إيلاف من باريس: تمكن المنتخب الأولمبي الإسباني لكرة القدم من الفوز بصعوبة بالغة على نظيره المغربي 2-1 في الدور قبل النهائي لأولمبياد باريس الإثنين خلال المباراة التي أقيمت بينهما في فيلودروم بمرسيليا.
هذه النتيجة تمنع المغرب من حلم المنافسة على ذهبية باريس، وهو انجاز تاريخي كان المغاربة يتطلعون إليه بشغف كبير، وثقة واضحة، في ظل المستويات المبهرة للمنتخب الأولمبي المغربي طوال مباريات الأولمبياد الباريسي، فقد تميز هذا الأداء بالشجاعة والكرة الهجومية الفعالة.
ويمكن القول إن فارق "الهدوء" الذي يصل إلى حد "البرودة" جعل المنتخب الإسباني يتفوق في نهاية المطاف على الرغم من التفوق المغربي مهارياً طوال المباراة.
منتخب المغرب تقدم بهدف من ركلة جزاء عن طريق هداف الأولمبياد سفيان رحيمي في الدقيقة 37، وشهد الشوط الأول سيطرة مغربية وتفوق واضح على المستويات كافة، وسط حالة من الهدوء اللافت للنظر من الاسبان الذين ظهروا وكأنهم بدون ردة فعل حقيقية.
عودة اسبانية بهدوء في الشوط الثاني
وفي الشوط الثاني لعب الاسبان بهدوء واضح، إلى حد أن هدف التعادل في الدقيقة 66 عن طريق لوبيز لم يدفع اللاعبين الاسبان للاحتفال بطريقة مبالغ فيها، في إشارة نفسية وذهنية إلى أن الهدف هو الفوز في المباراة، وفي الدقيقة 85 حينما سجل سانشيز هدف التقدم والحسم لاسبانيا ظهرت الاحتفالات الاسبانية بالهدف بطريقة أكثر قوة وحماساً.
وما يحسب للمنتخب المغربي، وهو نفسه نقطة ضعف المغرب، والتي تتمثل في الأداء الهجومي الشجاع، ولكن في بعض المباريات يجب التراجع والدفاع بصورة أكثر تركيزاً مثل موقعة اليوم (الإثنين) أمام الاسبان.
الاسبان والثأر من هزيمة المونديال
الفوز الاسباني على المغرب يعيد الاعتبار للكرة الاسبانية التي سقطت أمام المغرب في مونديال قطر 2022، ولدى اسبانيا مشروع كروي هو الأكبر والأكثر تنظيماً في العالم، وقد أسفر هذا المشروع عن تتويج منتخب اسبانيا الأول للفوز ببطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا بعناصر غالبيتها شابة.
المشروع الكروي المغربي
وفي المقابل لدى المغرب مشروع كروي هو الأفضل والأكبر أفريقياً، وأسفر خلال العامين الماضيين عن بلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022، والفوز بأمم أفريقيا للشباب والناشئين، وكذلك بطولة القارة لكرة الصالات، والتألق في الكرة النسائية، وكان الانجاز الأخير هو بلوغ نصف نهائي أولمبياد باريس 2024، ولايزال المنتخب المغربي الأولمبي يتنافس على برونزية الأولمبياد الحالي، وفي حال حققها فسوف يكون انجازاً كبيراً.