سؤال نوجّهه لرؤساء تحرير (عدد) من الصحف العالمية العريقة. ومن هذا السؤال ننطلق لنفهم أكثر الواقع الذي تعيشه بعض المؤسسات الإعلامية في دول ذات تأثير، وصوتها الإعلامي عالٍ، حيث البعض منها بدأ وكأن قيمه التحريرية ضعفت، وذائقته في النشر بدأت تتراجع شيئاً فشيئاً. وبدأت تسمح إدارات تحريرها بنشر مقالات لا تليق بمستوى تلك الصحف، ولا ترقى لذائقة جمهورها. فهل يتسلل إلى الذهن الظنّ أن المحسوبية بدأت تغزو تلك المؤسسات الإعلامية العالمية فعلاً! وهل نعتقد أن تلك الأهرامات الإعلامية بدأت تهرم، والتراجع بات سمة أدائها بعد أن كنا نعتقد أن التطور قدر في كل العصور المتلاحقة!
إنّ أهم ما يميز صحيفة عن أخرى هو المحتوى، والذي تحرص فيه إدارات تلك المؤسسات العريقة على التنافس على النخب وكسب جمهور جديد، وتأكيد صورة الاحترافية والدقة والمصداقية، ولكننا اليوم بدأنا نلمح أن المحتوى الإعلامي لبعض تلك الوسائل الإعلامية، وأخص هنا الصحف، يأخذ طريقاً منحدرة للأسف، وبدأت المقالات الركيكة في الأسلوب والفكرة تأخذ حيّزاً في صفحات تلك المؤسسات، وأصبحت تُنشر لكتّاب يهرفون بما لا يعرفون، وهو ما يُطلق عليهم مجازاً (سملق الإعلام). وهذه مشكلة، يعاني منها أولاً جمهور تلك الصحف ومحبوها، قبل مستقبلها ومبيعاتها، والغريب أنَّ تلك المساحات البيضاء تُملأ ببضاعة رديئة، وسط سوق ضخم من أنفس المقالات وأجودها، متجاهلة ما هو أهم وأكثر رصانة وحبكة وذا هدف.
والسؤال ما زال قائماً: ماذا حدث لكم أيتها الصحف العريقة العالمية؟