: آخر تحديث
أحداثها تدور حول قط صغير لم يتوقف عن النمو حتى صار نمراً

صدور رواية "النمر الفيتنامي" للناقد المغربي حسن بحراوي

430
480
377

 
عبد المجيد آيت مينة من الرباط: بعد توقف عن كتابة القصة لمدة ثلاثة عقود، يعود الناقد المغربي حسن بحراوي إلى استكمال تجربة سردية كان كل شيء فيها يوحي، حسب المتتبعين، بــالنضوج والتميز. وهو قد فعل ذلك، كما يقول، استجابة لنداء حكائي عميق ظل يسكنه ويتلبس به إلى أن صدر على شكل رواية تختصر "النضج الرجولي"، على رأي جورج لوكاش، وكما بوسع القارئ أن يقف بنفسه على ذلك وهو يتابع تفاصيلها.
وتدور أحداث الرواية، التي صدرت عن منشورات سليكي، بطنجة، في 138 صفحة، حول أطفال يأتيهم والدهم العامل في الميناء بقط عثر عليه تائها لكي يلعبوا به. لكنهم يلاحظون باندهاش أن القط لا يتوقف عن النمو حتى صار نمرا حقيقيا. فيقرر الوالد، تحت ضغط الأم، خوفا على أولادها، أن يهبه إلى حديقة الحيوان القريبة من بيتهم، مقابل بطائق لدخولهم الحديقة على مدار العام. سيأتي أبا عمر بعربته لنقل الحيوان إلى الحديقة. لكن، النمر ينجح في مغادرة قفصه والتجول في الشارع، حيث يصادف الجار عز الدين، المهاجر العائد من هولندا للاستقرار في المغرب، وهو يزاول رياضته الصباحية، فيثير فيه الرعب، ليتصل بالوقاية المدنية التي تأتي وتجهز على النمر، تاركة الأولاد بين الذهول واللوعة.
وحفاظاً على ذكرى النمر العزيز، سيتولى الأطفال تحنيط جثته بمساعدة من منير صيدلي الحي ، ويقيمون احتفالا بمناسبة رجوعه إلى البيت محنطا. بعد ذلك ستقع جريمة قتل يذهب ضحيتها الجار عز الدين. وتفتح السلطة تحقيقا لمعرفة الجاني، بدون جدوى. قبل أن تعمد إلى اعتقال أبا عمر وإخضاعه للتحقيق. ولكنه يقضي تحت التعذيب، قبل أن نعرف أن الشكوك قد اتجهت إليه بسبب ماضيه الملتبس، على اعتبار أنه حارب في الهند الصينية، وكان من المعارضين للنظام، المنفيين في الجزائر، قبل أن يصير عاملا في حديقة الحيوان مكلفا اطعام ومعالجة الحيوانات المفترسة. في وقت لاحق، ستعتقل السلطات رجلا غريبا، كان قد أقام حلقة شهدها الحاضرون ليلة الاحتفال بتحنيط النمر، ظنّا منها أن له صلة بمتطرفين من حي سيدي مومن، بلغها أنهم كانوا يتربصون بالراحل عز الدين لامتناعه عن المساهمة بقدر من المال في بناء مسجد بالحي. كما ستتولى نقابة الصيادلة تأديب الصيدلي الشاب منير، الذي درس في روسيا، لقيامه بعملية تحنيط لا يخوّلها له القانون وتحكم عليه بأداء غرامة ثقيلة. وأخيراً، يُفرج عن رجل الحلقة الذي أوشك أن يفقد عقله، من الحبس والعزلة، بعد إلقاء القبض على المجرم الحقيقي الذي اتضح أنه كان من جماعة سيدي مومن.
تجدر الإشارة إلى أن بحراوي له مساهماته المتميزة في حقل النقد الأدبي، بينها "بنية الشكل الروائي .. الفضاء _ الزمن _ الشخصية" و"عبد الصمد الكنفاوي .. سيرة إنسان ومسار فنان" و"المسرح المغربي .. بحث في الأصول السوسيو - ثقافية" و"حلقة رواة طنجة" و"فن العيطة بالمغرب" و"مقارعة المستحيل دراسات في ترجمة الشعر".
ولعل مما يحسب لبحراوي، حسب عبد الرحيم العلام، الباحث والناقد ورئيس اتحاد كتاب المغرب، كونه "يعمل، انطلاقاً من مجهوده الفكري والبحثي الخاص، على ترميم وتجلية ذاكرتنا الثقافية الشعبية، المسرحية والغنائية والسردية، وإنقاذها من التلاشي والتجاهل والنسيان، وذلك عبر إحيائها وضمان امتدادها في الأزمنة وفي الأجيال المتلاحقة".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات