بعد تسعة أشهر ونيف على طوفان الأقصى/السيوف الحديدية/حرب غزة، لا زال الوضع حرجا والأبرياء يسقطون تحت الركام وفي خيام النزوح، نتانياهو لم يصل إلى النصر المطلق وحماس لم تستطع انهاء المشروع الصهيوني.
بين هذا وذاك تدور احداث ومواجهات في جبهات مختلفة تسمى جبهات الإسناد؛ من اليمن حيث يقوم الحوثي حليف إيران وبأسلحة إيرانية باعتراض سفن النقل في البحر الأحمر واستهداف إسرائيل بصواريخ باليستية، تسقط قبل الوصول احياناً وتعترضها منظومات الدفاع الجوي تارة اخرى ونجح حتى الان بايصال مسيرة من نوع صماد الإيرانية لتل ابيب وقتل اسرائيليا واحدا.
ومن لبنان اذ يقوم حزب الله باشغال اسرائيل يوميا حيث تدور معارك محسوبة ضمن قواعد واضحة لجهة عدم توسيع الحرب ويلحق الخسائر بالأرواح والعتاد، واخلاء السكان من جانبي الحدود حيث تبدو البلدات من الجانبين مدن اشباح لا يحولها سوى الجنود وعناصر الحزب متخفين.
الداخل الإسرائيلي لا زال يتوق ويضغط لتهدئة في غزة ضمن استعادة ما تبقى على قيد الحياة من أسرى ومختطفين وانهاء هذه الحرب التي كلفتهم الكثير وسط حركات بهلوانية في السياسة الاسرائيلية يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لاطالة عمر حكومته قدر الامكان وانجاز شيئا ما يخرجه من جملة " المسؤول عن السبت السوداء في السابع من اكتوبر 2023" في اوراق لجان التحقيق وكتب التاريخ لدولة اسرائيل ابنة ال 76 عاما.
في هذه الأثناء وخلال نقاش وصدامات اسرائيلية أميركية وخطاب رنان لنتنياهو المأزوم داخليا في الكونغرس ومجلس الشيوخ، يقوم الجيش بانقاذ ماء وجه القيادة الحالية عبر اغتيال فؤاد شكر الحج محسن، الذي يعتبر قائد اركان حزب الله ومستشار حسن نصر الله الشخصي لشؤون الحرب وإعداد القوات، في مقر له بالضاحية الجنوبية وبعدها بساعات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في دار الكوثر الحكومية للضيافة بقلب طهران، واختلفت الروايات حول طريقة الإغتيال إلا ان الحقيقة انه اختراق لأمن حرس الثورة الإيراني يظهر هشاشة هذا النظام من كل النواحي.
اغتيالات دقيقة وحاسمة في لحظات قاسية اذ كانت الأمور على شفا التوصل لاتفاق تهدئة وتبادل أسرى بضغط من ادارة بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي وأصبح حرا أكثر في مواجهة حكومة اسرائيل المتطرفة، وخليفته كاملا هاريس لا تقل حدة منه في استيائها من تحركات نتانياهو وتدخلاته في الشأن الاميركي وإحراج الادارة.
توعد إيران وحزب الله بالرد يربك الجهات الاقليمية كلها، ويؤثر على احوال المنطقة سلبا وتحركات الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة لا تبشر بخير قادم.
إسرائيل في حالة تأهب قصوى انتظارا لرد من جبهات مختلفة فهي لا تتوقع حربا إلا انها تستعد لاندلاعها ولا تريد الحرب لعدم جهوزيتها، ولكن إذا حدثت فانها قد تستخدم اسلحة غير عادية في ردها على الرد ان تجاوز خطوطها الحمراء من استهداف مدنيين ومراكز طاقة وتحكم ومبان حساسة مدنية او امنية او تعطيل مبرمج للإنترنت في المرافق الحيوية، او استهداف شخصيات اسرائيلية رفيعة خارج الدولة وفي السفارات المنتشرة حرب العالم.
ايام حافلة ومثيرة وحالة من التوتر وشد الأعصاب في كل الشرق الأوسط الذي بات على شفير هاوية قد تعصف بكل انجازات المنطقة، ويبقى الامل الضئيل في نجاح اللقاءات الاميركية الإيرانية لتدارك الأزمة ومنع الانزلاق لحرب مدمرة لجميع الأطراف.