: آخر تحديث
يسعى رجل الأعمال الإسرائيلي لتوفير حلول ذكية لتحديات الغد

إرئيل مارغاليت لـ"إيلاف": نعتزم إنشاء مراكز تكنولوجية متطورة في الخليج

24
24
25
مواضيع ذات صلة

إيلاف من القدس: في مقابلة خاصة مع "إيلاف"، كشف رجل الأعمال الإسرائيلي إرئيل مارغاليت(Erel Margalit)، مؤسس شركة JVP، عن خططه لإنشاء مراكز تكنولوجية في دول الخليج العربي، مشيرًا لأهمية اتفاقيات إبراهيم التي فتحت آفاق التعاون للشركات الإسرائيلية في البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب وأفريقيا.
وهو يرى في المملكة العربية السعودية مركزًا إقليميًا دوليًا، في تعاونها القائم مع الشركات الأميركية والأوروبية، ما يجعلها مركزًا رائدًا في المنطقة يربط شبكة دولية من مراكز الابتكار حول موضوعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والإنترنت، وتكنولوجيا الأغذية، والتقنيات الزراعية والمناخية.

مارغاليت الذي يخطط لتعزيز التعاون بين إسرائيل ودول الخليج العربي دعمًا للابتكار في المنطقة، يؤكد انفتاحه على دمج الجميع في هذه المجالات دون تمييز او استثناء بين الدول وبين الجنسيات يهودًا كانوا أم عرب، لافتاً لأهمية التعاون مع الأكاديميات التي تُشكّل أرضية إبداعية لتطوير التقنيات في مجالات عدة.
 


إرئيل مارغاليت، مؤسس ورئيس مجلس إدارة JVP وMargalit Startup City مع وزير المالية د. الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، البحرين

 في ما يلي نص الحوار: 
* هلاّ تخبرنا عن هذا المشروع الذي انطلق في الولايات المتحدة الأميركية والمشاريع المماثلة في أوروبا وبريطانيا العظمى والسويد وغيرها؟
- "Margalit Startup City NYC" هو مركز ابتكار دولي للتقنيات السيبرانية وتكنولوجيا المناخ (تقنيات المناخ) يقع في سوهو بمدينة مانهاتن. وهو مركز حي للشركات من جميع أنحاء العالم والمصرفيين والمستثمرين والشركاء الاستراتيجيين والشركات الدولية من جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا الذين يرغبون في إقامة تعاون مع التقنيات التي توفر حلولاً لتحديات الغد.
تم إطلاق المركز في عام 2020 بعد أن اختارت مدينة نيويورك مؤسسة JVP لإنشاء المركز السيبراني العالمي بهدف جلب التقنيات السيبرانية الإسرائيلية من جميع أنحاء العالم إلى نيويورك، ودعم الشركات الناشئة في مراحل النمو، وربطها بالمستثمرين والشركات العالمية، وخلق آلاف فرص العمل في المجال السيبراني في نيويورك.

انطلق المركز باستثمارات إجمالية قدرها 100 مليون دولار، بالتعاون مع مؤسسة نيويورك الاقتصادية NYCEDC وبالتعاون مع الجامعات الأربع الرائدة في المدينة: كولومبيا، كورنيل، جامعة نيويورك.
في البداية، عملت في المركز ثماني شركات سيبرانية، لكنه جذب المزيد، ليصبح اليوم موطنًا لأكثر من 35 شركة  تتمتع بتقنيات رائدة من إسرائيل والعالم.
ومع إطلاق المركز السيبراني، في العام 2022، أضفنا بالتعاون مع الشركات العالمية MINI، وBMW، وUrban-X، بعداً إضافياً لأفق العمل في تركيزنا على استقطاب التقنيات المتاحة من جميع أنحاء العالم للتعامل مع أزمة المناخ بهدف إنقاذ الكوكب.

أوجه التميّز
*ما هي أوجه التميّز في عمل هذا المركز؟
- يكمن تفرّد المركز الدولي لتكنولوجيا المناخ بتشبيك العلاقة بين تقنيات الإنترنت والتكنولوجيا المالية والزراعية والغذائية في مجال المناخ لإنشاء جدار وقائي جديد يحمي الكوكب ومستقبل المدن.
ويجذب نشاط مركز التكنولوجيا السيبرانية والمناخية في نيويورك الشركاء والشركات العالمية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكبر شركة تأمين في أستراليا IAG، وDeloitte، وغيرها الكثير.
وأصبح مركز Climax الدولي الجديد في نيويورك موطنًا للأفكار الجديدة، عندما أطلقت مؤسسة JVP بالتعاون مع MINI من مجموعة BMW المسرّع (exserlator) الذي استقطب رواد أعمال من جميع أنحاء العالم سارعوا ليكونوا جزءًا من المبادرة لجلب التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا للحلول التي ستساعد في التعامل مع أزمة المناخ. وتم بالفعل تسجيل أكثر من 500 شركة ناشئة من أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا والدول العربية مثل مصر والأردن والمغرب ومنطقة الخليج. وهي تتلقى الدعم والتوجيه في جميع المجالات، بدءًا من تطوير المنتجات وحتى العلامات التجارية للشركة، والتواصل مع العوامل الدولية والمستثمرين.

المراكز الإسرائيلية
ويُذكّر مارغاليت بان مركز نيويورك الذي صار نموذجًا لمدن أخرى في العالم، يعمل بالتعاون مع مراكز الابتكار في إسرائيل. وهي مركز الإعلام والذكاء الاصطناعي في القدس، مركز تكنولوجيا الغذاء في الجليل، المركز السيبراني في بئر السبع، مركز الصحة الرقمية في حيفا ومركز التكنولوجيا المالية في تل أبيب.

ويخبرنا بأنه تلقى العديد من الطلبات لإنشاء مركز مماثل في أوروبا، يُعنى بالتكنولوجيا المالية أو السيبرانية أو تكنولوجيا المناخ. ما سيسمح له ببناء نظام بيئي على نطاق أوسع، وسيطور عمل العديد من الشركات الإسرائيلية إلى السوق الأوروبية. ويقول: نحن ندرس الخيارات لإنشاء مثل هذا المركز في إحدى المدن المرشحة لإطلاقه كمنارة تنطلق منها الشركات لتتوسع في أوروبا، وقد تكون باريس، لندن، ستوكهولم أو برلين.


إرئيل مارغاليت، مؤسس ورئيس مجلس إدارة JVP وMargalit Startup City مع مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة

تنويع الشراكات
* أي الشركات تعمل في مركزكم في نيويورك، واي شراكات صنعتم هناك؟
- شركة التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي (THAETARAY) التي تُمكّن التحويل الآمن للأموال بين البنوك والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم، ولديها اتفاقيات مع البنوك في كل الدول، بما في ذلك بنك المشرق في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي تضمن وصول الأموال إلى وجهتها وعدم استخدامها لأغراض سلبية مثل الاتجار بالبشر أو الاتجار بالنساء أو الإرهاب

-  شركة CORO السيبرانية التي طورت حلاً ثوريًا لحماية الشركات الصغيرة والمتوسطة من الهجمات السيبرانية.
-وحيد القرن في عالم التأمين Earnix - الذي طور نظامًا يساعد شركات التأمين والبنوك في الحفاظ على علاقة شخصية مع العملاء وتقديم المنتجات ذات الصلة لهم بالأسعار المناسبة.
-شركة NANIT من رواد الأعمال التخنيون والتي طورت جهاز مراقبة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومهمته مراقبة نوم الأطفال. وهو يعرف كيف يعطي معلومات في أي وقت وفي أي مكان عن نوم الطفل وتأثيره على نموه وجسده وتطوره الحركي.
-الشركة الإعلامية (ANYCLIP) التي نجحت بتطوير نظام قادر على التكيّف مع العملاء، ويقوم بتحليل بيانات الفيديو بسرعة عالية ويحوّلها إلى محتوى ذكي.

المشاريع الخليجية
* كيف تسير المشاريع الخليجية في البحرين والإمارات العربية المتحدة ومع المغرب وافريقيا؟

- نحتفل اليوم بمرور ثلاث سنوات على اتفاقات إبراهيم. وهذا مثير حقًا. ففي عام 2020، مباشرةً بعد توقيع الاتفاقيات، أرسلت JVP وفدًا من ذوي التقنية العالية إلى الإمارات بقيادة مارغاليت الذي اصطحب 15 مديرًا تنفيذيًا لشركات محفظة JVP في المجالات السيبرانية، التكنولوجيا المالية والغذائية والزراعية. 
وكان الغرض من البيع هو تعزيز التعاون بين شركة الهايتك الإسرائيلية والإمارات، وإقامة علاقات مع المستثمرين وكتابة فصل جديد في العلاقات بين البلدين. 
ولقد مثّل هذا الوفد في الواقع إسرائيل "كدولة ناشئة" ونتجت عنه العديد من عمليات التعاون.
فاتفاقيات إبراهيم خلقت فرصة لتوسيع شبكة الاتصالات مع شركاتنا التي كانت على علاقة تجارية مع الإمارات منذ عدة سنوات، وسمح بتعميقها بشكلٍ كبير، ما فتح الباب للمزيد من الشركات ورجال الأعمال الإسرائيليين بأن يكونوا جزءًا من هذا الارتباط والنجاح.

ويقول مارغاليت: حظي الوفد آنذاك، باستقبالٍ حار من الزملاء الإماراتيين. فتضمنت الزيارة اجتماعات مع كبار الوزراء، بمن فيهم وزيرة المناخ والبيئة، ووزيرة التغيّر المناخي والبيئة الإماراتية، بالإضافة إلى رواد أعمال في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وفاعلين في الاقتصاد الإماراتي، ما عزّز فرص بناء التعاون بين شركات التكنولوجيا الإسرائيلية والإماراتية.
ولقد أعطت هذه الزيارة الكثير من الأمل في أن تكون ريادة الأعمال جسرًا حقيقيًا ومستقرًا للتعاون في المنطقة. واليوم، بعد مرور ثلاث سنوات، تعمل 13 من شركاتنا بالفعل في الإمارات. وهناك تعاون بين شركات التكنولوجيا الإسرائيلية والإماراتية والبحرينية في العديد من المجالات، وخاصة في الإنترنت، وفي حلول البنوك والسوق المالية، وفي تقنيات عالم الأغذية والزراعة.

وهنا بعض الأمثلة:
- في المجال المالي، طورت THETARAY حلولاً لتحويل الأموال بين البنوك من جميع أنحاء العالم لضمان سلامة التحويل، وعدم وصول الأموال إلى مختلف التنظيمات الإجرامية. ونجحت هذه الشركة بتوقيع الاتفاقية الأولى لشركة إسرائيلية_ تعمل في مجال التكنولوجيا المالية ولها هيئة مالية في دولة الإمارات العربية المتحدة_ مع بنك المشرق، أحد أكبر البنوك في اتحاد الإمارات الذي قام بشراء نظام الذكاء الاصطناعي للتعرّف على جرائم غسيل الأموال في التحويلات المالية الدولية. 
وهذه الشركة (THETARAY) تعمل على إنشاء تمثيل محلي لها في دبي والاستفادة منه لترويج المزيد من المعاملات في دول الخليج.

- وفي المجال السيبراني تعمل في الإمارات شركة MORPHISEC التي طورت تقنية تمنع الهجمات السيبرانية قبل إنشائها أو البدء بها.
وكذلك الشركة السيبرانية Secret Double Octopus - SDO التي طورت حلاً أمنيًا للمؤسسات من خلال التعريف الذكي الذي يُلغي الحاجة إلى كلمات المرور التي نعرفها اليوم.
- وهناك شركة Pyramid Analytics التي طورت تقنية متقدمة لتحليل بيانات الأعمال، وتحظى في الإمارات باهتمامٍ كبير.

- وفي مجال التقنيات الزراعية، قدمت شركة AGRINT تقنية تستبدل رش الأشجار بجهاز استشعار يعطي المزارع تحذيرات حول الآفات في الأشجار، وهي تعمل لخدمة أشجار الفاكهة والزينة، في الإمارات والبحرين وطنجة وبنادور وعدة أماكن.

تعزيز التواصل الاقتصادي
يقول مارغاليت ان اتفاقيات السلام مع مصر والأردن كانت في غاية الأهمية على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي، أما الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين والمغرب فعززت التواصل بين الدول اقتصاديا. 
ويرى ان الدخول إلى السوق الإماراتية كشف التكنولوجيات الإسرائيلية أمام العديد من الأسواق الكبيرة الأخرى في المنطقة، وأنشأ حوارًا تجاريًا مع أسواق مثل ماليزيا وإندونيسيا والهند وأيضًا المملكة العربية السعودية.
ويضيف: نموذج مراكز الابتكار التي أنشأناها في القدس، والجليل، وحيفا، وبئر السبع ونيويورك، أثار الاهتمام في البحرين حيث يتطور مشهد التكنولوجيا الفائقة وريادة الأعمال في مجالات التقنيات المالية والإنترنت والتصميم والهندسة، وتستثمر البلاد في نمو الشركات الناشئة. 
وفي إطار زياراتنا للمنطقة، وصلنا أيضًا في أوائل عام 2022 إلى المنامة، عاصمة البحرين، كضيوف على الحكومة وهيئة التنمية الاقتصادية. وكانت الزيارة مثيرة، حيث التقينا بأشخاص يهتمون بالتعاون بين إسرائيل البحرين. وهو ما عزز اندفاعنا في هذه الزيارة التي شهدت سلسلة لقاءات مع وزير المالية البحريني الشيخ سالم بن خليفة، ومع جهات اقتصادية وسياسية، بينهم رؤساء بنوك كبرى، وشركات اتصالات وطاقة، وجامعات ومؤسسات لصناعة الابتكار والتكنولوجيا، وأصحاب مشاريع اجتماعية.

ريادة السعودية
* كيف تتطلع الى التعاون بين الشركات في نيويورك وأوروبا والمملكة العربية السعودية، وما رأيك في التطور التكنولوجي القائم في كافة المجالات؟
- أصبحت المملكة العربية السعودية مركزاً إقليمياً دولياً. وأعتقد أن أي مركز إقليمي في الخليج يجب أن يكون متصلاً بمحاور أخرى في نيويورك ولندن والمحاور الرائدة في آسيا. وهذا التواصل يعمل لصالح الجانبين. فالشركات الناشئة المثيرة للاهتمام القادمة من المملكة العربية السعودية تحتاج للوصول إلى نيويورك، وفي المقابل، تسعى الشركات الناشئة المثيرة للاهتمام في الولايات المتحدة، وكذلك في إسرائيل، للدخول إلى دول مجلس التعاون الخليجي، عبر المملكة العربية السعودية. 
ونحن نرى أن السعودية يمكن أن تكون مركزًا رائدًا في المنطقة، يربط شبكة دولية من مراكز الابتكار حول موضوعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والإنترنت، وتقنيات الأغذية، والزراعة، وبالطبع تقنيات المناخ. ولا ننسى أهمية تعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية التي تُشكّل أرضية إبداعية لتطوير التقنيات في العديد من المجالات، أبرزها الفضاء الإلكتروني، المناخ، الغذاء، الزراعة، الصحة والتعليم وغيرها.

وفي هذا السياق، يضيف مارغاليت: هنا في JVP، قمنا بتطوير العديد من الشركات التكنولوجية التي تعتمد على البحث الأكاديمي الرائد، والتي جاءت من التخنيون، والجامعة العبرية في القدس، وجامعة تل أبيب، وجامعة بن غوريون في النقب.
وفي نيويورك نعمل بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا وجامعة نيويورك وكورنيل، وفي أوروبا نتعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة في فرنسا وهولندا والدنمارك والسويد وألمانيا وبريطانيا العظمى، وفي إسرائيل نتعامل مع جميع الجامعات وكبار الباحثين من جميع أنحاء البلاد.

وإذ يتطلع للتعاون مع المؤسسات الأكاديمية السعودية بما يشمل الوفود الطلابية، واتصالات الشباب مع العقول المبدعة من جميع أنحاء العالم، يرى "بُعدًا يمكن أن يغيّر عالمنا في المجالات التكنولوجية والاقتصادية والتجارية والثقافية”، ويؤكد على أن “قيادة الأعمال تأتي في الطليعة لخلق تحالف قوي يمكنه التأثير على العديد من الأشخاص في منطقتنا ويحقق بالتالي حياةً واقتصادًا أفضل”.

تطلعات
يتطلع مارغاليت لتأسيس مركز للابتكار في الشرق الأوسط، في بلد كبير يستثمر في التكنولوجيا والاقتصاد، يستطيع من خلاله  الوصول إلى العديد من البلدان الأخرى في المنطقة. واضعًا في مقدمة خياراته المملكة العربية السعودية، ويقول: “الرياض عاصمة يجب الانتباه إليها”.
يضيف: ليس هناك أفضل من التعاون على المستوى الوطني. فعندما ننجح بإنجازات كبيرة، سيكون هناك بُعدًا للتعاون مع الولايات المتحدة ودول أوروبا التي ترغب في دور فعال في المنطقة.
وعندما نتعاون ونعمل معًا في المنطقة، فإن ذلك سيؤدي إلى استثمارات ومبادرات مشتركة، ويعزّز  موقع منطقتنا على الساحة العالمية.
واليوم، بعد مرور 3 سنوات على اتفاقيات إبراهيم، نرى أن التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية (الهايتك) تواصل تعزيز العلاقات مع الحلفاء العرب الجدد مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب. ومن شأن اتفاق مماثل مع المملكة العربية السعودية أن يفتح الباب أمام فصل غير مسبوق في الشرق الأوسط، في العلاقات الدبلوماسية والشراكات الجديدة المثيرة والتجارة الحيوية.

وفيما يرى ان “الاتفاق مع الرياض لن يفيد الإسرائيليين والسعوديين فقط كقوى إقليمية وحلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، بل سيعزز أيضًا علاقات إسرائيل الراسخة مع مصر والأردن، وسيطورها مع أصدقاء جدد مثل أبو ظبي والمنامة”، يؤكد على أن "الاحترام المتبادل هو المبدأ الأساسي لبناء العلاقات بين الدول ومجتمعات الأعمال، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". 
ويضيف: عملت لأكثر من 20 سنة في تمكين الشباب من جميع الطوائف والأديان والخلفيات، وأدركت من خلال التعليم وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية، الإمكانات الكبيرة الموجودة بين الموهوبين من المنطقة بأكملها. فخلال فترة عضويتي في الكنيست (في الأعوام 2013-2017) كان لي شرف إطلاق برنامج "منتدى الشرق الأوسط للابتكار" الذي يهدف إلى بناء الجسور الإقليمية وتعزيز الاتصالات من خلال التكنولوجيا والابتكار. 
ومن خلاله، تواصلنا مع رواد الأعمال في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتقينا بالمئات من رواد الأعمال المسلمين واليهود والمسيحيين، سعيًا لتعزيز الابتكار التعاوني وتغيير طريقة تفكير الناس في المنطقة.

وفي لمحة عن نوع الروابط بين مجتمعات رواد الأعمال التي يمكن أن تُحدث ثورة في المنطقة، يشير إلى واحدة من الأفكار الرائدة التي يروج لها JVP –Margalit Startup City، وهي “قوة يلا" التي تعتمد على مبادرة الابتكار الإقليمية للتعاون من خلال التكنولوجيا:
10 أفكار، 10 مدن، 10 مشاريع، من شأنها أن تغيّر طريقة تفكيرنا في الشرق الأوسط والخليج.
وهي مبادرة الابتكار في مجال الإنترنت والتكنولوجيا المالية والخدمات الصحية والغذاء في 10 مدن مثل: الرياض، القدس، أبو ظبي، تل أبيب، الدار البيضاء، رام الله، القاهرة، عمان، تونس، المنامة وغيرها.

ويقول مارغاليت: هذه المبادرة تعتمد على نموذج الابتكار الخاص بنا والذي يُعدّ القوة الدافعة وراء مراكز تكنولوجيا الموضوعية التي أنشأناها في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
وفي حال شاركت المملكة العربية السعودية، فإن ذلك سيُعطي انفتاحًا أكبر لنوع المشاريع التي نقوم بها مع الإمارات العربية المتحدة، أو مع مصر أو المغرب أو الأردن. لأن توسيع هذه النماذج إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبناء علاقات مفتوحة وودية مع أغلب العواصم العربية، من شأنه أن يخلف تأثيرًا ثوريًا وعميقًا على المنطقة.
وإذ يرى في الابتكار مجالاً يمكن أن يقود الشرق الأوسط إلى عصر جديد من التعاون المزدهر، يقول: يجب أن يزكز الشباب ورواد الأعمال، وحكام المدن على الربط بين المجتمعات والابتكار والتكامل الاقتصادي وتوحيد القوى في المجالات الرئيسية مثل تقنيات المياه والأغذية والزراعة والصناعة والخدمات الصحية المتقدمة والتكنولوجيا المالية والإنترنت والمناخ . 

فرادة
*بعد 30 سنة من تأسيس JVP يستمر مارغاليت بإنشاء مراكز للابتكار في إسرائيل وفي نيويورك. ما هو النموذج الذي يروج له، وما الذي يجعلك فريدًا؟

لقد قمنا بتأسيس صندوق JVP منذ 30 عامًا في القدس، كجزء من الصناديق الأولى التي طورت صناعة التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية. وعلى مرّ السنين، كنا من بين المستثمرين الأكثر نشاطا ومركزية في النظام البيئي الإسرائيلي. فنحن نقوم كل عام بفحص ما متوسطه 1000 شركة، مما يعكس آلاف الفرص الاستثمارية. 
وحتى الآن، استثمرنا في أكثر من 165 شركة، وأنشأنا شبكة من الاتصالات والشراكات مع الهيئات الرائدة من جميع أنحاء العالم، لتصبح شركاتنا رائدة في السوق الدولية.
تخصصنا هو بناء شركات عالمية وكبيرة، ونحن نستثمر في الشركات الناشئة وأيضًا في الشركات ذات المنتجات التكنولوجية الراسخة والتي تصل مبيعاتها إلى عشرات الملايين من الدولارات.

وعلى مرّ السنين، قمنا بقيادة العشرات من عمليات التخارج، بما في ذلك صناعات رأس المال الاستثماري الإسرائيلية. وقمنا بالترويج لـ12 اكتتابًا عامًا أوليًا في بورصة ناسداك، بما في ذلك Cyberark (6 مليار دولار)، وClick Tech (4 مليار دولار)، وNetro 5.5 (مليار دولار)،كروماتيس (4.8 مليار دولار)، كوجنت (2.3 مليار دولار). وكانت هذه الشركات هي التي خلقت الأساس لبعض من أكبر الثورات التكنولوجية في العالم في مجالات الاتصالات والبيانات والتكنولوجيا المالية والإنترنت.

انفتاح
يعتمد مارغاليت على النهج المبتكر بإنشاء نظام بيئي مواضيعي في المراكز المهمة بقلب المدن، ليجعل منها موطنًا لفرص اقتصادية واجتماعية تستقطب مجموعة واسعة من الأعمال التجارية المحلية والدولية، وتجذب التكنولوجيين، والشركات متعددة الجنسيات، والباحثين والمؤسسات الأكاديمية، ورجال الأعمال الاجتماعيين والثقافيين، لتحدث تغييرًا جذريًا، وتنقل المدينة أو المنطقة إلى المستوى التالي.

ومبادرة مارغاليت التي نشأت منذ ثلاثة عقود في “مركز الذكاء الاصطناعي والإعلام في القدس” جمعت رواد الأعمال من اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين على حد سواء، لإنشاء مجتمع أعمال.  وخلال هذه السنوات الثلاثين، أنشأت حوالي 30 ألف فرصة عمل، وعملت كجسر بين الأجزاء المتنوعة للمدينة وأفسحت المجال للأمل والتعاون.
ومختبرات JVP السيبرانية التي انطلقت في بئر السبع بالتعاون مع جامعة بن غوريون في النقب، والتي تغيّر شكل الجنوب في إسرائيل، تضم اليوم أكثر من 5000 مهندس شاب يعملون مع شركات متعددة الجنسيات مثل Paypal وOracle وLockheed Martin وIBM  وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة، تأسس Margalit Startup City في نيويورك، الذي يرتكز عمله على الأمن السيبراني والمناخي. 
و Margalit Startup City Galil، هو مركز دولي للشركات الناشئة في قطاع الأغذية ويقيم شراكات بين القطاعين العام والخاص مع كيانات رائدة في إسرائيل والولايات المتحدة وفي العالم.
وفي مدينة حيفا العربية اليهودية المختلطة، تم إنشاء مركز الابتكار في مجال الصحة الرقمية بالتعاون مع التخنيون والمستشفيات والشركات متعددة الجنسيات مثل Philips وInvidia.
وفي إسرائيل، تعمل هذه المراكز، التي تتمتع بمكوّن اجتماعي قوي يستقطب المواهب من جميع المجتمعات المتنوعة في إسرائيل، على تقوية الروابط الاجتماعية وسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية. 

ويرى مارغاليت ان توسيع مثل هذه النماذج إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع، وتسهيل العلاقات المفتوحة والودية مع أغلب العواصم العربية، سوف يخلف تأثيرًا ثوريًا عميقًا على المنطقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد