إيلاف من الرباط: أعلنت شركتا “اتصالات المغرب” و”إنوي”، الخميس، عن إطلاق شراكة استراتيجية ترمي إلى تسريع وتيرة تعميم شبكتي الجيل الخامس (5G) والألياف البصرية (FTTH) على المستوى الوطني، وذلك في خطوة وُصفت بأنها محورية لدعم التحول الرقمي وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية للمملكة.
ويأتي هذا المشروع المشترك عقب مصادقة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، منتصف يونيو الجاري، على تأسيس شركتين متخصصتين هما “Uni Fiber” و”Uni Tower”، وذلك في أعقاب اتفاق مبدئي تم التوصل إليه في مارس الماضي.
وتبلغ قيمة الاستثمار المبرمج للمرحلة الأولى من هذه الشراكة حوالي 4.4 مليارات درهم مغربي (ما يعادل 440 مليون دولار)، في إطار توجه وطني يروم تقليص الفجوة الرقمية وتحسين جودة خدمات الاتصال، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
أهداف طموحة وخطة إنجاز على مراحل
وفقاً لبيان مشترك صادر عن الشركتين، ستتولى شركة “Uni Fiber” مهمة تطوير وتوسيع شبكة الألياف البصرية، مع هدف محدد يتمثل في ربط مليون نقطة خلال العامين المقبلين، والوصول إلى 3 ملايين نقطة ربط بحلول عام 2030.
في المقابل، ستشرف شركة “Uni Tower” على بناء وتجديد أبراج الاتصالات، في إطار خطة ترمي إلى إنشاء 2000 برج جديد خلال ثلاث سنوات، مع طموح برفع العدد إلى 6000 برج في أفق عشر سنوات، بما يضمن تغطية وطنية شاملة لشبكة الجيل الخامس.
وأكد البيان أن البنى التحتية المزمع إنشاؤها ستكون متاحة لجميع الفاعلين في القطاع بطريقة “عادلة، شفافة وغير تمييزية”، وذلك التزاماً بالإطار التنظيمي المعتمد، وبما يسهم في تعزيز التنافسية وخلق بيئة رقمية منفتحة ومشجعة على الابتكار.
تقاسم للبنية التحتية وتكامل في الاستثمار
يرى مراقبون أن هذه الشراكة تمثل تحوّلاً لافتاً في مقاربة الاستثمار في قطاع الاتصالات، حيث تعكس توجهاً نحو تقاسم البنية التحتية بين الفاعلين الرئيسيين، بهدف تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وتفادي تكرار التغطية في نفس المناطق، ما من شأنه تحقيق توازن بين الجدوى الاقتصادية ومتطلبات الخدمة الشاملة.
دعم مؤسساتي وانسجام مع الرؤية الوطنية
وأشاد الطرفان بالدعم المؤسسي الذي حظي به المشروع من قبل الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ومختلف الجهات العمومية المعنية، معتبرين أن ذلك يجسد رؤية استراتيجية للدولة في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة وتعزيز التنافسية الاقتصادية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود المغرب لتحديث بنياته التحتية الرقمية ومواكبة التحولات التكنولوجية الإقليمية والعالمية، حيث تتعاظم أهمية الاتصال الرقمي في ميادين التعليم، الصحة، الإدارة، والخدمات المالية.
ويُرتقب أن يشكل مشروع “Uni Fiber” و”Uni Tower” نموذجاً واعداً للتعاون بين القطاعين الخاص والعام في مجال الاتصالات، ومنصة استلهام لدول أخرى في المنطقة تسعى لتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة وتحقيق نمو رقمي مستدام.