يبدو أن أزمة تشكيل الحكومة المغربية مستمرة ولا حل يلوح في الأفق حتى الآن، إذ جدد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المكلف، اليوم السبت، رفضه مشاركة حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة الجديدة، ردًا على موقف عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، المصرّ على مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المرتقبة.
إيلاف من الرباط: قال ابن كيران بنبرة لا تخلو من التحدي: "إذا رأيتم الحكومة المقبلة فيها الاتحاد الاشتراكي، فأنا لست عبد الإله ابن كيران".
قرار ذاتي
أضاف أنه مازال ينتظر رد أخنوش والعنصر، حين قال "أنا سألتكم هل ستشاركون معي في الحكومة، أجيبوني بنعم أم لا"، مسجلًا أن الاتحاد الإشتراكي "أخذ رئاسة مجلس النواب، وعليه أن يكتفي بها، ويستحيي قليلًا".
وأكد ابن كيران، الذي كان يتحدث صباح أمس في افتتاح ملتقى شباب العالم القروي، الذي نظمته شبيبة حزبه بالواليدية في محافظة الجديدة (جنوب الرباط) أنه حريص على مشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار في الحكومة "لأسباب أنا أعرفها، ولم يطلبها مني أحد، وفيها مصلحة البلاد"، في إشارة منه إلى أن انتظاره الطويل لأخنوش، لم تفرضه عليه أي جهة في الدولة.
ولم يفوت أمين عام" العدالة والتنمية" الفرصة في بعث الرسائل إلى من يهمهم الأمر، مؤكدًا أنه لن يقبل "أي تصرف يخلّ بالدور الذي كلفني به الشعب وجلالة الملك"، مذكرًا خصومه بأن "الشعب اختار (العدالة والتنمية) لكي يكون رئيس الحكومة منه"، وأضاف أن الملك محمد السادس "كان يملك أن يختار غيري لرئاسة الحكومة من الحزب، لكنه اختارني، وإذا أراد أن يغيّر رأيه فليس لدي اعتراض".
هدية سماوية
وأفاد ابن كيران أن الحفاظ على كرامة الشعب ومبادئ الديمقراطية بالنسبة إلى المغرب "أمر مهم، وإذا كان من الضروري أن نصبر، فالأمر ليس مشكلة"، معتبرًا أن حزب العدالة والتنمية "هدية من السماء في هذا البلد، إن شاء قبلها، وإن شاء رفضها"، مشددًا على أنه "مع الملك دائمًا، ومن دون خلاف".
وأضاف موجّهًا كلامه إلى خصومه من خلال حديثه إلى شباب حزبه "يجب أن تبقوا متذكرين لهذا الكلام، نحن لا نقوم بالزحف الديمقراطي نحو الحكم. نحن مع الملكية، ومع أن تبقي البلاد مستقرة وآمنة".
خص ابن كيران مرجعية حزبه (الإسلامية) بجزء مهم من كلمته، حيث أعلن أنه سيستمر في الدفاع عن الإسلام، ولن يتراجع، مسجلًا أن "المرجعية الإسلامية هي سر وجود هذه البلاد، وارجعوا إلى التاريخ لتعرفوا". وأضاف "نحن مسلمون، وهذا الحزب يدافع عن المرجعية الإسلامية، ولا يقف في وجه الاجتهادات".
باقون مع الملكية
وأشار ابن كيران إلى أن الشعوب الأفريقية تستقبل الملك محمد السادس بصفة أساسية هي "أمير المؤمنين"، معتبرًا أن هذه المسألة "رمزية من رمزياتنا، ومعلم من معالمنا ينبغي الحفاظ عليها".
وشدد على القول إن حزبه سيظل مع الملكية والملك، مذكرًا بالإصلاحات التي أقدمت عليها حكومته المنتهية ولايتها في العديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، متعهدًا بالاستمرار على النهج نفسه في العمل والأداء بتعاون مع الملك محمد السادس وتحت قيادته.
يشار إلى أن الملك محمد السادس، عيّن في 10 أكتوبر الماضي، ابن كيران، رئيسًا للحكومة، وكلفه تشكيلها بصفته أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية، بعد تصدره الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 من الشهر نفسه، وحصده 125 مقعدًا، غير أن المفاوضات العسيرة التي دخلت شهرها السادس لم تسعف ابن كيران في إتمام مهمته، وجمع الغالبية المطلوبة بسبب الشروط الصعبة لأخنوش.