: آخر تحديث
استمرار جائحة كوفيد-19 يؤثر على انتعاش الاقتصاد

النمو في الصين يواجه ضغوطاً رغم ارتفاعه في العام 2021

39
29
34

بكين: أعلنت الصين الاثنين نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 8,1 % خلال 2021 وهو معدل قياسي منذ عقد إلا ان اقتصادها لا يزال يعاني ضغوطا مع استمرار تأثير جائحة كوفيد-19 على انتعاش العملاق الآسيوي.

تعافت البلاد إلى حد كبير من الصدمة الأولى للوباء، لكن البؤر المتفرقة لكوفيد-19 واصلت التأثير سلبا على الاقتصاد.

سمحت سياسة "صفر كوفيد"، الرامية إلى الحد من تسجيل اصابات جديدة، بالقضاء على الوباء بسرعة في العام 2020.

لكنها ترافقت مع كلفتين اجتماعية واقتصادية باهظتين. لم يعد نشاط قطاع الخدمات (الترفيه والسياحة والفنادق والمطاعم والنقل...) بعد إلى مستوى ما قبل الجائحة.

أزمة العقارات

وتأثر الانتعاش الاقتصادي سلبا كذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وأزمة العقارات مع مشكلات مجموعة "ايفرغراند" التي تواجه احتمال الإفلاس.

ويواجه الاقتصاد الصيني "ضغوطا ثلاثية"، وفق ما قال المسؤول في المكتب الوطني للاحصاء نينغ جيزه في مؤتمر صحافي الاثنين، في إشارة إلى انكماش الطلب وضغوط على سلاسل التوريد وخفض التوقعات.

في هذا السياق، سجلت الصين مع ذلك نموًا بنسبة 8,1 % العام الماضي.

ويعد هذا النمو الأسرع وتيرة منذ العام 2012. وكانت بكين تهدف إلى تحقيق نمو بنسبة 6 % لعام 2021.

وتجاوز الرقم الرسمي للناتج المحلي الإجمالي لعام 2021 توقعات المحللين الذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس (+8 %).

إلا أن النمو الصيني تباطأ في الربع الأخير (+ 4 %) مقارنة ب4,9 % في الربع السابق.

في الربع الأول، بلغ النمو 18,3 %، وهي نسبة عالية بسبب مقارنتها بأساس متدن مع بداية العام 2020 عندما توقف النشاط التجاري بسبب الوباء.

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي من ربع إلى آخر بنسبة 1,6 %.

لكن نظرا إلى ثقل الصين في الاقتصاد العالمي، يجب التعامل بحذر مع معدل النمو الرسمي.

في العام 2020، كانت الصين من الاقتصادات القليلة التي سجلت نموًا إيجابيًا (+2,3 %)، فيما كانت جائحة كوفيد-19 تضرب سائر أنحاء العالم، وإن كان هذا المعدل هو الأدنى منذ أربعة عقود.

سجلت مبيعات التجزئة، المؤشر الرئيسي للاستهلاك، أسوأ أداء لها في كانون الأول/ديسمبر (+ 1,7%) منذ صيف 2020.

في المقابل، انتعش الإنتاج الصناعي الصيني في كانون الأول/ديسمبر (+4,3 % على مدار عام).

وبعد الكشف عن إصابات بكوفيد، فرض حجر صحي على ثلاث مدن صينية، حوالى 20 مليون نسمة، في الأسابيع الأخيرة.

ورصدت المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى لدى عدد قليل من الاصابات.

وحذرت الخبيرة يو سو من مركز إيكونوميست إنتليجنس يونيت من "أن ذلك سيؤثر سلباً بشكل كبير على قطاع الخدمات، خصوصا الاستهلاك والنقل".

وتجهد بكين للقضاء على المتحورة أوميكرون قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية (من 4 شباط/فبراير حتى 20 منه) على أراضيها والتنقلات خلال رأس السنة القمرية (الأول من شباط/فبراير).

وترى يو سو أن التدابير الصحية الصارمة التي تضغط على الاقتصاد ستدفع السلطات الصينية إلى "إعادة النظر في سياسة صفر كوفيد".

وفي إشارة إلى الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الصيني، خفض المصرف المركزي سعر الفائدة الرئيسي الاثنين للمرة الأولى منذ نيسان/أبريل 2020.

ويهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط على المؤسسات المالية الصغيرة والمتوسطة الحجم لتشجيعها على منح المزيد من القروض بشروط مناسبة للشركات.

وفي ما يتعلق بفرص العمل، بلغ معدل البطالة الذي تقوم الصين باحتسابه فقط في المناطق الحضرية، 5,1 % في كانون الأول/ديسمبر (مقابل 5 % في الشهر السابق).

وتستثني هذه النسبة التي تراقبها السلطات بشكل خاص ملايين العمال المهاجرين المتأثرين بفعل الوباء.

وبلغ معدل البطالة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 6,2 % من القوى العاملة في المناطق الحضرية في شباط/فبراير 2020.

أما بالنسبة إلى الاستثمار في الأصول غير المنقولة، فقد تباطأ نموه بشكل حاد في كانون الأول/ديسمبر ليصل إلى 4,9 %، بحسب المكتب الوطني للاحصاء.

كما انخفض عدد الولادات في الصين العام الماضي إلى مستوى غير مسبوق منذ العام 1978 على الأقل، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة الاثنين، على خلفية الشكوك حيال المستقبل وكلفة التعليم.

وبلغ معدل الولادات في أكثر دول العالم تعدادا للسكان 7,52 ولادات لكل ألف شخص في العام 2021، فيما بلغ 8,52 عام 2020.

واعتبرت جيوي زانغ، كبيرة الاقتصاديين في شركة Pinpoint Asset Management هذا الرقم الذي كُشف الاثنين أنه "الأكثر إثارة للقلق" لأنه "يظهر أن احتمالات النمو في الصين قد تتباطأ (أيضًا) بشكل أسرع مما كان متوقعًا".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد