: آخر تحديث

ريّان "جمعنا"!!

50
49
46
مواضيع ذات صلة

ما كانت قضية، بإستثناء قضية فلسطين، قد وحدت العرب كما وحدتهم قضية الطفل المغربي "ريان" الذي كان قدره أنْ يسقط في ذلك "السرداب" العميق وكان سقوطه قد إستنهض الأمة العربية كلها، ومن المحيط إلى الخليج كما يقال، وكأن الذي سقط هو الكيان العربي بأسره.. وحقيقة لو أنّ هذه الحادثة، التي لملمت شمل العرب كلهم والتي أيقضت العروبة من سباتها العميق، قد حدثت في دولة أوروبية لتُرِك أهل هذا الطفل يقلعّون شوكهم بأنفسهم.. ويبكون صغيرهم وحدهم!!. 

والمؤكد أنّ هذا الطفل المغربي "ريان" قد وحد العرب والأمة العربية أكثر كثيراً مما وحدتهم كل هذه الأحزاب القومية.. لا حزب البعث ولا حركة القوميين العرب ولا ميشيل عفلق ولا جورج حبش.. وحتى ولا "أبوعمار" بالطبع.. وهنا وإذا أردنا قول الحقيقة ولا القضية الفلسطينية.. ولا أي قضية أخرى!!. 

لقد وورِي جسد هذا الطفل الشهيد "ريان" الثرى إلى جانب البئر الذي إبتلعه وأنهى عمره وحياته ويقيناً أنّ هذه المنطقة المغاربية ستتحول إلى "مزار" ليس مغربياًّ وفقط لا بل عربياًّ وإنّ المؤكد أن كثيرين من زوار المغرب سيزورون مرقد "ريان".. وأنهم سيقرأون الفاتحة على روحه الطاهرة وأنّ كثيرين منهم سيعودون بـ "كمشات" من تراب هذه المنطقة وعلى إعتبار أنها قد باتت منطقة مقدسة. 

ويقيناً هنا إنه يجب الإبقاء ولو على عمق متر واحد من هذا البئر الذي بات مقدساًّ.. وأن يُسمح لزوار هذا المكان أن يعودوا بقبضات من ترابه لأنه قد وحد الأمة العربية وجعلها في لحظة تاريخية على قلب طفل واحد هو "ريان" وحيث أنّ هذا الإسم سيصبح إسماً للملايين من أبناء هذه الأمة التي لم تتوحد كما توحدت في هذه اللحظة التاريخية. 

وحقيقة أنّ تلاقي أبناء الأمة العربية حول هذا التراب المغربي الذي بات مقدساًّ بالفعل يعني في حقيقة الأمر أنّ العروبة تنغرس وبعيداً في قلب كل عربي.. وعروبي وأنّ شعار: "أمة عربية واحدة" ليس مجرد شعارٍ عابرٍ.. وإنه عندما يلتقي العرب بأرواحهم وتطلعاتهم وبقلوبهم عند مرقد الطفل "ريان" فهذا يعني أنّ هذه الأمة فعلاً بخير.. وإنه سيأتي اليوم الذي سيتخلص فيه العرب.. من كل هذه التمزقات الإقليمية.. التي كان قد تركها لنا "العثمانيون" وتركتها الدول الإستعمارية.. وأيضاً والحركة الصهيونية!!. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي