: آخر تحديث
شعر

حبّ تحت التقنين

3
3
3

أحبكِ رغمَ انقطاعِ التيار،
رغمَ صفيرِ المولّدِ الذي يقتحمُ ليلَنا كضابطٍ في منتصفِ القبلة،
رغمَ انشغالِ أصابعكِ بشحنِ البطارية،
أو الركضِ خلفَ جدولِ التقنين،
كما تركضُ عاشقةٌ خلفَ حبيبٍ لا يردُّ على رسائلها.

أحبكِ في زمنِ
صار فيه الحنينُ يُقاسُ بالأمبيرات،
والاشتياقُ يُشحنُ كلَّ أربعِ ساعات،
والشعرُ يُكتَبُ على ورقِ فواتيرَ
بِخَطِّ اليدِ

أحبكِ...
كما تُحبُّ بيروتُ صيفاً بلا انقطاع،
أحبكِ رغماً عن "الجدول"،
وعن المولّد،
وعن أسطح الأغنياء
المزروعة بألواحٍ زرقاء
 مثل جوازت سفرٍ إلى الشمس

أحبُّكِ
 
تحت التقنين،
 
تحت السقفِ المتشقق، تحتَ خريطةِ البلادِ
 
التي صارت جدولَ أعطال.

لا حطب،
 
لا كهرباء، 
لا موسيقى.
 
فقط هذا القلبُ
 يدقُّ ببطءٍ...
 
كأنَّه محرّكٌ قديمٌ
 
في عتمةِ الوطن.
أحبُّكِ،
 
ولا أعرفُ
 
كيف أُشغّلُ هذا الحبَّ

على طاقةٍ بديلة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات