نعم هي "عصابة" بالمعنى " الشعبي الكروي الجماهيري"، وهي تعني أننا أمام فريق يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الذين يثيرون الخوف بل الذعر في نفوس المنافسين، بما يملكونه من مهارة خاصة، وقدرات بدنية هائلة، وتعطش للفوز والتسجيل، وكذلك لديهم فكر تكتيكي لا يمكن مجاراته.
هذا هو الوصف الدقيق لفريق ريال مدريد في الوقت الحالي، وخاصة على المستوى الهجومي الذي يتمثل في كيليان مبابي، وفينيسيوس جونيور، وردريغو، ومعهم بيلينغهام، و"الصغير المفترس" إندريك، وقد نجح هذا الخماسي في صنع الفارق أمام فريق اسبانيول (مساء السبت) في الليغا الاسبانية.
سجل لريال مدريد الذي فاز 4-1 داني كارفاخال، رودريجو، فينيسيوس جونيور، وكيليان مبابي، ينما أحرز هدف إسبانيول الوحيد تيبو كورتوا بالخطأ في مرماه.
الحدث ليس فوز الريال برباعية لهدف على اسبانيول، فهي نتيجة منطقية ولا تدعو عشاق الملكي للاحتفال مثلاً، ولكن ما يدعو للشعور بالارتياح في أوساط الجماهير المدريدية أن جميع النجوم يتوهجون معاً، والتناغم بينهم أصبح في أفضل حالاته، والعقل التكتيكي لكارلو أنشيلوتي يعمل جيداً ويوظف الجميع بصورة مفيدة للفريق، مما جعل الريال أكثر فعالية، بل أكثر رعباً دون مبالغة.
فلا مكان للاعب يريد الانفراد بعرش النجومية في الريال، ودائماً يشتهر النادي الملكي بفلسفته الخاصة التي يحفظها جمهوره عن ظهر قلب، ويحترمها كل لاعب، ويعلمها جيداً كل صحفي وإعلامي، وهي "الريال ككيان أهم من نجومية اللاعبين كأفراد".
هذه هي الفلسفة المدريدية التي لا يتنازل عنها رؤساء النادي على مر العصور، وعلى رأسهم الرئيس الأكثر تأثيراً في تاريخ النادي فلورنتينو بيريز، الذي يلقب بـ"حوت الصفقات وصائد البطولات".
طريقة احتفال اللاعبين مع بعضهم البعض بكل هدف، والتمريرات الحريرية من مبابي إلى فينيسيوس، والتناغم بين الجميع في الجانب الهجومي على وجه التحديد يؤكد إدارك اللاعبين جيداً لشعار "الريال أولاً".
إقرأ أيضاً: برشلونة عاد إلى الأرض.. دوري الأبطال لا يرحم!
بقي أن نقول إن مبابي وعلى الرغم من استمرار محاولات التشكيك فيه من المعسكر الجماهيري البرشلوني بداعي أنه يسجل من ركلات الجزاء، وأنه يكرر سيناريو كريستيانو رونالدو حينما أطلقوا عليه "بينالدو"، في إشارة إلى كثرة أهدافه من ركلات الجزاء، إنما هي محاولات لا فائدة ولا طائل منها.
فقد بدأ مبابي في الاندماج جيداً مع الفريق، ولا يهم إن كان يسجل من ركلة جزاء أم من اللعب المفتوح في المرحلة الحالية التي يحتاج فيها إلى الثقة، ومن المؤكد أنه سوف يقدم ما هو أكثر ابهاراً مع مرور الوقت، واكتساب المزيد من الثقة، وفي النهاية يمكن اعتبار ما يقوله عشاق البارسا في محاولاتهم للتقيل من أداء مبابي في حمى البداية، أنها مناوشات جماهيرية وتراشقات عبر السوشيال ميديا، وهي "ملح كرة القدم" وسر إثارتها.
إقرأ أيضاً: السياسة تقول "النجم الأوحد".. فمن يكون؟
وبمناسبة الحديث عن مبابي، فقد أعاد ذكريات مواطنه كريم بنزيما في مدريد، وذلك خلال انتصار الريال العريض بنتيجة 4-1على إسبانيول، مساء السبت، في معقل الملكي بملعب "سانتياجو برنابيو"، ضمن منافسات الجولة السادسة من منافسات الليجا.
وبحسب شبكة "أوبتا" العالمية للإحصائيات، فإن كيليان مبابي هو اللاعب الثاني في ريال مدريد الذي يسجل ركلات جزاء في ثلاث مباريات متتالية في الليجا خلال القرن الحادي والعشرين (3 أهداف)، بعد كريم بنزيما الذي حقق ذلك بين أذار (مارس) ونيسان (ابريل) 2022.