الرباط: تحت شعار"ترانيم ترى"، تحتضن كل من مدينتي المحمدية والدار البيضاء، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان ملامس الدولي للموسيقيين المكفوفين، خلال الفترة الممتدة من 29 إلى 31 مارس الحالي.
ويقول الفنان المغربي فتاح نكادي، مبدع فكرة المهرجان، في اتصال مع"إيلاف المغرب":" كنت أحلم بفكرة تنظيم تظاهرة فنية من هذا القبيل، خاصة أنها معتمدة في العديد من دول المعمور، لطالما كان المكفوفون منبعا لنشر البهجة والفرح في الملتقيات والجلسات الفنية التي يحضرونها، و يقومون بتنشيط فقراتها، لتتخذ الأمور منحا آخر مغايرا في وقت لاحق، حيث سجل عزوفهم عن الدراسة، و انتشرت مظاهر أخرى كالتسول و الإدمان وانتظار الحصول على"كريمات" أي ( مأذونيات للنقل).
يعتبر نكادي أن الهدف من تنظيم"ملامس" يتمثل بالأساس في التعريف بإبداعات و مواهب المطربين والموسيقيين المكفوفين، إضافة إلى خلق نوع من التواصل و الاحتكاك بتجارب فنانين من دول عربية وأجنبية عديدة، في احتفالية فنية دولية، تسعى للم شملهم في مهرجان خاص بما يقدمونه من فن للجمهور المتلقي.
و أضاف نكادي أن النسخة الأولى للمهرجان والتي تحمل عنوان"دورة الفنان عبد السلام عامر"، تتميز بحضور و مشاركة مكثفة لمجموعة من الفنانين الموسيقيين المكفوفين من بلدان متعددة، تشمل إيران و فلسطين وتونس و الأردن و السنغال و فرنسا و البحرين و مصر و السودان، إضافة إلى البلد المضيف المملكة المغربية.
و بخصوص ألبومه الجديد"نبض الروح"، قال نكادي وهو ايضا عازف بيانو وملحن انه عمل موسيقي بامتياز، لكونه يضم 6 معزوفات موسيقية، تنهل من التراث الموسيقي المغربي، بمختلف تجلياته وأشكاله المتنوعة، إضافة إلى أنه اختزال لما أبدعه من موسيقى تصويرية للعديد من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، تهم ما بين 30 و40 معزوفة، بما فيها موسيقى المسلسل المغربي الشهير"وجع التراب" التي قام بتأليفها.
و انتقد نكادي عدم الاهتمام الذي يقابل به الفنانون المغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يتمتعون بمواهب فنية حقيقية و إبداعات متميزة.
ويكرم مهرجان ملامس الدولي للموسيقيين المكفوفين الذي تنظمه جهة الدار البيضاء – سطات، بإشراف جمعية فضاء الإبداع للمكفوفين، خديجة الدغمي، لإبداعها في تدريس الموسيقى بطريقة "برايل" و مساهمتها في تصحيح مسار العديد من الفنانين المكفوفين وإنجاحه، فضلا عن الفنان حميد العريبي، و الصحفي رشيد الصباحي.
وتحتضن سهرات المهرجان كل من قاعة F.O.L بالدار البيضاء، خلال اليوم الأول، ومسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية، في اليوم الثاني، ثم سينما ABC بالدار البيضاء، في اليوم الثالث، وتتخلل كل سهرة فقرات موسيقية، وأخرى غنائية من تقديم الفنانين، الذين حضروا من مختلف بلدان العالم.