الرباط: ذكر مصدر طبي مسؤول بمدينة مراكش (جنوب المغرب) أن ثلاث نساء ضحايا حادث التدافع بإقليم الصويرة تم نقلهن في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن طفيل، إثنتان منهن نقلتا عبر مروحيتين، وثالثة عبر سيارة إسعاف.
وأضاف المصدر ذاته أن 15 امرأة لقين حتفهن في حادث التدافع الذي شهدته قرية سيدي بولعلام بمنطقة تفاتاشت بإقليم الصويرة، صباح الأحد، فيما أصيبت عشر نساء بإصابات متفاوتة الخطورة، حيث تم نقل ثلاث منهن حالتهن حرجة صوب مستشفى ابن طفيل بمراكش، فيما نقلت السبع الأخريات للمستشفى الإقليمي للصويرة.
وصرح ذات المصدر أن حالة السيدتين اللتين تم نقلهما عبر مروحية (واحدة تابعة للدرك الملكي و الأخرى لوزارة الصحة)، مستقرة، و أنهما خضعتا للفحوصات اللازمة، حيث تبين أن إحداهما مصابة برضوض في الصدر، فيما الأخرى جاءت في حالة غيبوبة إثر إصابة على مستوى الرأس.
وكانت أزيد من 2500 امرأة من الفئات الهشة التي تتحدر من مناطق قروية تابعة لإقليم الصويرة و إقليم شيشاوة و اليوسفية و آسفي، توجهن منذ البارحة إلى السوق الأسبوعي لقرية سيدي بولعلام من أجل الإستفادة من مساعدات غذائية اعتاد أحد أبناء المنطقة، وهو إمام مسجد بالدار البيضاء أن يوزعها كل سنة على نساء المنطقة باسم جمعية أسسها قبل سنوات.
وذكرت مصادر محلية لـ «إيلاف المغرب» أن العدد الذي اعتادت الجهات المعنية أن توزع عليه الإعانات هو 2500 امرأة فقط يتم توزيع عليهن مساعدات هي عبارة عن كيس دقيق وزيت وسكر و قطاني، وذلك على مدى ثلاثة أيام، إلا أن العدد تزايد بعد أن بلغ إلى علم نساء من مناطق مختلفة خبر تقديم المساعدات، ليتوافدن بكثافة صوب مكان الحادث، ما أسفر عن مصرع 15 امرأة و إصابة عشر أخريات، بسبب التدافع والإختناق.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية المغربية أن لجنة من المفتشية العامة للإدارة الترابية بالوزارة، باشرت مساء الاحد سلسلة من اللقاءات مع السلطات المحلية بإقليم الصويرة، بهدف الإطلاع على كافة الحيثيات المتعلقة بالحادث، ومراجعة وتدقيق جميع الإجراءات المتخذة في شأنه، وكذا تقييم حصيلتها ورصد أي تجاوزات أو إخلالات محتملة، وتحديد المسؤوليات تبعا لذلك.
وأضاف البيان ذاته أنه سيتم إبلاغ الرأي العام الوطني بكافة الخلاصات المتوصل إليها، وكذا الإجراءات المتخذة على ضوء نتائج الأبحاث المنجزة في الموضوع.
وخلف الحادث المأساوي الذي شهده إقليم الصويرة موجة غضب عارمة، في أوساط مواقع التواصل الإجتماعي، وفي صفوف نشطاء، استنكروا الحادث الذي راح ضحيته 15 امرأة، بسبب التدافع لتسلم قفة مساعدة غذائية لا يتجاوز ثمنها 100 درهم (10 يورو) أو يزيد قليلا، كما طالبوا المسؤولين بتوفير ظروف العيش الكريم للعديد من المواطنين بالمناطق النائية التي تعاني من الهشاشة والفقر.
ويعد إقليم الصويرة من أفقر المناطق بالمغرب، يليه إقليم شيشاوة، و إقليم الرحامنة و الحوز (ضواحي مراكش).