئاب
وتموت في الأرض اليباب