إيلاف من القاهرة: أقام مهرجان القاهرة السينمائي الخميس، ندوة تكريم المخرجة كاملة أبو ذكري، الحاصلة على جائزة فاتن حمامة للتميز، في حفل افتتاح الدورة الـ44 من المهرجان الدولي، أدارها الناقد الفني طارق الشناوي.
تحدثت المخرجة ذات الرصيد الكبير والمميز في السينما والدراما، عن أعمالها ومصطلح سينما المرأة، ونصائحها للمخرجين الصغار، والكثير من الأمور اللافتة، بحضور عدد كبير من الفنانين أبرزهم: حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بجانب إلهام شاهين، والمنتج محمد العدل، وسلاف فواخرجي، لقاء الخميسي، هاجر الشرنوبي، تامر حبيب، ركين سعد، أمير المصري، يوسف عثمان، فاطمة ناصر، محمود الليثي، حازم إيهاب، نور قدري وتوني ماهر.
شعرت بلمعة القلب أثناء عملي مع عاطف الطيب
بعيدًا عن تميزها كمخرجة، لا يختلف عليها اثنان، أظهرت الندوة والحوار المفتوح معها جانبًا إنسانيًا يضيف لرصيدها الكثير، ففي إجابة على سؤال أحد الحضور حول ما تعلمته من الفنيين خلف الكاميرات، الذين شاركوها رحلة نجاحها، كانت تصف كل منهم بـ"العم فلان"، وتتحدث عنهم بإجلال كبير، وتذكر بدقة ما تعلمته منهم في مسيرتها، وكيف كان لكل منهم الفضل في تعليمها أمور دقيقة فادتها كثيرًا في تعلم الإخراج.
وبجانب ذلك خصت كاملة، أستاذها المخرج الكبير عاطف الطيب، بالشكر، وبأنها شعرت معه بلمعة القلب والعين، أثناء عملها كمساعد مخرج، في فيلم "دماء على الأسفلت" للنجم الراحل نور الشريف، وأكدت أنها تعلمت منه الإحساس وإتقان العمل، فعلى الرغم من أنه قليل الكلام، لكنه كان يهمس في أذن الممثل بكلمات بسيطة تحول إحساسه بالكامل للمشهد، فكانت تتفاجئ بأنه في الإعادة أتقن الممثل الدور أكثر من المرة الأولى، الأمر الذي جعلها تسأله كثيرًا وتصمم على معرفة كيف يفعل ذلك، لتتعلم منه.
كما تحدثت كاملة عن شركاء نجاحها في الكثير من الأعمال الفنية، وعلى رأسهم مديرة التصوير نانسي عبدالفتاح التي وصفتها بأنها "نصها الثاني"، بالإضافة إلى الموسيقار تامر كروان الذي دائمًا ما تختلف معه خلال التحضيرات لأعمالهم سويًا ولكن في النهاية يكون النجاح مشترك بينهما.
مستاءة من تصنيفي كمخرجة لأفلام سينما المرأة
وعن توصيفها كمخرجة لأفلام سينما المرأة قالت إنها تستاء من ذلك التوصيف، لأنها لا تريد حصرها تحت ذلك البند، فهي مخرجة إنسانة، يجب أن تشعر بالرجل والطفل على حد سواء مع المرأة، ولكن الظروف هي من دفعتها لتقديم قضايا متعلقة بالمرأة أكثر، وأعربت عن أمنيتها بتقديم عمل فني عن الرجال، خاصة أن لديهم مشاكل وأزمات لا تقل أهمية عن المرأة.
وقالت مازحة، إنه بالرغم من ذلك، فإن توصيف أعمالها بأنها تابعة لسينما المرأة له مزايا أيضًا، حيث تتلقى دعوات كثيرة لمهرجانات عالمية بسبب ذلك، معلقة: "سينما المرأة بتأكل عيش بردو".
هند في فيلم "ملك وكتابة" الأقرب إلى قلبي
وخلال حديثها عن أعمالها الفنية، أشارت كاملة إلى أن شخصية "هند" التي قدمتها الفنانة هند صبري في فيلم "ملك وكتابة" من بطولة الفنان محمود حميدة، لأنها مرت بكل ما مرت به هند تقريبًا من عشق للوكيشن التصوير والفن وكل تفاصيل الشخصية، ما عدا قصة حبها بأستاذها.
أتمنى تقديم عمل عن فلسطين
وعن أحلامها التي لم تتحقق، قالت إن أملها إخراج فيلم اسمه "فلسطين" عن القضية الفلسطينية، لأنها أكثر دولة تستحق عمل فيلم عنها، وأكدت أنها تريد عمل فيلم حقيقي وليس عملًا يغازل المهرجانات الفنية، أو يقول نصف الحقيقة أو ربعها، أو يجمل الواقع، بل يعكسه كما هو، تلك الحقيقة الغائبة عن الأجيال الصغيرة، التي لا تصلها الصورة كاملة بالشكل المناسب، ولفتت إلى أن والدها كان يعلق علم فلسطين في منزلهم كي لا ينسوا القضية الأساسية للعرب.
وعن عملها كمخرجة في مسلسل "بطلوع الروح" مع مجموعة كبيرة من الفنانين العرب، وأيضًا من فريق العمل وراء الكاميرا الذي ضم جنسيات متعددة، قالت إنها لا تجيد وصف شعورها بدقة، ولكنها كانت في منتهى السعادة بأن العرب مجتمعون على فكرة واحدة فذلك أمر عظيم.
لا أقدم عمل فني سنويًا كي أكون أم حقيقية لابنتي
أوضحت المخرجة كاملة أبو ذكري، أن السبب الرئيسي في عدم تقديمها عمل فني سنويًا هو ابنتها، فهي تريد أن تكون أمًا حقيقية لها على حد تعبيرها، وهو الأمر الذي يتعارض مع عملها كمخرجة، لأنها تندمج في تصوير العمل الفني بكل مشاعرها، ويأخذ كل وقتها، ما يمنعها من رعاية ابنتها والاهتمام بها، وذلك كان من الممكن أن يصنع فجوة بينهما، لذلك فهي حريصة على منح ابنتها ذلك الوقت الكافي لرعايتها ومشاركتها في أمور حياتها المختلفة.