: آخر تحديث

هل الشرطة تخدم الشعب أم تُخيف الشعب؟

39
47
54
مواضيع ذات صلة

لماذا يخاف الناس من الشرطة؟ وهل الخوف يقتصر على المجرمين والمتهمين والاطفال؟ أم يمتد الى غالبية افراد المجتمع، وهل هو خوف حقيقي ومشروع؟ أم مبالغة وفيه ظلم على الشرطة، الجواب طبعا ان الشرطة في خدمة الشعب لكن هناك بعض الحوادث والتصرفات والاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام تُضعف الثقة وتجعل صورة الشرطة (والاجهزة الامنية الاخرى بمختلف مسمياتها واختصاصاتها) تنحرف عن وظيفتها ومهتمها الاساسية في حفظ الامن الداخلي وحماية ارواح واموال الناس. 

فعندما يلقي متهم عمره 45 سنة بنفسه من أعلى بناية في احدى مدن الاقليم ويموت يوم الخميس 10 شباط 2022 عند محاولة إلقاء القبض عليه بعد ملاحقة الشرطة لانه كان مطلوباً وفق المادة 456 من قانون العقوبات العراقي، ورغم ان هذا الخبر قد يمر ولا يلتفت اليه أحد، الا ان تنفيذ اوامر القبض بحق من صدرت بحقهم مهمة عظيمة تقوم بها الشرطة، ولكن لماذا هم نشيطون ويطبقون القانون 100%على البعض، ونائمون عن كثير ممن هم بينهم وجيرانهم وعليهم اوامر قبض بجرائم وجنايات خطيرة؟. 

موت المتهم يتطلب مسائلة الشرطة لانه لا يشكل انجازاً بقدر ما هو يعبر عن اخفاق وقصور وخطأ يستوجب التحقيق والمسائلة للدورية المكلفة بتنفيذ أمر القبض، والتي يجب عليها اولاً ان تعرف ما هو واجبها، واين تقف سلطتها، وما هو مقدار القوة التي يمكن ان تستخدمها فيما لو قاوم او تعرض اليها الشخص المطلوب القبض عليه، لأن (المتهم برئ حتى تثبت ادانته بمحاكمة قانونية عادلة) وهي قاعدة نصت عليها أغلب دساتير وقوانين العالم ومنها دستور العراق في المادة(19/خامساً) وقانون العقوبات وغيرها. 

فهل يجوز ملاحقة متهم وفق المادة 456 وهي جنحة عقوبتها الحبس او الغرامة الى الحد الذي يجعله يهيم على وجهه ويدخل بناية عالية ويلقي بنفسه منها؟، وهو ما يؤكد ان سلوك الشرطة يحتاج الى ضبط ومتابعة وملاحقة للمسئ منهم ومن يستغل صفته ورتبته، وهل توجد احصائيات او ارقام للشرطة الذين تمت معاقبتهم سواء في المحاكم العادية او محاكم قوى الامن الداخلي. 

ان الخوف من الشرطة عام في العراق وهو الذي تسبب في وفاة شاب غرقاُ في نهر الفرات حيث نقلت الاخبار يوم7/12/2021 ان قوات الشرطة طاردوا شاباً خريج جامعة لم تتركه إلا بعدما سقط في نهر الفرات، وعندما حاول آخرون إنقاذه منعتهم، وهو ما دعى قائد الشرطة بتشكيل لجنة تحقيقية يجب ان تنتهي تحقيقاتها خلال فترة 48 ساعة ومحاسبة المقصرين بشدة إن ثبت تورطهم في الموضوع. 

معالجة مثل هذه الحوادث في بلادنا بطيئة وتخضع للروتين والتأويلات والتسويفات بعكس ما هو في بلدان اخرى فقد أعلنت رئيسة شرطة لندن استقالتها الخميس بعد سلسلة قضايا عنصرية وقتل شرطي في الخدمة لامرأة شابة، وقالت إنه ليس أمامي خيار سوى التنحّي بعد فقدان الثقة في قيادتها...وهوما يعيد السؤال هل الشرطة في خدمة أم تخيف الشعب؟! 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي