لا تزال ماري أنطوانيت التي قطعت الثورة الفرنسية رأسها في السادس عشر من شهر أكتوبر-تشرين الأول 1793، عقابا لها على قولتها الشهيرة: "إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعوهم يأكلون الكعك"، تثير اهتمام وفضول المؤرخين وكتّاب السير، ومخرجي المسرح والسينما، وعلماء النفس.
لذلك ألفت عنها العديد من الكتب لعلّ أشهرها الكتاب الذي خصصه لها الكاتب النمساوي الكبير ستيفان زفايغ.
ومن وحي سيرتها أنجزت أفلام ومسرحيات. وكانت ماري انطوانيت المولودة في فيينا عام1755، والتي تزوجت الملك الفرنسي لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشرة من عمرها، تتمتع بالذكاء وقوة الشخصية.
وقد تميزت عن الملكات السابقات لها بتمردها على نواميس البلاط، وعلى تقاليده. ونفورا من الممل والرتابة داخل القصر الملكي، كانت ماري أنطوانيت تُقبل على تنظيم الحفلات والسهرات الفاخرة التي يحضرها أعيان القوم لا من فرنسا، بل من بلدان أوروبية مختلفة.
وبحسب جريدة "لوفيغارو" في عددها الصادر في العاشر من هذا الشهر، يقيم أرشيف فرنسا راهنا معرضا مهما خاصا بالملك لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت في الفترة الفاصلة بين عودتهما إلى قصر "فرساي" في شهر أكتوبر-تشرين الأول1789، وسقوط النظام الملكي في العاشر من شهر أغسطس-آب1792.
ويتضمن هذا المعرض رسائل متبادلة بين ماري أنطوانيت وأمير سويدي. وتضيء هذه الرسائل جوانب من حياة الملكة لا تزال مجهولة إلى حد هذه الساعة.
ويدعى الأمير السويدي هانس أكسل دو فراسن. ويقال أنه كان من أجمل الرجال في عصره. وكان من أبرز رموز النخبة الأوروبية. وكان يتقن الفرنسية. وقد تعرف على الملكة ماري أنطوانيت في حفل مُقنّع في قصر الأوبرا في الثلاثين من شهر جانفي-كانون الثاني1774.
إثر ذلك اللقاء، انضم الأمير السويدي إلى الحلقة المقربة من الملكة بحيث كان يلتقي بها يوميا، وبه تختلي في غرفتها الخاصة. وفي رسالة بعث بها إلى أخته، كتب الأمير السويدي يقول:" لا أريد أن أكون ملكا لأي أحد إلاّ لتلك التي تحبني حقا"(يقصد ماري أنطوانيت).
وللحفاظ على السر، اختار اسما آخر للمكلة ماري أنطوانيت، وهو جوزيفين. وكان يكتب لها رسائل كل أسبوع. ورغم أن ماري أنطوانيت أنجبت أربعة أبناء من الملك لويس السادس عشر، إلاّ أنها ازدادت عشقا للأمير السويدي.
وعندما اندلعت الثورة أرسل الأمير السويدي رسالة إلى ماري انطوانيت يؤكد لها فيها أنه على استعداد لتكون الفرقة العسكرية التي يشرف عليها في بلاده في خدمتها لصد كل المخاطر التي تهددها. وعلى رسالته تلك، ردت الملكة قائلة:" كن واثقا أننا بخير، وأننا سنعيش". وأضافت قائلة: "أنا ما زلت حيّة لكي أحبك".
وعندما انتشر العنف والفوضى في باريس، وشرع أنصار الثورة في سحل وقتل المقربين من البلاط الملكي، فرّ الأمير السويدي إلى بروكسيل. ولما اعدمت ماري انطوانيت، عاد إلى بلاده لينشغل بجمع الوثائق المتعلقة بالسنوات الأخيرة التي سبقت الثورة الفرنسية.
وفي العشرين من شهر حزيران يونيو1810، كان الأمير السويدي الذي أصبح ماريشالا في مقدمة موكب جنازة ولي العهد الذي توفي في ظروف غامضة، لما هجمت عليه الجموع ليموت تحت أقدامها.
وكانت في معصم يده اليسرى ساعة مهداة من الملكة ماري أنطوانيت.