: آخر تحديث

إيران المتأرجحة بين الحرب والسلام

11
10
9

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي قبل أيام ضربة جوية لأهداف محددة ومؤثرة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائدة ما يُعرف بمحور المقاومة المصطنع، وكانت الضربة لأهداف منتقاة بعناية للحد من قدرات إيران الدفاعية والهجومية والإنتاجية الحربية. وحسب أسس القتال، من المعروف أن الضربة الأولى تستهدف الدفاعات الجوية من رادارات وأسلحة دفاع جوي وطائرات حربية وقواعد عسكرية ومصانع إنتاج حربي. ويصاحب ذلك تنفيذ عمليات هجوم إلكتروني للتشويش وشل قدرات الإنذار المبكر، وتُعتبر هذه الضربة ضربة أولية، وما زال بنك الأهداف الإيرانية المستهدفة من قبل إسرائيل مليئاً بالأهداف، وأهمها استهداف القيادات الإيرانية داخل وخارج إيران، وبقية القواعد العسكرية بمختلف أنواعها، والمطارات، والموانئ، والمنشآت النفطية وصولاً للمنشآت النووية.

وحسب قواعد التحليل العسكري، فهذا عرض بالقوة يُقصد منه اختبار القدرة الإسرائيلية لضرب إيران وإظهار التفوق الإسرائيلي النوعي، وبالذات في المجال الجوي. وهذا العرض بالقوة سيحدد القدرة والنية والإرادة الإيرانية للظهور كند لهذا التفوق الإسرائيلي.

رئيس الأركان العامة الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، خلال تقييم للوضع بعد الضربة أو ما يسمى بتقييم أضرار المعركة (Battle Damage Assessment)، ذكر أنَّ إسرائيل استخدمت جزءاً ضئيلاً من قدراتها وأنَّ بإمكانها فعل أكثر من ذلك، وأكد استهداف أنظمة استراتيجية هامة جداً في إيران. وسنرى الآن كيف تتطور الأمور.

بالنظر إلى هذه الضربة التي شاركت فيها أكثر من 200 طائرة حربية، يظهر مستوى كبير من التخطيط والتنسيق والتنفيذ بدقة وتطور أكبر وتدمير يفوق الطريقة الوحيدة التي تمتلكها إيران لضرب إسرائيل عبر الصواريخ والمسيرات، وكانت الخسائر الإسرائيلية صفرية، لماذا؟ هذا دليل على ضعف منظومات الدفاع الجوي الإيراني بما فيها القوات الجوية الإيرانية، التي يُفترض أن تكون المسؤولة عن حماية الأجواء وقيادة وتنسيق المعركة الجوية مع الدفاعات الأرضية، فلماذا تظهر القوات الجوية الإيرانية بهذا الضعف؟ هل هناك سياسة من قبل الحرس الثوري بتقليم أظافر القوات الجوية خوفاً من انقلابها؟

الأجواء الإيرانية حالياً مكشوفة وستكون عرضة لمزيد من الهجمات الإسرائيلية إذا حاولت إيران تصعيد الموقف واستهداف إسرائيل، فتنتقل إسرائيل لاستهداف أهداف ذات قيمة عالية، وخصوصاً القيادات الإيرانية والمنشآت النفطية والنووية، ويعزز ذلك الاختراق الاستخباري الإسرائيلي لإيران. فهل سنرى مشاهد مماثلة لما حدث لحزب الله من اغتيالات؟ وهل دخلت إيران في امتحان حقيقي وقاسٍ لقدراتها؟

إقرأ أيضاً: الشيعة العرب والإدراك المتأخر

ما مدى صمود إيران؟ وهل هي قادرة على تحمل حرب مفتوحة غير معروفة العواقب، أم أنها تحولت إلى أسد جريح، أم أنها في الأساس كانت نمراً من ورق؟

تتضمن الهيكلة العسكرية الإيرانية قوتين: الحرس الثوري القوي "پاسداران"، والمدعوم من المرشد بتركيبة شبه نظامية، والقوات النظامية ذات البنية التقليدية والتسليح المتقادم. فهل وجودهما يشكل قيمة إضافية للدفاع عن إيران أم أن أحدهما أضعف من الآخر؟ والواضح أن الحرس الثوري هو الجهة الرئيسية للدفاع عن الثورة وعن إيران، وهو من يقود المعارك خارج وداخل إيران.

إقرأ أيضاً: السلطة الفلسطينية في خطر

السؤال الملح: هل ما زالت إيران تلوح بورقة تعريض الشرق الأوسط لحرب شاملة؟ أم تلجأ إلى الدبلوماسية وطاولة المفاوضات بعد عام من عملية "طوفان الأقصى" التي عززت الوجود الإسرائيلي بعد أن أعطته إيران وحماس الذريعة المفقودة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف