الرباط: لم يتأخر رد النائبة أمينة ماء العينين التي أثارت قضية تسريب صورها من دون حجاب تفاعلات كبيرة في المغرب، على سعد الدين العثماني ، أمين عاما حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، الذي تنتمي إليه، والذي وجه لها انتقادات قاسية في المجلس الوطني دون أن يسميها.
وقالت ماء العينين في تدوينة نشرتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن التنظيمات التي "تجد نفسها مضطرة للتذكير بمرجعيتها الإسلامية وأسسها المذهبية في سياق نقاش أُثير قسريا وفُرض في سياق حرب غير أخلاقية، حول غطاء رأس إحدى العضوات، هل احتفظت به حقا أو نزعته فعلا؟ هي تنظيمات تحتاج إلى مناعة أكبر لتحصين مناخ النقاشات الكبرى بداخلها بعيدا عن الضغط وحملات الاستهداف والتشنيع، فقد يكون هناك ما يقال حول الأزياء والسلوكات والاختيارات".
وأضافت ماء العينين "فجأة وجدتُها حربا ضروسا وَظفَت فيها جهات ما، كل الامكانيات الاعلامية واللوجيستيكية، وتكلف بإعلانها وإذكائها أشخاص معروفون من الرجال والنساء بنفس الأدوات والأساليب"، معتبرة ان ما تعرضت له "حرب سياسية شاملة هدفها التحطيم والنسف دون قواعد ودون أخلاق".
وزادت النائبةماء العينين مبينة "أعترف أن شدة الاستهداف كانت قاسية جدا ، وأنا ألمس معاناة الأم والعائلة والقبيلة، ولو كان الأذى يلحقني وحدي لكان لي اختيار آخر وقد تعودت على شراسة الاستهداف ولا أخلاقيته، وبذلك أجدد تهنئتي للمنتشين ب"الانتصار""، في إقرار واضح منها بخسارة المعركة في مواجهة مستخدميها.
وأفادت ماء العينين بأن الحرب التي شنت ضدها "لم تكن حربا متكافئة من حيث "قواعد اللعب" وكان تدبيرها سياسيا وقد تكون شابته أخطاء، أعترف بذلك لأني وعيت منذ البداية أنها حرب غير متكافئة في مواجهة آلة لا تعرف إلا لغة التدمير"، وأضافت "قررتُ بمحض إرادتي في إحدى اللحظات-ولعلها لحظة ضعف إنساني- امتصاص الضربة الموجعة والاعتراف للخصم "القوي" الذي وضعني منذ سنوات في فوهة المدفع بالانتصار، وفي الحرب ضحايا من العائلات والأطفال لم أقوَ على تحمل آلامهم، بعدما نذرتُ نفسي لتحمل كل الطعنات مادمتُ قد اخترت النضال بالكلمة والموقف دون مساومة أو حساب للربح أو الخسارة".
وسجلت بأن "الحرب الضروس التي لا يُراد لها أن تنتهي، خلفت وراءها رسائل، هي أن الاضطهاد الموجه لنائبة برلمانية وسياسية بذلت كل جهدها لتشكل إضافة نوعية لمؤسسات بلدها مرورا بنظام الكوطا ( الحصة) الى اللائحة المحلية ، إلى الاجتهاد داخل مختلف المؤسسات، لا يمكن أن يكون إسهاما في حماية البلد من أصوات مختلفة تخرج أحيانا من أنساق تفكير معلبة ومنمطة، ببساطة لأن الديمقراطية تقتضي التساهل مع قدر من الاختلاف".
واردفت ماء العينين قائلة: "لم يكن في الأمر نفاقا ولا خداعا ولا إذاية لأحد، جوهر الحكاية حرب شاملة ضد "امرأة"، وها أنا أعترف لمن قرّر وخطّط وترصّد وتسلل وسرّب وشهّر وافترى وفعل كل ما فعل، أنك بكل امكانياتك الضخمة قد نٍلتَ من هذه المرأة السياسية الشابة التي لم تواجهك إلا بالكلمة والموقف وإرادة الإصلاح، وقد آمنت بالنضال من داخل المؤسسات، وفي احترام لقواعد اللعبة وضوابطها".
وأضافت "ها أنت تكسب المعركة ضدها فهنيئا لكل من أسهم فيها بسهمه".
وأوضحت ماء العينين بأن الأزمات الصعبة تكشف معادن الناس بين "من يتورع عن الخوض في الأعراض وتصديق الإدعاءات ويقدم الدعم في لحظة تكثر فيها السهام والرصاصات دون قيد أو شرط أو حتى سؤال عن مدى صحة ما يروج، استيعابا منه لأبعاد الحرب ودواعيها والواقفين وراءها... أشكر أولئك الذين شمتوا وسعوا بين الناس بالنميمة يروجون الادعاءات والشائعات مشهرين بأشخاص أبرياء، نُسجت حولهم الحكايات ونظريات الكيد والمؤامرة وما شهدتُ فيهم إلا نبلا وشهامة وأخلاق "ولاد الناس" التي زادت رسوخا أثناء هذه الأزمة القاسية".
وشددت ماء العينين على أن الأذى الذي لحقها في هذه "النازلة"، "لن يدفعني إلى الكفر بهذا الوطن الذي يسمح بكل هذه القسوة من طرف من لا يريد الانصات إلى صوت مختلف، ومن طرف من يختلف سياسيا فيوجه الطعنات مستغلا فرصة صنعها من صنعها، ومن طرف الحاقدين والمنافسين والكارهين ومطلقي النيران الصديقة".
كما عبرت عن شكرها لكل من تضامن معها في محنتها، حيث قالت: "إن الذين أعلنوا التضامن فارتبكوا ثم سحبوا التضامن ثم اطلقوا الاتهامات بالازدواجية أو النفاق أو الجبن أو ما أرادوا... شكرا لهم ولو أني لم أطلب تضامنهم رغم تقديري له"، في انتقاد واضح منها لأعضاء حزبها الذين انتقدوها، وشكرت "الذين سموا على الاختلافات السياسية والايديولوجية والفكرية، فشجبوا بمبدئية ما حدث، يستحقون كل التنويه".
وتعهدت النائبة ماء العينين لكل من دعمها في هذه الواقعة بأنها ستستمر في "النضال من موقع الدفاع عن الديمقراطية والحرية والعدالة في احترام للقانون والمؤسسات"، حسب تعبيرها.
انتقدت تعامل حزبها مع قضيتها
ماء العينين: شدة الاستهداف كانت قاسية ولن أكفر بالوطن
مواضيع ذات صلة