في مثل هذه الأيام من كل عام، يحتفل الألمان بانتهاء عهد الفرقة وابتداء عهد الوحدة الجديدة، ورمزها انهيار جدار برلين. فهل نعرف كل ما يحيط بهذه المسألة من أسرار؟.
إيلاف من دبي: في الثالث من أكتوبر من كل عام، يحتفل الألمان بيوم الوحدة الألمانية، بعد تقسيمٍ لألمانيا استمر نصف قرن، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بين شرقية تتبع الاتحاد السوفياتي السابق، وغربية تتبع الولايات المتحدة.
في 3 أكتوبر 1990، عادت ألمانيا واحدة موحدة بسقوط جدار برلين. هذا ما نعرفه، لكن ثمة أشياء لا نعرفها عن إعادة توحيد ألمانيا، هذه عشرة منها.
1. سقوط جدار برلين كان حادثًا عارضًا
على الرغم من الضغط الدولي المتزايد على سلطات ألمانيا الشرقية لزيادة حرية التنقل بين شرق ألمانيا وغربها، لم يستيقظ أحد من الألمان في التاسع من نوفمبر 1989 متوقعًا رؤية الجدار ينهار. في الواقع، في ذلك اليوم، قررت الحكومة استرضاء المتظاهرين من خلال الإعلان عن لوائح عبور إلى ألمانيا الغربية أكثر مرونة.
الفضل كله يعود إلى غونتر شابوسكي، الناطق الرسمي الحكومي المعيّن حديثًا، الذي لم تمنحه السلطات التعليمات اللازمة بشأن المعلومات التي عليه تقديمها إلى الصحافيين. فحين سأله مراسل متى تدخل لوائح العبور الجديدة موضع التنفيذ، أجاب: "في هذه اللحظة تحديدًا". وفي خلال ساعات قليلة، تجمع عشرات الآلاف قرب الجدار... ونعرف ما حصل بعدها.
2. مستشار ألماني سابق حاول حرمان الألمان من يوم عطلة
في عام 2004، حاول المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أن يغيّر تقويم العطل الرسمية الألمانية بإلغاء يوم العطلة في يوم الوحدة الألمانية، مبررًا: "لا أنوي إلغاء العطلة، بل جعلها في أول يوم أحد من شهر أكتوبر في كل عام"، رادًا قراره إلى ضرورات اقتصادية. لكن مسعاه لم ينجح.
3. بقيت بون العاصمة الحكومية بعد إعادة التوحيد
على الرغم من أن برلين صارت العاصمة الفدرالية الجديدة لألمانيا، غير أن البرلمان لم يغادر بون حتى العام التالي. وفي 20 يناير 1991، اتخذ القرار بالانتقال إداريًا إلى برلين، فانتقل البرلمان ومبنى المستشارية وحدهما.
4. كادت إعادة التوحيد أن تقتل رمز العبور بين الألمانيتين
منذ عام 1990، حاولت السلطات الألمانية أن تستبدل رمز المشاة الأماني الشرقي الذي كان مثبتًا على الإشارات الضوئية في المعابر بين الألمانيتين بإشارات مرور ضوئية عادية. إلا أن هذا الرمز الذي كان يتخذ شكل الزعيم الألماني الشرقي إيريك هونيكر بقبعته القش صار رمزًا شبه ديني بامتياز. وبعد سلسلة من الاحتجاجات، تقرر الإبقاء عليه، وصار اليوم سلعة سياحية تباع نماذج مصغرة منه في الأسواق السياحية الألمانية.
5. كان مقررًا أن يكون يوم الوحدة بعد شهر من موعده الحالي
كان مقررًا أن يكون التاسع من نوفمبر هو يوم الوحدة الألمانية، إذ فيه انهار جدار برلين تمامًا، لكن لا تُخفى الأسباب التي جعلت المسؤولين الألمان يختارون الثالث من أكتوبر موعدًا سنويًا للاحتفال بوحدتهم. فيوم 9 نوفمبر مرتبط بالعديد من الحوادث في التاريخ الألماني، ليست سعيدة كلها.
في 9 نوفمبر 1918، أعلن رئيس حكومة الرايخ الألماني فيليب شايدمان قيام الجمهورية في ألمانيا، وذلك من شرفة مجلس النواب الألماني. وفي اليوم نفسه من عام 1923، حاول هتلر السيطرة على مدينة ميونخ. وفي ليلة التاسع من نوفمبر 1938، ارتكب النازيون مذبحة "ليلة الزجاج المكسور" بحق اليهود، إذ قتلوا المئات منهم في متاجرهم وأماكن عبادتهم.
6. كانت ميركل في صفوف الحكم الاشتراكي آنذاك
حتى يوم 3 أكتوبر 1990، كانت أنجيلا ميركل بالفعل تعمل في آخر حكومة في ألمانيا الشرقية. فبعد انضمامها إلى حركة "الصحوة الديمقراطية" السياسية في أوائل عام 1990، تم تعيينها في وقت لاحق من ذلك العام نائبًا للمتحدث باسم لوثر دي ميزير، آخر زعيم ألماني شرقي قبل توحيد ألمانيا.
7. الغربية ابتلعت الشرقية
من الناحية القانونية، لم تكن إعادة توحيد ألمانيا عملية اندماج، بل كانت بمثابة استحواذ: استحوذت ألمانيا الغربية على ألمانيا الشرقية. فقد شهد الثالث من أكتوبر حل جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية). ووفقًا للمادة 23 من القانون الأساسي الألماني، كان على كل من المجالس التمثيلية الشرقية التصويت على الانضمام إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية. وتم هذا الأمر على هذا النحو لأن التوحيد السريع كان في نظر كثيرين أمرًا حيويًا في ذلك الوقت غير المستقر اقتصاديًا.
8. لم تسعد بريطانيا وفرنسا لخبر إعادة توحيد ألمانيا
أيّد معظم حلفاء ألمانيا الغربية إعادة توحيد ألمانيا عقودًا من الزمن، لكن مع بدء انهيار ألمانيا الديمقراطية، بدأ العديد من الدول يعبر عن معارضته الفكرة، سرًا على الأقل. فزعماء أوروبا الغربية كانوا ما زالوا يخشون عودة ألمانيا موحدة قوية. عبّرت مارغريت ثاتشر، رئيسة وزراء المملكة المتحدة في ذلك الوقت، عن هذا القلق علنًا. ففي نقاش مع ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفياتي، قالت: "لا نريد ألمانيا موحدة [...] فمثل هذا التطور من شأنه أن يقوّض استقرار الوضع الدولي برمته".
شاركها المستشار الشخصي للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران هذا الرأي قائلًا: "لا تريد فرنسا، بأي حال من الأحوال، إعادة توحيد ألمانيا".
9. كان بوتين عميلًا للاستخبارات السوفياتية في ألمانيا في ذلك الوقت
بين عامي 1985 و1990، عمل فلاديمير بوتين في مكتب الاستخبارات السوفياتية في دربسدن. كان لسقوط الجدار تأثير مفاجئ فيه، كما قال في سيرته الذاتية: "أدركت أن الاتحاد السوفياتي كان مريضًا. كان مرضًا قاتلًا يسمى الشلل. الشلل في السلطة". وبوتين يتحدث الألمانية بطلاقة، حتى إنه خاطب البرلمان الألماني بالألمانية.
10. الاحتفال الرسمي يجري في كل عام في مدينة مختلفة
على الرغم من أن برلين تشهد دائمًا احتفالًا كبيرًا في هذه المناسبة، فإن مدينة مختلفة تستضيف المهرجان الرسمي في كل عام، ويستمر غالبًا أيامًا عدة. يقام مهرجان هذا العام في مدينة كيل، عاصمة شليسفيغ هولشتاين، في شمال ألمانيا.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "لوكال". الأصل منشور على الرابط:
https://www.thelocal.de/20191003/10-things-you-didnt-know-about-german-reunification-unity-day