: آخر تحديث

طوق النجاة عند ماك كردي وليس عند ماك كينزي

90
97
88
مواضيع ذات صلة

الازمة الاقتصادية  الخانقة التي تعصف بتركيا لم تعد خافية على احد.

تضخم حوالي 22  بالمئة وهبوط قيمة الليرة 40 بالمئة و  ارتفاع نسبة البطالة والغلاء الفاحش .

تركيا تعرضت سابقا الى ازمات اقتصادية متعددة وكانت تلجأ دائما الى قروض وشروط صندوق النقد الدولي.

اول لجوء تركي الى صندوق النقد كان بعد انقلاب 1960. منذ ذلك التاريخ وحتى عام 2013  عقدت الحكومات التركية 19 اتفاقامع الصندوق وكان آخرها في عهد اجفيت.

حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اردوغان تمكنت في عام 2013 من تسديد كل ديون صندوق النقد المتراكمة .

تصفية ديون صندوق النقد اصبح مصدرافتخار و اعتزاز لاردوغان ومفخرة للاسلام السياسي المناهض للغرب .

اردوغان لم يترك شتيمة وشماتة الا وقالها ضد صندوق النقد من ان الصندوق هو مصاص دماء الدول النامية وشعوبها وانه عدو للاسلام ويمثل الامبريالية والصليية والصهيونية .

ظهر لاحقا ان اردوغان سدد ديون صندوق النقد ولكن بقروضخارجية اخرى. اي تبديل قرض بقرض.

تركيا تحتاج الآن الى صندوق النقد لانقاذ الاقتصاد من الافلاس.

ولكن اردوغان سد كل الابواب للعودة الى الاقتراض من الصندوقوذلك عندما اعلن مرارا بأن اي عودة للاقتراض من صندوق النقد انما هي خيانة بحق الوطن .

مشكلة تركيا الاساسية هو ابتعاد تركيا عن الديمقراطية ودولة الحقوق وعدم حل القضية الكردية والدخول في نفق الحكم الفردي المطلق مما ادى الى هروب المستثمرين الاجانب من تركيا  وبالتالي انهيار الاقتصاد.

المؤسسات الاقتصادية العالمية لم تعد تثق بالتقارير والتقييمات عن حالة الاقتصاد التركي التي تصدر من الجهات الرسمية  التركية .

لذلك اتجهت تركيا الى شركة ماك كينزي  وهي شركة أمريكية عالمية في مجال الرقابة و الاستشارة الإدارية في القطاعين الخاص والعام وتعاقدت معها لتقدم تقاريرها عن الاقتصاد التركي للعالم بهدف جذب رأس المال الى تركيا.

الشعب التركي معارضة وموالاة اعلن عن اشمئزازه الشديد في تسليم الرقابة الاقتصادية الى شركة امريكية و التي تتناقضكليا مع خطابات ومواقف اردوغان وحزبه اتجاه امريكا مما اضطر اردوغان الى الغاء الاتفاقية التي وقعها صهره برات آلبايراق وزير الخزانة في امريكا قبل اسبوع .

وضع اقتصادي مزري في تركيا واصبح تحديد سعر رغيف الخبز يتصدر عناوين الصحف ونشرات الاخبار عدا زيادة الاسعار في المحروقات والكهرباء والغاز ووو....

اردوغان يدور الدنيا وكل يوم هو في زيارات لعواصم العالم يستجدي القروض  ولكن دون جدوى. صار اردوغان يشبه المغفور له الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان يقضي معظم اوقاته في الاجواء في طائرته الرئاسية.

في الحقيقة يمكن حل الازمة السياسية والاقتصادية في تركيا في ساعتين فقط .

الحل لا يستغرق اكثر من ساعة واربعين دقيقة طيران يقوم بها اردوغان من انقرة الى دياربكر وخطاب  في 30 دقيقة  في ساحة من ساحات المدينة  يعلن فيها العودة الى الانفتاح الكردي وبعث الروح من جديد في العملية السلمية لحل القضية الكردية.

الحل في دياربكر وليس في البورصات وعواصم العالم المالية.

العملية السلمية للقضية الكردية كفيلة باستعادة الثقة بالاقتصاد التركي وطمأنة المستثمرين الاجانب والتخلص من الانهيار الاقصادي .

نعم الحل هو عند ماك كردي في دياربكر وليس عند ماك كينزيعلى الطرف الآخر من الاطلسي.

كاتب كردي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي