: آخر تحديث
شعر

عُمرٌ مَجرورٌ بالحياةِ

3
3
3

عني عنكَ أيُّها العُمرُ
تَلبِسُ الكلمةُ حِدادَ كُلِّ آن،
كابنٍ،
كأخٍ،
كزوجٍ،
كأبٍ،
قطعتُ نَفسي، نَفْسّكَ يا عُمرُ،
شرائحَ:
ابتساماتٍ بلهاء
رضىً رِماحٌ
لِتُعَمِرَ في خارِجكَ ما ليسَ لكَ،
ما ينْفُرُ:
مِنكَ،
عنكَ،
بِكَ، كُلُّ ما يُدَّكُ لِتوسعةِ قبرِ حياتي، حياتُكَ أيُّها العُمرُ.
لم تكنْ يا عُمريَّ:
إلّا أُحجيةً تَغْدُّرُ بخيالِها،
لم تكنْ:
إلّا أُهزوجةّ شهيدٍ بدمٍ خائنٍ،
إلّا ظِلاًّ لومضَةِ شِّعْرٍ.
هُناكَ بعيداً عني، عَنكَ
حفارُ قبورٍ يبحث للحياةِ عن رمادِ ابتسامةٍ، كانت تَسكُنُ ما كانَ مني،
فقط إن تَعَتَقتْ، صيِّرتُها لحظةَ عيشٍ!
كِلانا أيُّها العُمرُ:
هارِبيِّنِ إلى حتفِ لحظةٍ ليست لنا
هَارِبِيِّنِ إلى قِناعٍ لن يَسْتُرَ ما ضاعَ مِنّا.
أنتَ: رَمادٌ هَباءٌ
وأنا حرفٌ مجرورٌ بِكُلِّ الحياةِ،
أنا لَعنةٌ وأنتَ لستَ سِوايَّ!
كِلانا كُلُّ الضوءِ المكسوفِ خِلسةً عن مشيئةِ الربِّ،
نُعَذِّبُ الحياةَ بأنفاسِنا.
أنا: المنهوبُ مِنْ كُلِّ غَفْلَةٍ
وأنتَ: المتروكُ لِكُلِّ غَفْلَةٍ؟
يُجافينا نومِ الحياةِ
وموتِ الحياةِ،
لحظةَ الراحةِ حينَ يلتمُ الفكرُ كوجعٍ:
أنتَ حِمارٌ يا عُمري
وأنا سِرجُكَ، لا،
أنا ذلك الرَسنُ المغروزُ في صحراءِ عَدَمِي وعَدَمِكَ.
هُنا فيَّ، فيكَ يا عُمْرُ
أُنشوطتينِ لِخطأينِ:
وقوعُكَ عليَّ
وسقوطي فيكَ
لا صوابَ يُرَجِحُ وجودِهُما،
أنتَ الخطأ الأول
وأنا الندمُ المُكرَّرُ كأيِّ نَفَسِ حياةٍ يدومُ.
في أخركَ يا عُمرُ
أشربُ وأشربُ وأشربُ
خَمرةُ النُكرانِ
خمرة النسيان
ولا أرتويكَ
ولا أرتوي في نسياني،
فيكَ،
بِكَ،
فيَّ،
بيَّ،
أسكرُ كفجيعةٍ تَطبُّ على الرؤوسِ ولا أنساكَ.
وتكونُ أنتَ فيَّ سَكراناً بما أنتَ فيهِ،
أو ما أنتَ تُقادُ إليهِ.
لا همَّ لي، إلاّ همِّ إني إنكَ لي!؟
لا همَّ لكَ،
سواءٌ كُنتَ فيَّ، أو خارجي،
سائِراً دوماً كَمَطيِّةٍ لرحلةٍ تنتهي.
وجعٌ،
وجعان،
كُلُّ الطريقِ وجعٌ،
لا همَّكَ،
ضاحكاً تسيرُ،
وأنا فيكَ أُغَرْبِّلُ كُلِّ الأوجاعِ:
 لسماءِ الغيبِ، لعنةً لكَ فيَّ!؟
أيَّا عُمريَّ المُنتقى بِكُلِّ الألمِ مِنكَ ليَّ:
أخذتُكَ لاهِثاً
وأرديتني خارجَ حدودِ ما لا أحتمِّلُهُ ويحتَمِّلُني.
أخذتُكَ كأيِّ هارِبٍ من رَبِهِ
فأجفلتْ كُلُّ الحياةِ فيَّ وبيَّ.
أتقنتَ أنتَ احتلال كُلِّ البُلدانِ في رُقعَةِ أنفاسي،
وتركتَ:
حُسنَ الضيافةِ
سنيناً على رُقعةِ حياةٍ تنهشُّ ما ألِمُّهُ،
كسنينٍ من عُمرِّكَ يا عُمرّيَّ.
ضَجِراً مِنكَ
مني
التحفتُ تينك الحياةَ
أعدُّ كُلَّ ذُلٍّ يَلِّدُ من رِحْلَتِكَ يا عُمرُ.
أنحني في كُلِّ عاصِفةٍ،
لِئلا أكسِرَ فيكَ
فيَّ
ما أحتَمِّلُهُ
وتكسِرُ أنتَ فيَّ
هوامشي المرميةِ على أطرافِ كُلِّ هاويةٍ أقودُّكَ إليها يا عُمرُ!.
إلَّهُكَ دَليلُكَ، صبورٌ جداً،
وأنا العجولُ:
أركُضُكَ فأسبِقُكَ وتلحقُني،
أُتْعِبُّكَ فتنتشي،
صبورٌ جداً إلَّهُكَ،
وعجولٌ جداً ضَجَري،
بِكَ،
بيَّ،
يا عُمرُ!؟
لا لُغةَ لكَ
لا لِسانَ
صَمْتُكَ دينُكَ
ديدنُ الخلودِ فيَّ
ودوني أنتَ:
الحبلُ الممدودُ بيقينٍ ليسَ بيقيٍن.
وأنا المشدودُ بيقينِ الكِذبةِ الحياةِ.
أنتَ:
المُتدليُّ،
المُتَعَثِّرُ،
المُنتَثِّرُ،
المُدَولَّبُ،
كحبلٍ،
كرّيحٍ،
كضوءٍ،
كزوبَعَةٍ,.
وأنا:
المربوطُ إليكَ،
بِكَ، لأفنى،
وتُبّْقي على آخرٍ تَدلُّهُ إليَّ.
عني عنكَ، يا عُمرُ
تضحكُ كُلُّ الحياةِ
على شقاء الكلمةِ
تَهْرُسُ الحياةُ
كُلِّ الأحرفِ
وتلهو بالدمعِ
كفُقاعتي صابون تحملني وتحملُك.؟؟؟؟!
 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات