إنّ المعروف أنّ الكثير من الروايات المبكرة التي أوردتها بعض الكتب العبثية بدون تدقيق ولا معرفة والتي قد تم الأخذ بها في فترة تاريخية باتت بعيدة جداًّ وقد تم إستنكارها كلها لاحقاً ورفضها وبصورة مطلقة.
كان النبي محمد، صلوات الله عليه، وهذا كما وصلنا بعد كل هذه السنوات الطويلة وأغلب الظن أنه غير مؤكد، قد كان يصلي بالناس ويقرأ سورة "النجم" فألقى الشيطان كلمات على لسانه فيها ثناء على آلهة المشركين وأنّ لها شفاعة عند الله!!.
وحيث أنه قد جاء في هذا الثناء "وتلك الغرانيق العلي وإن شفاعتهن لترجى" وبالطبع فإنه وبعد هذه الفترة الطويلة جداًّ يمكن القول لا بل والتأكيد أن هذا يحتاج إلى المزيد من التدقيق فالرسول العظيم لا يمكن أن يثني على آلهة المشركين وأنه لا يمكن أن يذكرها بخير في صلاته وأن الآية الكريمة التي جاء فيها: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلّا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم" وهذا في حقيقة الأمر وارد ومؤكد ولكن بدون كل هذا الذي مر ذكره.
لكن هذه الرواية في صحيح البخاري، كما أكد غير واحد من المفسرين، تختلف عن هذه عدة إختلافات فرواية البخاري لم تذكر "الغرانيق" مطلقاً وحيث أنّ نص الرواية في البخاري يختلف عن النص الشهير الذي أورده عدد من المؤرخين.
ويقيناً أنّ كل ما جاء في القرآن الكريم كان واضحاً ومؤكداً وأن الطبري قد قال أن قصة "الغرانيق" قد كانت سببا لنزول الآية الكريمة من سورة الحج: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلّا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان.. ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم .