: آخر تحديث

إحتدام صراع المعسكرات!!

51
40
44
مواضيع ذات صلة

إنه يجب ألّا يكون مستغرباً أنْ تنضم الصين في تحالف إستراتيجي إلى روسيا، البعض يقول أنه غير مسبوق، ضد الولايات المتحدة الأميركية وضد "حلف الناتو" وحقيقة إنّ هذا قد أدخل العلاقات الدولية في حقبة جديدة هي هذه المرحلة التاريخية الخطيرة وحيث أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد وصف العلاقات الروسية – الصينية المستجدة بأنها ذات مستوى أكثر تقدماً من التحالف العسكري والسياسي غير التقليدي. 

وبالطبع فإنّ مسؤولاً روسياًّ كبيرا قد وصف أن هذه العلاقات المستجدة بين موسكو وبكين و"في جميع المجالات" بأنها تعتبر عاملاً يهدف إلى ضمان إحتواء هذا التوتر العالمي وإستقرار الوضع الدولي وحقيقة أنّ هذا التوجه يشكل تصدياًّ وتحدياًّ للولايات المتحدة التي باتت تسعى للسيطرة على العالم بأسره.. إنْ إقتصادياً وإنْ أمنيا.. وإن عسكرياًّ.. وكل شيء!!. 

ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أنّ متحدثاً صينياً كان قد أطلق تصريحاً قال فيه أن بلاده وروسيا تنظر إحداهما إلى الأخرى كأولويتين بالنسبة إلى سياستيهما الخارجية.. وأنّ هذا هو خيار إستراتيجي يعتمد على التنمية الطويلة وبالطبع فإنّ المقصود هنا هو الولايات المتحدة التي هي بدورها تحاول السيطرة.. سيطرة إقتصادية وسياسية وأمنية.. وكل شيء على هذا العالم بأسره!!. 

إنّ المعروف هو أنّ الولايات المتحدة تعتبر أنّ هذا العالم الكوني هو عالمها وأنّ الكرة الأرضية بما فيها وعليها وبمحيطاتها وبحورها هي لها وحدها وهذا هو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الذهاب هرولة إلى بكين للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ لتشكيل تحالف يتصدى لسعي الأميركيين للسيطرة على هذا العالم المترامي الأطراف كله وفي الإتجاهات كلها وبدون إستثناء حتى ولا دولة واحدة!!. 

وهكذا وبوضوح وكل وضوح هو أنّ هدف هذا التلاقي الصيني – الروسي هو ليس إقتصادياًّ فقط.. لا بل أمنياًّ وعسكرياًّ وكل شيء وهو التصدي لأميركا.. تحديداً التي باتت تتصرف على أساس أنّ هذا العالم عالمها وحدها وأنه لها وحدها.. والمؤكد في هذا المجال.. أنه قد بات هناك إنخراط في صراع المعسكرات.. وإنّ القادم سيكون أكثر خطورة مما كان سائداً في مراحل تاريخية سابقة!!. 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في