: آخر تحديث

حوار مباشر على "فيسبوك"

30
24
31

استجمع صديقي المثقف قواه بعد أن غاب عن الوعي ساعات في مكتبه، وألحّ عليّ بعد أن فاق من غيبوبته بحضور برنامجي الصباحي الذي سيكون فيه ضيفاً مع جمهوري في بثّ مباشر عبر "فيسبوك" الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في حلقة سابقة.

فكر صديقي حسن مع صديقه نعيم الذي كانا يتابعاني في الحلقة الماضية من البث المباشر الذي بادرت إلى بثّه في تجربة جديدة لي، تناولت فيها واقع الحياة في بلدي، وما مدى رضى الناس عمّا يجري هناك من أحداث، وتردّي اقتصادي صار يثير الناس ويدهشهم ويؤلّب عليهم مضجعهم، وأن أعيد تجربتي معه في حلقة جديدة كانت ردود الأفعال متباينة حولها، وبالكاد أن تجد فيها ما يرضي الأصدقاء والمتابعين لما جاء في الحلقة السابقة، فانهالوا عليّ بوابل من السخط وعدم الرضا عما أثرته في برنامجي الجديد الذي حاولت أن يكون بداية صرخة في عالم الميديا. 

وهذه الصورة بالنسبة لي سبق أن خضتها قبل فترة، ولم أكمل في هذا الميدان، إلا أن أحد الأصدقاء تواصل معي وأبدى اعجابه بما طرحت، كما أعجب بالإطلالة التي كنتُ عليها ـ حسب ما زعم ـ رغم أنّي لم أحضّر مضمون ما قدمته في الحلقة، فكانت رغبتي هي الظهور ليس إلا بعد أن دبّت الرغبة والحماسة فيَّ، وهذا ما دفع بي إلى القبول، والأهم هو ارضاء المشاهد.

في الحلقة الثانية من برنامجي قررت أن أستضيف ذلك المثقف المهتم بالشأن العام، وإلقاء بعض الأسئلة عليه علّ وعسى أن أكون موفّقاً في طرح المزيد مما تخبؤوه حفيظتي من تساؤلات، والاجابة عليها من قبل صديقي الذي سيكون ضيف الحلقة الثانية التي أحاول الاحاطة بكل ما يهمّ المواطن، وخاصة التوقف عند مشكلة واقع الغلاء المستشري الذي يُعاني منه أغلب الناس في بلدي، فضلاً عن الواقع الصحي الذي جعل من المواطن أضحوكة على كل لسان في البحث عن الدواء الذي لم يعد المواطن قادراً على الحصول عليه إلّا بشق الأنفس بعد أن كان متوافراً في كل مكان وبسعر زهيد، أما اليوم ورغم الدفع بكل ما لديه من قدرة شرائية لم تعد تلبي الحاجة، أو حتى الحصول على علبة دواء وحيدة وبسعر يفوق المعقول، أضف إلى تجاهل الطبيب الذي أصبح جزاراً لواقع الحال المزري المؤلم الذي يُعاني منه المرضى، وبصورة خاصة الذين تعرّضوا لإصابات بليغة، وفي أمراض لا يمكن البرء منها!

الآفاق ظلّت ضمن الطموح، والآمال كبيرة، ولكن؟ والمواطن ما زال يأمل بالنهوض بواقع آخذاً بالانهيار يوماً بعد آخر ويمضي سريعاً في استرخاء وانحدار مرعب!

كانت الأسئلة التي ترد إلى ضيفي من قبل المتلقين ترصد كل صغيرة وكبيرة في بلد يتهاوى، وكان رد ضيفي عليها ملفتاً للنظر، بحنكته وخبرته المعروفة، ولم يترك معالجة إلا ووقف عندها، وإبداء الرأي حولها.
كان ضيفي معتدّاً بنفسه، وهو العارف بخفايا الأمور، وردّه في الاجابة على كل أسئلة المتابعين يبعث في النفس الفرحة، وكان يعرفُ كيف ومتى وعلى ماذا يرد، وبكل شفافية وثقة بالنفس، وهدوء واتزان ودقّة مستسلماً للمشاهدين الذين يتابعونه من خلال موقع التواصل الاجتماعي التي يتسمّر كلٌ أمام شاشته.

فكرت جيداً في اجابات ضيفي على الأصدقاء الذين كانوا يتابعونه وبكل اهتمام وجدية، وأكثر ما لفتني هندامه وأناقته، وهذا ما أسعدني وأسرَّ المتابعين..
بعد متابعة مستفيضة، وتكرار بعض الأسئلة والاستفسارات، والاجابة عليها من قبل صديقي الضيف، أنهيت حديثي معه وشكرته وبكل لطف على ما أفضى به من صور جمالية، واغنائه للحوار الذي دار بينه وبين الأصدقاء المتابعين وردّه على اجاباتهم بكل وعي وتفهّم.. شكرني بدوره، وأبدى رغبته في المتابعة في حلقات قادمة إذا تطلب منه الحضور.. وأنهى الحلقة بالاستئذان من جمهوره العريض الذي استأنس حضوره الطيّب، والطلب منهم بطرح المزيد من الأسئلة وارسالها على إيميله الخاص ليقوم بالإجابة عليها، ومنها ما سيردّ عليها بصورة مباشرة في حلقات قادمة.

[email protected]
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في