: آخر تحديث

حوار مع صديقي المثقف

27
29
24
مواضيع ذات صلة

أجاد صديقي المثقف في حواره المباشر على فيسبوك، ما سبق أن طرحه من أفكار جديدة تُعنى بالشأن العام، لفت إليه أنظار عديد من الأصدقاء المتابعين، وكان مثار إعجابهم الشديد. 

حوار مفيد وممتع حمل أفكار عديدة ومفيدة، وترك نقاط عرض دقيقة لكثير من القضايا والمسائل التي تواجه المواطن العربي في كل مكان من مشكلات كثيرة، ومعاناة ما زالت تتسع وتتفاقم يوماً اثر آخر ولا يمكن فرملتها في ظل واقع اقتصادي هزيل ومثير للدهشة، فضلاً عن المشكلات التي تعاني منها شعوبنا العربية نتيجة الممارسات القمعية التي تواجهها، ناهيك بالبطالة والفقر الذي يكرّس حالة من الأسى، وهذا ما جعل الكثير من الأصدقاء المتابعين أن يتسمّروا طويلاً في متابعة حواره بشغف وشغف يفوق التصوّر، لأنه وضع النقاط فوق الحروف، وجسّد الواقع المعاش بصدق متناهي، وكما ذكرت فإنّ صديقي المثقف يملك مقومات النجاح، وكاريزما غريبة في مضمونها، وفي شكلها الخارجي، وأنموذج يختلف عن غيره من الأصدقاء المثقفين الذين عرفتهم، أو ممن سبق أن التقيت بهم وتعرّفت إليهم.

وكثيراً ما شدّني صديقي المثقف إلى حواره، وكانت رغبتي أكثر من مثيرة في أنّي كنت أهتمّ في رصد تحركاته وابتسامته الخجولة، وما يبوح به من حروف مدروسة يتذوقها المستمع بحسّ عال، وبعناية فائقة، وطريقة لفظه لها كان فيها إبداع حقيقي وهذا ما أبهرني.

الحوار ما بيني وبين صديقي طال لأكثر من ساعتين، وهذه الاطلالة لم تجعل المتابعين على شاشة فيسبوك إلا متابعتها بحب، بل أنّ الأصدقاء كان تواصلهم مغرياً وتابعوا ما كان يدور في الجلسة الثانية التي أصرّ صديقي المثقف على أن يكون متواجداً على الرغم من الأشغال الكثيرة التي تنتظره، وفوق ذلك أجّل إلقاء محاضرته التي تبحث في الواقع المرير الذي يعيشه المواطن العربي والمستقبل الذي ينتظره إلى يوم آخر بهدف ارضاء الأصدقاء الذين يتابعونه وظل يحاورهم صديقي المثقف لأكثر من ثلاث ساعات، والعاشقين للحوار لم يتوانوا في الاستمرار في طرح المزيد من الأسئلة. أسئلة عامّة، علمية، ثقافية، أدبية، اجتماعية، وحتى ما يتعلق قسم منها في علم الجمال، وكلها كانت محطّ اهتمامه.

في الواقع ما بدر عن صديقي المثقف كثير، والأغرب من ذلك الأسئلة المطروحة من قبل أصدقائي الذين تابعونا طوال الوقت دون ملل أو كلل، ومع نهاية الحلقة الثانية المخصصة لطرح ما لديه، لكل ما يتعلق بالجديد التي استمرت مطولاً وخرج منها كل من تابع وأدلى بصوته وبأسئلته راضياً ومقتنعاً. 

ظلّ صديقي المثقف مبتهجاً بالرغبة في اكمال حديثه، ولم يُرد الانقطاع، أو تأجيل حديثه المشوّق إلى حلقة أخرى.. وبعد إلحاح، طلبنا من الأصدقاء تأجيل ما تبقى من الأسئلة إلى حلقة قادمة لكثرتها، وسيكون لنا وقفة مطوّلة ثالثة مع صديقنا المثقف الذي أمتعنا بحضوره ورقيه، وما أفادنا به في محاضرته، وفي ردّه على الأصدقاء الذين تابعوه وبرغبة شديدة لما يملكه من حسّ عالي، واسلوب فصيح ومقنع، واسلوب أدهش في الواقع الأصدقاء، وتمنّوا له دوّام النجاح والتميز في قادم محاضراته التي سيكون لها ما يميزها بالتأكيد، لا سيما أن ما سبق أن طرحه من أفكار وتصورات سكنت عقولهم، وهو بدوره شكرهم وتمنى عليهم أن يكون هناك لقاء آخر يجيب فيه على أسئلتهم بصدق بعيداً عن المواربة التي لا يُحبها، وهذا ما أراده كما سجلته عفويته، وما أحسّه الأصدقاء الذين تابعوه طوال فترة بثّ الحلقة برغبة وحبّ شديدين.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في