: آخر تحديث
الحرب في غزة تطغى على الصراع في أوكرانيا

بلوغ إسرائيل نهائي "يوروفيجن" يؤجج مناخ التوتر السياسي المخيم على المسابقة

28
31
25

مالمو: تقام السبت في مدينة مالمو السويدية الحفلة النهائية لمسابقة "يوروفيجن" الغنائية في ظل مناخ متوتر فاقمته مشارَكَة المغنية التي تمثّل إسرائيل في خضم حرب غزة.

واستُقدِمَت إلى مالمو التي يُتوقع أن تستقطب نحو 100 ألف زائر لهذه المناسبة، وحدات شرطة من مختلف أنحاء السويد لحفظ الأمن خلال الحدث، إضافة إلى تعزيزات من الدنمارك والنروج لمؤازرة العناصر المحليين.

وقدّرت الشرطة بنحو 20 ألفاً عدد الأشخاص الذين قد يشاركون السبت في تظاهرات احتجاج على المشاركة الإسرائيلية في هذه المدينة الواقعة في جنوب السويد والتي تضمّ أكبر عدد من ذوي الأصول الفلسطينية في الدولة الاسكندينافية.

وتأهلت المغنية الإسرائيلية الشابة عيدن غولان (20 عاماً) مساء الخميس إلى النهائي بأغنية "هوريكين" ("إعصار") التي تعيّن تعديل نسختها الأصلية لاحتوائها على تلميحات إلى هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

ويتنافس فنانون من 26 دولة السبت على الفوز باللقب خلفاً للسويد، الفائزة بمسابقة العام الفائت التي استقطبت 162 مليون مشاهد عبر شاشة التلفزيون.

دعوات إلى المقاطعة
وكان الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون الذي يشرف على المسابقة أكد في آذار (مارس) الفائت مشاركة عيدن غولان رغم الانتقادات.

وفي نهاية آذار (مارس)، دعا مرشحون من تسع دول، تأهل سبعة منهم إلى الحفلة النهائية، إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة التي تتواصل الضربات الإسرائيلية فيها.

وتشارك إسرائيل في "يوروفيجن" منذ عام 1973 وفازت بها عام 2018 للمرة الرابعة. وصُنِّفَت غولان السبت الثانية بعد ممثل كرواتيا في ترتيب الأوفر حظاً للفوز بالمسابقة، وكانت قالت الخميس" "إنه شرف حقاً أن نكون هنا (...) ونتمثل بفخر".

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل حفلة نصف النهائي أن عيدن غولان فازت "بالفعل"، موجهاً إليها التحية في مقطع فيديو لكونها واجهت "بنجاح موجة مروعة من معادة السامية".

وأطلق حزب سومار اليساري الإسباني المتطرف الذي تعّد رئيسته يولاندا دياز الثالثة من حيث الأهمية في الحكومة الائتلافية عريضة الجمعة للمطالبة باستبعاد إسرائيل من المسابقة بينما "يقوم جيشها بإبادة الشعب الفلسطيني وتدمير أراضيه".

إلا أن برلين رأت أن "الدعوات لمقاطعة مشاركة فنانين إسرائيليين (...) غير مقبولة على الإطلاق"، فيما شدّدت باريس على أن "السياسة ليس لها مكان في يوروفيجن".

حياد
إلا أن الحياد الذي يتمسك به الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون اهتز أكثر من مرة.

فالمغني السويدي الفلسطيني الأصل إريك سعادة أطلّ على المسرح الثلاثاء وقد لفّ معصمه بكوفية فلسطينية. وصدر قرار الجمعة بحرمان ممثل هولندا يوست كلاين من المشاركة في البروفة العامة بعدما أعرب مساء الخميس عن عدم قبوله وضعه إلى جانب المرشحة الإسرائيلية.

وقطعت نقابات قناة "في ار تي" VRT التلفزيونية العامة في منطقة فلاندرز البلجيكية بث المسابقة لفترة وجيزة مساء الخميس لعرض رسالة دعم للفلسطينيين.

وكُتب على الشاشة بالهولندية على خلفية سوداء "هذا عمل نقابي. نحن ندين انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة إسرائيل. علاوة على ذلك، تقضي دولة إسرائيل على حرية الصحافة. ولهذا نوقف البث لبرهة وجيزة".

وقوبلت هذه الخطوة بالأسف من الاتحاد الأوروبي الذي منع العام الفائت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إلقاء كلمة بالفيديو أثناء الحدث انطلاقاً من مبدأ الحياد السياسي.

وهذا العام، تطغى الحرب في غزة على الصراع في أوكرانيا. فقد بدأت الحرب الأكثر دموية في القطاع الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل تدمير حماس، وشنت هجوماً انتقامياً أدى إلى مقتل أكثر من 34943 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

وتظاهر نحو 12 ألف شخص في المدينة المضيفة الخميس ضد مشاركة إسرائيل، بينهم الناشطة المناخية الشابة غريتا تونبرغ، معربين عن غضبهم إزاء الحرب في غزة.

"لا تهديدات"
ورأت البريطانية سالي سادلر أن هذه التظاهرات تلقي بظلالها "قليلا" على الحدث. وقالت "الأمر يتعلق قبل كل شيء بالوحدة والموسيقى، فنحن جميعاً هنا معاً، كل الدول، من أجل الحب وليس من أجل الكراهية".

وفي داخل القاعة، حظر المنطّمون كالعادة أي علم غير أعلام البلدان المشاركة، وأي لافتة تحمل رسالة سياسية.

ورأت عيدن غولان في مؤتمر صحافي "أن الجميع في أمان". وأكدت الشرطة السويدية أن "لا تهديدات وُجهَت إلى يوروفيجن". ورفعت السويد مستوى التأهب في الصيف الفائت بعد أعمال تدنيس للقرآن.

أما على المستوى الفني، فتتشابك الأنواع الموسيقية خلال الدورة الثامنة والستين من هذا الحدث السنوي المخصص للموسيقى الأوروبية الشعبية.

ولاحظ الخبير في "يوروفيجن" أندراس أونيفورس أن عدداً من الأغنيات هذه السنة تتناول الصحة النفسية، "إذ يقول كثر من الفنانين الشباب إنهم ليسوا على ما يرام" وخصوصاً في ما يتعلق "بهويتهم" كما هي حال نيمو (سويسرا).

وأوضحت عيدن غولان أن أغنيتها "هوريكين" تتناول "فتاة صغيرة تمر بمشاكلها الخاصة، وعواطفها الخاصة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه