: آخر تحديث

السعودية تعيش السلام وتصدره

3
1
3

بعد فرنسا، هذه هي بريطانيا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين، وهذا أمر لم يكن متاحاً من قبل، بل إن هذا التطور في المسيرة الفلسطينية من أجل أن تكون هناك دولة شرعية لديها كل المكونات الخاصة والعامة مثلها مثل كل دول العالم، يُعتبر إنجازاً عظيماً لا نتمنى أن يكون هناك أي ردة فعل معاكسة على الجانب الفلسطيني، وأقصد هنا منظمة حماس، ولا على الجانب الدولي، وأن تسير الأمور بكل سلاسة.

وسيتبع فرنسا وبريطانيا دول كثيرة لها ثقلها وتأثيرها السياسي والاقتصادي، فاليوم القضية الفلسطينية تأخذ منحى جديداً، وبالتأكيد أن ما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني في السنتين الماضيتين أمر لا يمكن تخيله ويصعب شرحه ومشاهدته، وكان من الواجب أن يكون هناك تدخل على أعلى مستوى لإيقاف ما يحدث من دمار وتجويع وتهجير وموت ودم في فلسطين.

هذا التحول العظيم في القضية الفلسطينية له أسبابه على المستوى السياسي والدبلوماسي الذي تقوده السعودية، الدولة الأكثر تأثيراً في المنطقة، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي شكّل فريقاً ديناميكياً من أجل دعم القضية الفلسطينية وإيجاد الحلول المناسبة التي تنهي معاناة الشعب الفلسطيني.

السعودية، والتي يمثلها في هذا الجانب وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، وضعت الإطار العام من أكثر من عام، والنهج الخاص الذي سيتبع لحل هذه القضية، واعتمدت كثيراً على علاقاتها الدولية مع كثير من الدول، وكانت الخطة واضحة لكثير من دول العالم، كسب أصوات مؤيدة لأن تكون هناك دولة لفلسطين عاصمتها القدس الشرقية، لها سيادتها المطلقة، وعلى إسرائيل تقبل ذلك بكل الطرق السلمية التي تضمن إيقاف التصعيد والاعتراف بدولة فلسطين وبالسيادة كدولة مستقلة لها كل المكونات الحقيقية على أرض الواقع.

هذا العمل في طريقه للنجاح، ودرجات الإنجاز فيه تسير في الطريق الصحيح، والجميع اليوم يتحدث عما يحدث من تطورات كبيرة في هذا الملف. بقي أن تلتزم حماس بالهدوء، وألا تسعى للتصعيد، وتجعل الأمور تسير كما هو مخطط لها، إن كانوا يريدون مصلحة لشعب الفلسطيني ودولة فلسطين.

كيف، وكل ما حدث لهذا الشعب، بسبب تصرفاتهم غير المحسوبة، والتي ليست فيها أي تقدير للعواقب، وقد شاهدنا مَن دفع ثمن تلك الحماقات. اليوم على الفلسطينيين أن يحددوا موقفهم من حماس بشكل واضح، وأن يكون لهم ردة فعل حقيقية تجاه هذه المنظمة. ما سُفك من دماء يجب ألا يتكرر، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بشكل طبيعي، ويحقق في الحياة ما يصبو له من تنمية وازدهار.

العالم اليوم لم يعد يفكر في مزيد من الحروب، ولا أحد يريد اليوم أن يخوض أي معركة من أي نوع. الكل، وبما فيها أميركا، يبحثون عن السلام، وكل الطرق المؤدية لهذا السلام. الكل اليوم يتجنب لغة الحرب والعداوة، الحديث كله منصب على لغة التفاوض والعقل والسيطرة على ضبط النفس وعدم الذهاب خلف ردات الفعل السريعة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، بغض النظر عن تفاصيلها وحجم جديتها، وأعني الحرب الإيرانية الإسرائيلية.

الحالة السلمية اليوم تتفوق على كل شيء، وهذا بفضل الله، ثم بفضل الدول التي تسعى للسلم، وتقدم كل الحلول التي تؤدي إلى أن تصبح المنطقة برمتها في مأمن. وهذا ما تفعله السعودية اليوم.

لا أحد يتخيل المجهود الجبار الذي تبذله الخارجية السعودية من أجل أن تصبح المنطقة في مأمن من أي خراب ودمار، ليقينها أن الحروب تعيق تطور المنطقة، ولا تجعلها تملك فرصاً كبيرة للحياة والتقدم والازدهار. من هذا المنطلق، وجب على الجميع التعاون ومساندة السعودية في هذا الدور العظيم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.