: آخر تحديث
هاشتاك الناس

اغلبيه شعبية

61
70
46

لا حديث سياسي في العراق اليوم سوى المقرر السياسي الجديد على العراقيين "انسداد سياسي" رغم إن هناك المئات من الانسدادات في مجاري السياسيين العفنة تفوح قذارة ووساخة في أجواء العراق. بل صار هذا الانسداد الملعون نقمة على حياة العراقي المصاب بانسداد الأمعاء وارتفاع كريستول الأحزان، ومتواليات الفقر والكوارث والأزمات.

فهناك انسداد مزمن في العيش الإنساني السليم؛ انسداد دائم في أجهزة العدادات الكهربائية، وانسداد في أبواب المستشفيات المتهرئة المليئة بالبكتريا، وجراثيم الصراصير والجرذان الحيوانية والسياسية، وانسداد في عمل الشباب الجميل الذي يسكن في المقاهي والشوارع وحارات المخدرات السرية. انسدادات لا تنتهي لو حسبتها بمنطق الرياضيات والإحصاء لفاقت عددا كل أزمات تاريخ العراق من الحضارة السومرية إلى عصر جاهلية “هتلية" آخر زمن.

لا أدرى ما هو ذنب الشعب العراقي المسكون بالأحزان الثقيلة إذا كان من يحكموهم مصابون بانسداد العقول العليا والسفلى، ولديهم "أمساك" سياسي لا يستطيعون تصريفه في قنوات الصرف السياسي للتخلص من النفايات السياسية المتعفنة بالمصالح والأحقاد، وبأمراض المكونات الطائفية المزمنة التي لا يراد مغادرتها؟!

هذا الانسداد السياسي الذي نسمع عنه يوميا كنشيد وطني أدى إلى توقف الحياة السياسية والاقتصادية. فهناك عناد سياسي لا نعرف لونه وشكله وألغازه وأهدافه المبطنة، مثلما يوجد صفقات سياسية مشبوهة؛ دواعش الأمس الذين أدانتهم بعض القوى السياسية عادوا اليوم بمواكب سياسية وشعبية تتجول في شوارع بغداد ومدن الغربية. ما الذي حدث ويحدث في بلد العجائب وألف ليلة وليلة؟!

الأكيد هو أن ما يحدث هو لعبة صبيانية لإشعال الفتن والحرائق بين الطائفة الواحدة، وتقليص أدوار البعض الذي كان صديقهم أمس، وصار عدوهم اليوم لأنه أختار الآخر الذي يتهمونه بشق المكون الشيعي. والقصة لم تنتهي بعد، فهناك فصول درامية لم تكتمل، وهناك مُخرج من خارج الحدود يُخرج آخر فصل للمشهد السياسي.

أما الموازنة والحصص المالية للوزارات والمؤسسات فإنها معطلة ومسدودة بالختم الأحمر، حيث أموال الدواء والطعام للشعب بانتظار انتهاء "حيض" السياسيين، وقراءة تعويذة التغريدات التي تقرر متى يبدأ حياة الإنسان العراقي، وموعد تشييع الجنازة، حيث الذهاب إلى الجحيم وبئس المصير!

سأقول كلاما من الآخر ربما هو ملخصات لهاشتاك الناس، ما يجري هو أشبه بحرب تجويع الناس وإذلالهم بعقل خارجي مصلحته إضعاف العراق وابتلاعه، وقطع جذوره الحضارية والثقافية، وبأداة رجال سياسة يتحدثون بمنطق الهوايش (البقرة) للرهان على تشكيل الحكومة، حيث يقول أحدهم متباهيا "لدي بقرة حاملا سأعطيها لمن يستطيع تشكيل حكومة من دون نوري المالكي"؟!

ياله من بلد خربان مراعيه محكومة برعيان عجول السياسة، و"هوايش" مصابة بعقم الولادة وإنتاج الحليب رغم إن هذه العجول والأبقار تأخذ الحصة الأكبر من علف العراق!     

العراق بين مفترق طرق خطيرة، وحافة هاوية مهددّة بالانزلاق الوجودي إلى المجهول، وكارثة اقتصادية ملغومة بفخاخ لصوص البلد والدول الطامعة بالثروات. هناك أميّة تتجذر في عقول البشر، تزداد مساحتها على حساب المعرفة والجمال، مثلما هناك تصحر ريفي يأكل من المدينة المتحضرة، وظلام دامس في الثقافة والفنون؛ ذئاب سياسية تعوي ليل نهار للبحث عن دماء جديدة، ولصوص سياسة تتقاتل للاستحواذ على ما تبقى من الخراب والمال الحرام.

وهناك قصة ثانية مؤجلة بعد العيد. يا لمهزلة السياسية العراقية عندما تضحك على العقول، وتنتهك حرمات الشعب بأن تجعل نهاية صيام رمضان هذا العام تحت الاختبار؛ أن نكون أو لا نكون!. فما يجري كأنه تطبيق لنظرية دارون على البشر حيث حيوانية الإنسان، ولكن بطريقة أخرى مبتكرة؛ حيض سياسي مدته أربعين يوما لمزواله النشاط السياسي، وعودة الحب والزواج والولادات؛ أغلبية وطنية أو أغلبية توافقية. وكلها تسميات ليس لها معنى في قاموس السياسة، ما دام الرحم السياسي العراقي مصابا بالعقم والسرطان.

بالمختصر المفيد، الشعب الذي قاطع الانتخابات هو الأكثر، والأجدر أن يشكل حكومة أغلبية شعبية، ولتذهب الأغلبية الوطنية والتوافقية إلى بيت الطاعة، وكهف الغيبيات، وتترك الشعب ليقرر مصيره لكي يتمكن من تنفس هواء حرية المواطنة والتمدن، ويتلذذ بأيامه الأخيرة، حيث الحياة أفضل من دون أحزاب الطوائف الهرمّة التي أزالت اسم العراق دولياً من خرائط الجمال والتطور والازدهار.

#هاشتاك الناس: أغلبية-عراقية–هو-خيارنا

                                                     [email protected]       


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي