عدّ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية، حملة المقاطعة التي تواجهها منتوجات ثلاث علامات تجارية بالبلاد "صرخة معاناة"، متعهدًا باستمرار الحكومة في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة المواطنين.
إيلاف من الرباط: قال العثماني، في كلمة ألقاها في اجتماع اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية اليوم السبت، إن حملة المقاطعة الأخيرة "صرخة معاناة من قبل جزء من الطبقة المتوسطة، ومن واجبنا تفهم هذه المعاناة، وينبغي أن نقوم بالإجراءات الداعمة للقدرة الشرائية للمواطنين".
أضاف رئيس الحكومة المغربية أمام أعضاء حزبه "نحن في حاجة إلى رفع المعاناة عن المواطنين حسب الإمكانيات المتاحة"، مؤكدًا أن الحكومة ستمضي في اتخاذ "القرار الذي نعتقد فيه مصلحة المواطنين، ولن نتراجع فيه".
وفي رسالة سياسية وجّهها العثماني إلى خصومه من دون أن يسميهم، قال: "نحن نشتغل وننصت للمواطنين، ونأخذ في الاعتبار ما يقولون"، وزاد موضحًا أن ردود الفعل التي سجلت جاءت للرد على "اللوبيات والجهات التي تريد أن تفسد الحياة السياسية"، مشددًا في الآن عينه، على أن النخبة السياسية من مهامها "الإنصات للمواطنين إذا كانت لهم مطالب أو انتظارات ينبغي أن نحترمها".
بخصوص ارتفاع أسعار المحروقات، أكد العثماني أن الحكومة واعية للأمر: "نحن واعون بأن تحرير أسعار المحروقات كان ضروريًا، لكن كانت له إشكالات"، معتبرًا أن حكومته تملك "الشجاعة الكافية في قضايا الإصلاح، وستعمل على مراجعة بنية أسعار عدد من المواد الأساسية".
وسجل بأن الحكومة تشتغل على إعداد مشروع حول "كيفية إصلاح سلاسل التسويق من أجل مقاومة المضاربة المؤثرة على أسعار بعض المواد ومحاربة الجهات التي تتلاعب بمصالح المواطنين"، لافتًا إلى أن مقاومة الاحتكار "عمل مستمر ومقاومة لا يمكن أن يتوقفا".
وأعرب العثماني عن ارتياحه للوضع التنظيمي لحزبه، حين قال: "الصحة التنظيمية للحزب جيدة، وانخراطه في مشروع الإصلاح لا يزال، وسيبقى وفيًا له"، مبرزًا أنه يتحمل مسؤولية "كبيرة في المرحلة التي يعيشها قطار الإصلاح بمساهمة المغاربة وتعاون الجميع". كما أكد أمين عام العدالة والتنمية مواصلة حزبه لمساره "متفاعلًا مع انتظارات المواطنين"، معلنًا ثقته في خوض "استحقاقاته بكل نجاح".
لم يفوّت العثماني الفرصة من دون الرد على حكيم بنشماش المرشح الأبرز لقيادة حزب الأصالة المعاصرة، الذي تعهد بعدم التحالف مع حزب العدالة والتنمية، في حال فوزه بمنصب الأمين العام، حيث اعتبر كلامه "حملة انتخابية داخلية".
وجدد العثماني التأكيد على موقف حزبه الرافض للتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، حيث قال: "ليس في برنامجنا لا حاليًا ولا مستقبلًا بأننا سنتحالف مع هذا الحزب"، وأضاف حزب العدالة والتنمية "صامد في طريقه وفق ما بنى عليه مشروعه ولن يتراجع".