: آخر تحديث
بمساعدة مصمم روبوت عبر موقع "Anywear.Online"

عدي كوهن ... صمم ملابسك بنفسك وقم ببيعها عبر متجرك الإلكتروني الخاص

17
18
19
مواضيع ذات صلة

عدي كوهن

   إيلاف: هل سبق أن كنت تتسوق ووجدت قطعة اعجبتك جداً لكن تمنيت لو ان تصميم الأكمام أو الياقة كان مختلفاً، أو ربما اعجبك التصميم بالكامل لكن الالوان او نوع القماش لم يعجبك ورغم ذلك اشتريتها على مضض؟ هل تمنيت ان تصبح مصمم ازياء لكن الحياة اخذتك لطريق آخر؟ هل تبحث عن مصدر اضافي للدخل ولا تعرف اين او كيف؟ الآن أصبح بالإمكان تغيير كل ذلك من خلال تطبيق "Anywear.Online" الذكي الذي ابتكرته رائدة الأعمال الإسرائيلية "عدي كوهن"، عام 2016 مع عالم التفكير المعروف ليور سوشارد (Lior Soshard)كمستثمر وشريك مؤسس، وهو يتيح للمرأة تصميم ملابسها افتراضيًا ووفقًا لقياسات الجسم الشخصية لكل عميل.
فازت الشركة كواحدة من أفضل 10 شركات في جامعة نيويورك في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي بداية الوباء ، قادت الشركة المشروع المعروف "Banding Together" ، الذي اكتسب شهرة دولية واضاءت عليه مجلات مثل "Vouge" و "GMA" و "People magazine".

أيلاف التقت عدي كوهن لتشارك القراء قصتها التي بدأت من حلم الطفولة "بأن تصبح مصممة أزياء" لكنها وجدت عندما كبرت بأن الأحلام تصطدم دوماً بصخرة الواقع: "أدركت أن هذا الحلم تشاركه كل امرأة أخرى تقريباً في هذا العالم، وأن فرصتي كمصممة في محاولة التنافس مع الشركات الكبرى معدومة".
وتكمل:  "العديد من صديقاتي في المدرسة درسوا تصميم الازياء وتخرجوا من الجامعات كمصممات، ولكن انتهى بهن المطاف كعاملات بالبنوك وكنادلات وليس كمصممات أزياء". 

ربط الماضي بالحاضر لتغيير مستقبل صناعة الازياء

عدي فكرت بربط الماضي بالحاضر لتمضي نحو المستقبل: "منذ بداية البشرية، تم إنتاج الملابس حسب الطلب، كالخياطة المخصصة للزبون، تفصيل الملابس حسب قياس وذوق الزبون (Tailor Made)، ولكن مع مرور السنين وصلت طريقة الموضة السريعة والرخيصة، وكان الهدف منها إنتاج الملابس "التراندي" بشكل سريع وبكلفة أقل لدفع المستهلكين لشراء أكبر عدد من التصاميم، تستنسخ هذه الموضة السريعة كلّ التصاميم والأكسسوارت التي ترونها في عروض الأزياء، وخصوصاً التيشيرت والسراويل بمختلف الألوان والأسعار المنخفضة، وذلك نظراً للقماش الرخيص المستعمل".

هذا التطور رغم أنه كان مناسباً للعامة من الناس إلا أن له جوانب سلبية، تشرح كوهن: "على الرغم من أن الأزياء السريعة تجعل الملابس أقلّ كلفة، إلّا أن عمّال المصانع التابعة للموضة السريعة يتأثرون سلباً. إذ أثبتت التقارير أن العمال يعملون لساعات طويلة لاستكمال طلبات تجار التجزئة، وبمعاش منخفض، وباستخدام المواد الخام السامة سهلة الإنتاج والقائمة على البتروكيماويات مثل البوليستر والاكريليك، مما يزيد من نسبة التلوّث بشكل كبير، ويزعم البعض انها تأتي في المرتبة الثانية بعد النفط." 

القطعة فقدت قيمتها 
تقول عدي: "عندما كنتُ صغيرة كانت عائلتي تستورد الفساتين من فرنسا، وكل فستان كان يشبه فساتين ديزني ويجعلني اشعر كأميرة، وكانت الفساتين تنتقل من اختي الاكبر سنا حتى تصل الي، مع مرور السنين اكتشفت أن الفساتين لم يعد من الممكن تناقلها من جيل الى جيل لان جودتها وقيمتها اخذت بالنقصان، ففستان في الثمانينيات مصنوع من مواد طبيعيه عالية الجوده ودقه في التفاصيل، والآن جودة الفساتين اصبحت في أدنى مستوياتها وكذلك صورتنا الذاتية". 

ملابسنا هي قصتنا

مقارنتها بين واقع عالم الأزياء في الماضي والحاضر قادتها لإستنتاج مهم: "أول الأشياء التي يقوم بها كل شخص عندما يستيقظ في الصباح أن يرتدي ملابسه، ملابسنا هي قصتنا، في الثقافة القديمة عندما كانت الاختلافات بين الثقافات أكثر تميزًا، وكذلك كانت الملابس التقليدية أكثر شيوعًا، كانت الثقة بالنفس والصورة الذاتيه أكثر وضوحا وعالية، فأدركت انه من اجل تعطيل صناعة الأزياء كما نعرفها اليوم، نحتاج إلى العودة الى الأصول والبدء في الإنتاج بكميات قليلة جداً للمنتج الواحد". 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Anywear (@anyweardesign)

 

الذكاء الإصطناعي في تصميم الأزياء

جنبا الى جنب مع فريق متخصص، قامت عدي كوهن بتطوير تقنية تسمح لكل شخص بتصميم ملابسه الخاصة، دون الحاجة إلى مصمم أزياء، ويستند النظام على الذكاء الاصطناعي الذي يخبر كل شخص بمساعدة مصمم روبوت بما يناسبه، وبتقنية الابعاد الثلاثية وبطريقة مرحة، يمكن للجميع تحريك الروبوت كيفما يشاء ويختار الأكمام التي يريدها، والقصة المناسبة واللون، ونوع القماش، ونوع فتحة الرقبة، ونوع فتحة الظهر وأكثر من ذلك بكثير.
وبعد ان يصمم المستخدم ثوبه، يتلقى نفس التصميم مع اسمه عليه، مما يمنح المستخدم قيمه عاطفيه للثوب، وأول شيئ يفعله العميل عندما يستلم الثوب هو التقاط صورة له معه وتحميلها على شبكات التواصل الاجتماع لأنه من صنعه وهو فخور بذلك، وبعد ذلك، يمكن لنفس المستخدم فتح متجر على الإنترنت من خلال نفس التطبيق والبدء في بيع تصميماته لمستخدمين آخرين. بمجرد وصول الطلب، تمامًا مثلما يتلقى سائقو Uber الطلب الأقرب إليهم من خلال التطبيق، يتم استلام الطلب لتنفيذ التصميم من قبل جميع الخياطين والاستوديوهات القريبة، ويتم تصنيف هؤلاء الخياطين من قبل المستخدمين أنفسهم وكذلك تسعير الإنتاج". 

صورة من التطبيق لمرحلة التصميم

وتشرح عدي: "قبل بضعة عقود، لم نكن نتخيل أنه في غضون سنوات قليلة من الآن سيتمكن الناس من إرسال رسائل البريد الإلكتروني وطباعة الرسائل. من الصعب أيضًا ومن السخف تقريبًا التفكير في انه في غضون بضع سنوات سنكون قادرين على طباعة ملابسنا في المنزل، وهنا تصبح تقنيتنا ذات صلة. 
إذا كنا سنقوم جميعًا بطباعة ملابسنا في المختبر الرقمي المحلي أو في منزلنا، فلماذا لا يمكننا بالفعل تصميم ملابسنا الخاصة؟ عندما فهمت هذا، أدركت أن كل شيء يجب ان يكون افتراضيًا، وقمنا ببناء آليه ثلاثيه الأبعاد تعرض الملفات في الوقت الفعلي وتسمح للعميل بتفكيك الثوب الى جزيئات لا نهائية وإعادة تجميعها، وبالتالي الشعور بالتصميم والحرية لاختيار ما يناسبني بالضبط". 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Anywear (@anyweardesign)

 

مشروع يسوق لنفسه بنفسه

وعن إنطلاقة المشروع تقول: "بعد أن طورنا التكنولوجيا التي شرعنا بها لإثبات الجدوى مع مجلة Allure، عملنا مع ٩ مؤثرين مع مئات الآلاف من المتابعين وصمم كل منهم مجموعته الخاصة، بعضهم صمم حجابًا وأشرطة شعر وأقنعة والمزيد، كل منهم صمم المنتج بنفسه وتم تنفيذ كل شيء باستخدام الطباعة الرقمية، وباعوا نفس التصميمات لجمهورهم، والمثير للاهتمام هو أنه بمجرد قيام المؤثر بتسويق منتجه، يكون الجهد التسويقي الذي تبذله في الإعلان عن المنتج أكبر بكثير من أي شيء آخر، فالمنتج الذي يعلن عنه منتجه الشخصي. أصبح هذا المشروع مربحًا وسريع الانتشار وسوق لنفسه بنفسه، ففي غضون شهرين قمنا ببيع منتجات بمئات الآلاف من الدولارات". 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Anywear (@anyweardesign)

 

 

الإستثمار في مستقبل الصناعة

أحلام عدي التي قادتها لإبتكار ذكي يمكن كل شخص من ان يصنع ملابسه بنفسه او يصنع خط ازياءه الخاص وينشيء متجره الشخصي بالاستعانة بخياطين منتسبين للتطبيق يعملون من منازلهم واقمشة صديقة للبيئة، وبتصميمات تناسب اي زمان ومكان يتجاوز جميع مساويء صناعة التجزئة كما نعرفها اليوم. وهذه الفكرة في مراحل نموها الأولى ولتكبر وتستمر هي بحاجة لضخ المزيد من الأموال والإستثمار، وعن ذلك تقول: "نحن على يقين من أن العالم يسير في اتجاه التخصيص معنا او بدوننا ، ونبحث حاليا عن مستثمرين لتقديم فرصة عمل لهم للانضمام إلى إصلاح العالم وجعله أنظف وأفضل، وأيضا فرصة للمشاركة في المستقبل الجديد لعالم الموضة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل