: آخر تحديث

الهلال ونظام التقويم المدرسي!

15
15
14

* إذا أراد أي نادي أن يكون مثل الهلال الذي حقق 19 دوري من أصل 36 فعليه أن يحقق كل خمس سنوات 3 أو 4 دوري…

معلومة وكلام منطقي وبديهي ووفق لغة الأرقام التي لا تكذب قيلت مؤخرًا بأحد البرامج الرياضية من أحد النقاد المميزين والحيادين والمتسلحين دومًا بالحجة القوية وبلغة الأرقام ؛ لكن يا تُرى كيف جاء الرد من زميله الأخر وعلى ذات الطاولة؟: 

"عندما يُتابع بعض المشاهدين اللي معلوماتهم في كرة القدم على قدهم هذا الطرح فإنهم قد يُسلموا بالأمر ، ثم أردف هذا الكلام غير صحيح الأندية ولكي تكون مثل الهلال فإن الفرص يجب أن تكون متساوية ، قبل أن يُضيف كيف أصبح الهلال متسيدًا للبطولات ؟ هل كانت كُل الاندية في كامل عافيتها"؟!

* لكم أن تتخيلوا أن هذا هو الرد الذي ينتقص في البداية من بعض المشجعين ويصفهم بأن "معلوماتهم على قدهم" في تعال كبير، فهل ذنب الهلال أنه متفوق نتيجة عمل رجالاته وإداراته المتعاقبة والتي أرست وبلغة الفكر والعقل أولًا قبل لغة المال كل هذا الاستقرار المادي والإداري والفني، وهل ذنب الهلال أنه النادي الخالي من الديون والذي لم تُسجل عليه التزامات أو قضايا في الفيفا تُسهم في تشويه سمعة الرياضة السعودية، وهل ذنبه أنه تفوق في الحوكمة والكفاءة المالية والرعايات، وهل ذنبه أنه تفوق مع الحكم الأجنبي ومع تقنية الفار وهم من كانوا يدعون بأنها ستُطبق وسيسقط بعدها، وهل ذنبه أنه نجح باحتراف الستة والسبعة والثمانية لاعبين رغم أنه الأميز بالعنصر المحلي ونجومه عناصر أساسية هزمت بطل العالم منتخب الأرجنتين، وهل ذنبه أنه صدر أعظم نجوم الكرة السعودية، وهل ذنبه أن يذهب أحد لاعبيه عنوةً عنه وهو ما يهدد استقراره وتساوي الفرص التي يُطالب بها الأخ الكريم؟ وهل ذنبه أن يستمر الدوري أثناء إقامة كأس أمم أسيا 2019، وأن يُكلف مدربوه في عز المنافسات بتدريب المنتخب، وألا يهُدد ذلك عدالة المنافسة؟

* الأمر الآخر ما ذنب الهلال الأشبه بالطالب النجيب بأن يؤخذ بجريرة طلاب آخرين كسالى حين يقول إنه تسيد بناءً على أن أقرانه ليسوا في كامل عافيتهم، هل ذنب الهلال ضعفهم وضعف إداراتهم وتخلي أعضاء شرفهم وتخليهم عن نجومهم وسوء اختياراتهم وتكبيل أنديتهم ديونًا ساهمت الدولة مشكورة في سدادها، وهل ذنب الهلال وريال مدريد والسيتي واليوفي والبايرن عند تحقيقها للبطولات بأن الأندية الأخرى ليست في كامل عافيتها؟! 

وألا تعلم يا هذا أنه من الظلم بالأساس أن يُساوى الهلال في الدعم مع الأندية التي تُحقق الفشل وتتصدر الهدر المالي والمثقلة بالديون والبعيدة عن البطولات، وبعضها صاعد حديثًا من دوري يلو؛ أم أن الأخ يُريد استحضار تجربة فاشلة يعرفها ووقف عليها جيدًا وتطبيقها وهي التي تضع الهلال مع غيره في كفة واحدة وهي الموجودة مع الأسف حاليًا والأشبه بنظام التقويم المستمر الذي انتهجته وزارة التعليم في مرحلة سابقة قبل أن تُلغيه لفشله الذريع والذي كان يتساوى فيه الطلاب دون أية مراعاة للفوارق الفردية بينهم حيث كان يتساوي معظم الطلاب في النتيجة النهائية من خلال تحقيق الرقم 1 دون أي تمييز بين المتفوق من الممتاز من الجيد جداً!

* المثير للشفقة أن زميله المخضرم وحين مشى معه في ذات السياق وذكره بأن فريقه (الأهلي) كان قد حظي في فترة من الفترات وفي عهد إدارة معينة بدعم لم يكن متوفرًا لأي نادٍ أخر ومع ذلك لم يحقق إلا دوري فقط، وعندها وبعد أن علم بأنه قد وقع في الفخ حور الموضوع تمامًا حيث ذكر لا فضَّ فوه "أن المتسبب في ذلك هو التحكيم"!

طيب لو سلمنا أيضًا بكلامه وأن التحكيم هو المتسبب، فهل التحكيم ساعد كل الأندية التي حققت بطولات الدوري في تلك الفترة وهي الهلال والنصر والاتحاد والشباب بل وحتى الفتح وتعمد اقصاء الأهلي فقط؟!

* الأهلاويون أنفسهم مر عليهم فترة كانوا يتباهون فيها بأن ناديهم كان يتنقل بالطائرات وأن أطقمه كانت تأتيه من أوروبا، وأنه أحضر منتخب البرازيل وأحضر مارادونا وأعظم مدربي العالم وأنه يُرسل لاعبيه لحضور كاس العالم طيب ماذا كانت المحصلة بعد كل هذا: 2 دوري فقط، وأيضًا لم يحصل التسيد! 

بل إن الهلال الذي أراد الناقد الهمز والغمز في قناته غاب عن بطولة الدوري لمدة 5 سنوات من 2012 إلى 2016 ؟! فألا يتعارض كُل هذا مع الفكرة التي أراد الناقد الباسها واسقاطها على الهلال بكل سوء؟!

* أخيرًا يا تُرى من الذي من الممكن أن ينطلي طرحه على من وُصفوا بأن "معلوماتهم على قدههم" صاحب الطرح ذو الحجة والمستند على الأرقام ؟ أم صاحب الطرح المتناقض والمتعالي والمُتعصب؟

بالنسبة لي على الأقل أقدر أقول بأني وللتو فهمت المثل الشهير "رمتني بداءها وأنسلت"!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف