: آخر تحديث
تعاقدات ريال وبرشلونة اقتصرت على الصفقات المجانيّة

بطولة إسبانيا: ظلال ميسي والأزمة المالية تخيّمان على انطلاق الموسم الجديد

71
61
64

مدريد: تصدّر الدوري الإسباني لكرة القدم المشهد الأوروبي والعالمي لفترات طويلة قبل أن ينقلب المشهد تدريجيّاً منذ ثلاث سنوات، وستكون الأمور مقبلة على مشهد جديد بعد أن شهدت الأيّام الماضية تخلّي "لا ليغا" عن جوهرتها الأرجنتينية ليونيل ميسي لمصلحة الدوري الفرنسي.

إذ انتقل الأسطورة، ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، إلى صفوف باريس سان جرمان بصفقة إنتقال مجانيّة الثلاثاء، وسط معاناة البطولة الإسبانية من إضطراب إقتصادي ومالي واضح يهدّد عرشها. 

ويُعدّ ميسي خسارة كبيرة فنيّة وماليّة وتسويقيّة، ليس فقط لبرشلونة إنّما للدوري الإسباني أيضاً، حيث يرزح "برشا" تحت ضغط الديون التي وصلت إلى مليار و200 مليون يورو. ويأتي رحيل ميسي لينهي حقبة جميلة سطّرت ملاحم كرويّة جذبت أنظار كل العالم إليها، لا سيّما تلك المواجهات التي جمعته مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان قد غادر الكرة الإسبانيّة وريال مدريد منتقلاً إلى يوفنتوس الإيطالي في ما اعتُبر حينها أول مسمار في نعش الدوري المحلّي. 

وتسبّبت جائحة كورونا بخسائر ماديّة ضخمة للأندية الإسبانيّة وصلت إلى مليارَي يورو، ما دفع بالرابطة الإسبانية إلى فرض سقف للرواتب إلى حين تأمين التوازن المطلوب. إذ ستقوم رابطتها بالتصويت على بيع 10 بالمئة من حقوق التجارية لمدّة خمسين عاماً لشركة الأسهم الخاصة "سي في سي" مقابل 2.7 مليار يورو.

وجوبهت هذه الخطوة برفض تام من عملاقَي الدوري، ريال مدريد وبرشلونة اللّذين اعتبرا أنّ هذه الصفقة  "ترهن مستقبلهما".

وسبق للناديين أن حاولا الإنفصال من خلال تشكيل دوري السوبر الأوروبي قبل أن تنسحب 9 أندية أخرى، ما عرقل إستمرار المشروع الذي تعرّض لمناهضة جماهيريّة واسعة أجبرت بنك الإستثمار الأميركي "جي بي مورغان"، والذي كان يدعم فكرة دوري السوبر إلى الإعتذار من المشجّعين.

مواهب شابة

رغم المشاكل التي تعصف بالدوري الإسباني من كلّ حدب وصوب، إلّا أنّ كأس أوروبا والألعاب الأولمبية اللّتين أقيمتا هذا الصيف سلّطت الضوء على حجم المواهب التي تختزنها الكرة الإسبانية، ما يمنح الشبان الإسبانيّين فرصة البروز خلال الموسم الحالي في ظلّ إحجام الأندية المحليّة عن التعاقدات الكثيفة.

إذ اقتصرت تعاقدات ريال وبرشلونة على الصفقات المجانيّة، ما يعكس حجم الأزمة المادية التي واجهتهما في الفترة الأخيرة. فميسي لم يكن النجم الوحيد الذي غادر مسرح اللّيغا، بل سبقه أيضاً صخرة دفاع الفريق الملكي سيرخيو راموس المُنتقل إلى سان جرمان أيضاً.

ومن بين التعاقدات المهمّة التي اقتنصتها الأندية الإسبانية، تمكّن النادي الكاتالوني من الظفر بخدمات الهولندي ممفيس ديباي القادم من ليون الفرنسي، الإسباني إريك غارسيا والأرجنتيني سيرخيو أغويرو الوافدَين من مانشستر سيتي الإنكليزي.

وفيما ارتبط إسم ريال بضمّ الموهبة الفرنسية الفذّة كيليان مبابي من نادي العاصمة الفرنسيّة من دون أفق واضح بعد، تُعتبر صفقة برشلونة بضمّ البرازيلي إيمرسون رويال من ريال بيتيس مقابل 9 مليون يورو الصفقة الأكبر للناديَين! 

وكان الميرينغي عوّض رحيل راموس بنجم بايرن ميونيخ النمساوي دافيد ألابا في صفقة مهمّة.

ويشهد الموسم الحالي عودة المدرّب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي لتولّي تدريب الفريق خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان الذي ترك منصبه للمرة الثانية.

سيتعيّن على أنشيلوتي التعامل بحذر مع مقاربة النادي الجديدة والخالية من التعاقدات الرنّانة أسوة بالسنوات الماضية، لكنه سيستفيد من عودة اللّاعبين المُعارين الويلزي غاريث بيل والنروجي مارتن أوديغارد والإسباني داني سيبايوس.

الصمود والثبات الأزمة

في ظل العاصفة الماليّة، لا شك أنّ الصمود سيكون إنجازاً كبيراً لكافة الأندية.

ولعلّ من الأندية التي تعكس إستمرارية مدهشة يأتي أتلتيكو مدريد حامل اللّقب في الطليعة، وذلك في ظل بقاء الأرجنتيني دييغو سيميوني على رأس الجهاز الفنّي لموسم آخر ومنذ العام 2011، بالإضافة إلى بقاء معظم النجوم.

أضف إلى ذلك نجاح أتلتيكو في إبرام أكبر صفقات سوق الإنتقالات الصيفي في إسبانيا بضمّ لاعب الوسط الأرجنتيني رودريغو دي بول من أودينيزي الإيطالي مقابل 35 مليون يورو.

من جهته، أنهى إشبيلية الموسم الماضي بالمركز الرابع خلف برشلونة، وتمكّن الفريق تحت قيادة خولن لوبيتيغي من تحويل عقد إعارة سوزو إلى توقيع رسمي من خلال دفع مبلغ 20 مليون يورو إلى ميلان الإيطالي. كما ضمّ لاعب الوسط الأرجنتيني إريك لاميلا من توتنهام بصفقة مجانيّة.

إلا انّ إشبيلية قد يخسر المدافع جول كوندي الذي قد يُعتبر صفقة رابحة للفريق الإسباني خصوصاً مع إمكانيّة إنتقاله إلى أحد الأندية الإنكليزية. وفي حال بيعه، سيعمد إشبيلية لضمّ لاعب بديل.

وقام ريال سوسييداد الذي أظهر عن فرص جيّدة للمنافسة على المراكز المتقدّمة بإنفاق 500 ألف يورو وكانت جميعها من أجل ضمّ المدافع الإسباني دييغو ريكو من بورنموث.

ويعوّل سوسييداد على سلاح الإستقرار والإنسجام بين لاعبيه تحت قيادة المدرّب إيمانول ألغواسيل من أجل السعي لمقارعة العمالقة في الدوري الإسباني.

من جهته، يطمح فياريال إلى ترجمة لقبه القاري بعد فوزه بالدوري الأوروبي (يوروباليغ) بالمنافسة على المراكز الأربعة الأولى في اللّيغا، ويتسلّح أيضاً ببعض الصفقات الكبيرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة