الرباط: عقب تداول صور لانفصاليات صحراويات وصلن لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء مساء الجمعة، وهن يحملن علمي كل من الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، عبّر العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ) بالمغرب عن غضبهم مما وصفوه بالمشهد المستفز والمهين لمشاعر المواطنين المغاربة، في ظل تجاهل الأمن الخاص بالمطار وعدم اتخاذ أي إجراء يذكر.
وخلقت الصور جدلاً واسعًا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر الناشطون المغاربة الخطوة التي اعتبروا أنها ضد الوحدة الترابية للمملكة، منتقدين في السياق ذاته تغاضي السلطات الأمنية، مما حذا بالانفصاليات إلى القيام بتصوير أنفسهن بمطار محمد الخامس، مع رفع علم الجبهة الانفصالية.
من جهة ثانية، أشاد ناشطون في فيسبوك بتعامل الأمن الخاص بالمطار مع هذه الواقعة الاستفزازية، وأشاروا إلى أن التصرف كان حكيمًا لأن التعامل بشكل عنيف ردًا على هذا الاستفزاز كان الهدف الأساسي منه، هو استغلال الأمر إعلاميًا وعلى مستوى دولي بطريقة تسيء للأجهزة الأمنية المغربية.
وقال سمير بنيس، مستشار سياسي مغربي ومتخصص في شؤون الأمم المتحدة في صفحته بـ "فيسبوك"، رأيت الكثير من المغاربة اليوم يشارك تداول صورة لانفصاليات وصلن لمطار محمد الخامس وهن يحملن علمي الجزائروالبوليساريو ويعبرون عن جام غضبهم لعدم تدخل السلطات المعنية من أجل منعهم من ذلك. لماذا القيام بذلك ؟ ولماذا يريدون أن يسقط المغرب في هذا الفخ وخلق ضجة إعلامية جديدة وإعطاء هدية للبوليساريو والجزائر؟ ألم نتعلم من خطأ أميناتو حيدر، التي حولها المغرب بين عشية وضحاها إلى بطلة بعدما تم إرجاعها إلى مطار لاس بالماس لسبب وضعها عبارة "الصحراء الغربية" في استمارة دخولها مطار العيون؟ أنريد أن نجعل من هؤلاء الانفصاليات بطلات جديدات للبوليساريو ونجعل المغرب في موقع الدفاع؟".
وأضاف بنيس في التدوينة ذاتها "المعذرة، لكنّ أموراً بهذه الجسامة، أي الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد، لا يتم التعامل معها بالعواطف والغوغائية بل بالحكمة والتبصر والتريث. وماذا سيقع بعدما حملت هذه النساء شعار البوليساريو والجزائر؟ هل ساهمت في تحقيق أي شيء للانفصاليين؟ كلا لم يحققن أي شيء وكن قد يحققن غايتهن لو تهورت السلطات وأجبرتهن على عدم حمل علمي الجزائر والدولة الوهمية للبوليساريو".
وخلص المتحدث بالقول"في اعتقادي الراسخ كان تصرف السلطات متبصراً، واتخذت القرار الصائب عندما تجاهلت هذه المجموعة من الانفصاليات، اللواتي ييحثن عن التغطية وخلق ضجة في فنجان لصالح " بوليساريو" . وبالتالي، فإنه من غير الصواب أن نعبر عن غضبنا لرؤية هذه الصور، بل علينا أن نتجاهلها".