مدريد : تابع الهداف الفرنسي كيليان مبابي توهجه مع ريال مدريد الإسباني في الفترة الأخيرة، عندما قاده إلى ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بتسجيله ثلاثية في مرمى مانشستر الإنكليزي الأربعاء.
وكانت هذه هي الليلة التي حلم بها النجم الفرنسي، سواء عندما كان طفلا في غرفته محاطا بصور البرتغالي كريستيانو رونالدو، أو في مواسمه القليلة الأخيرة مع باريس سان جرمان الفرنسي.
ومع فشل فريق العاصمة الفرنسية بتحقيق المجد القاري عاما بعد عام، كان مبابي يشاهد ريال مدريد يُحكم قبضته على كرة القدم الأوروبية ويصل إلى 15 تتويجا قياسيا في دوري الأبطال.
وبعد البداية الضعيفة لبطل إسبانيا وأوروبا في الموسم الحالي ويرجع ذلك جزئيا إلى مشكلات مبابي في التكيّف والتي أفضت إلى مواجهة سيتي في الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي المسابقة القارية الأقوى، كان فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بحاجة إلى تقديم مهاجمه أداء مميزا.
ونجح مبابي بتحقيق ذلك بتسجيل ثلاثة أهداف قاتلة قادت حامل اللقب للانتصار 3 1 إيابا و6 3 في مجموع المبارتين، فأصبح رابع لاعب يسجل ثلاثة أهداف لريال مدريد في مباراة واحدة خلال الأدوار الإقصائية في دوري الأبطال (مواجهة من ذهاب وإياب) بعد البرازيلي رونالدو، كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة.
وعلّق حيال ذلك "إنهم ثلاثة نجوم تركوا بصمة في ريال مدريد. أتمنى فعل الأمر عينه. أنا هنا لأجل ذلك. عليّ أن أتطوّر شيئا فشيئا، والمهم هو التتويج بالألقاب. لا أفكر سوى بالتحسّن. تمثل كل مباراة فرصة لإظهار خصائصي ولمساعدة الفريق".
وقال بعد تألقه "هذه هي نوعية المباريات التي نريد لعبها. أخبرني الناس عن هذه الليالي والآن أستطيع أن أراها بأمّ عيني وأريد عيش المزيد منها".
ووصل النجم الفرنسي أخيرا إلى العاصمة الإسبانية الصيف الماضي بعد سنوات من التكهنات والمحاولات الفاشلة للتعاقد معه.
ومع ذلك، جلبت أشهره القليلة الأولى بعض المشكلات، إذ بدا عليه الافتقار إلى الثقة بالنفس وظهر بأداء غير مستقر.
وصرّح لقناة كانال بلوس "من الواضح أن البداية في مدريد لم تكن جيدة. أعتقد أنني كنت أبحث عن نفسي قليلا وتمكنت من قلب الأمور (...) لكن كما أقول يُحكم علينا في النصف الثاني من الموسم. كنت أقول ذلك عندما لم أكن ألعب بشكل جيد، وأقوله الآن أيضا. يجب علينا التتويج بالألقاب، أن نكون على مستوى هذا الشعار وتحقيق أكبر عدد ممكن من الألقاب".
وسلّط إهدار ركلتي جزاء أمام ليفربول الإنكليزي وأتلتيك بلباو الضوء على المخاوف المحيطة به، لكنه تخطّى ذلك وتعهّد بإظهار شخصيته.
ومع إحرازه 18 هدفا في آخر 18 مباراة، فعل ذلك تماما، وقدّم أفضل أداء له بقميص ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو أمام بطل إنكلترا.
وقال قائد المنتخب الفرنسي لشبكة "موفيستار" بعد ثلاثيته المذهلة في مرمى سيتي "كنت أعلم أنني لا أستطيع فعل أسوأ مما كنت أقوم به. كان عليّ اللعب بشخصية، انتهت فترة التكيّف ويتعيّن عليّ إظهار جودتي".
'سأسجل بدمي'
واعتبر أن مجرّد التوقيع مع "الملكي" لم يكن كافيا لتحقيق هدفه على المدى الطويل.
وأوضح "تحقيق حلمي هو شيء، لكنني أريد اللعب بشكل جيد هنا، ترك بصمتي وكتابة التاريخ في ريال مدريد".
وتابع "قلت دائما إنني لا أعرف حدودا، إذا تمكنت من تسجيل 50 هدفا فسأفعل ذلك، وإذا تمكنت من تسجيل أكثر فسأفعل ذلك، لكن التتويج بالألقاب هو الأمر المهم".
وأضاف "سجلت الكثير من الأهداف في مسيرتي ولكن علينا أن نرى ما إذا كانت تعني شيئا، لأنه في نهاية المطاف لم نتوّج دائما بالألقاب... إذا استطعت تسجيل الكثير من الأهداف وتُوّجنا بالألقاب، فسأسجل لأجل ذلك بدمي".
وأحرز مبابي 28 هدفا في 38 مباراة مع ريال مدريد، وأفضى مستواه الحالي إلى مقارنته بأعظم لاعبي النادي عبر تاريخه، على الرغم من أنه في بداية مسيرته مع "لوس بلانكوس".
وقال أنشيلوتي للصحافيين "هو يملك الجودة للوصول إلى مستوى كريستيانو رونالدو (في مدريد)".
وأكمل "يجب عليه العمل لأن كريستيانو رفع سقف التحدي عاليا جدا، ومبابي بدأ للتو في هذا النادي".
وأردف "بالنسبة للجودة التي يتمتع بها والحماس الذي يشعر به للعب هنا، يمكنه الوصول إلى مستوى رونالدو لكن الأمر لن يكون سهلا عليه. يجب عليه العمل".
وأحرز البرتغالي المخضرم 450 هدفا في 438 مباراة بقميص ريال مدريد بعد التحاقه به من مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2009، منصبا نفسه في صدارة الهدافين التاريخيين للنادي.
وغادر رونالدو مدريد في 2018، وعلى الرغم من تألق البرازيلي فينيسيوس جونيور ليصبح اللاعب الأهم في الأعوام التالية، إلا أن قدرة مبابي على تسجيل الأهداف تعني أنه اللاعب الأكثر احتمالا لتحقيق الإنجازات عينها.
ويواجه ريال مدريد في ثمن النهائي إما جاره وغريمه أتلتيكو أو بطل ألمانيا باير ليفركوزن، وقال مبابي إنه يفضّل مواجهة ديربي.