: آخر تحديث

إلّا خامنئي وأردوغان؟!

60
61
46
مواضيع ذات صلة

جاء في كتاب هيلاري كلنتون "الخيارات الصعبة" أنّ الإدارة الأميركية قد بحثت عن زعيم "سنيٍّ" وزعيم شيعي للتفاهم معهما فكان الشيعي علي خامنئي وكان السني رجب طيب أردوغان الذي أصبح زعيماً "إخوانيا" وحقيقة أن الإدارة الأميركية إما أنها قد تقصدت تشويه الصورة الإسلامية وإما أن معلوماتها عن الإسلام والمسلمين ضحلة جداًّ وهذا يعني أنها كارثة أن تقود أميركا عالكرة الأرضية وبما فيها من دول صغيرة وكبيرة وشعوب بألوان مختلفة وبلغات متعددة!!.

ويبدو.. يبدو أن الذين كلفتهم الإدارة الأميركية بالبحث عن زعيم سني وزعيم شيعي لا يعرفون أن العرب بغالبيتهم من المسلمين وأنه كما أن هناك سنة فإن هناك شيعة ثم وأنّ أردوغان وخامنئي هما رئيسين وليس زعيمين وأنّ الشعب التركي له "زعامته" التاريخية والحالية وهذا ينطبق على الشعب الإيراني الذي من سوء طالعه أنه أبتلي بمن أبرزتهم الثورة الخمينية في عام 1979.

والواضح أنّ الإدارات الأميركية السابقة واللاحقة ومن بينها هذه الإدارة التي على رأسها جو بايدن تنظر إلى المسلمين بعين "عوراء" وليس حولاء وأنها لا ترى في الشرق الأوسط وما بعده وما قبله ولا في شماله ويمينه إلّا تركيا وإيران وحقيقة أنّ هذا لا يضرنا ولكنه يدل على أن الإدارات الأميركية إن ليس كلها فبعضها لا تعرف كل حقائق الأمور في هذه المنطقة التي من المفترض أنها "إستراتيجية" بالنسبة إليها ولغيرها وحيث أنّ هناك زعماء إن ليسوا أهم كثيراً من هذين الزعيمين فبمستواهما على الأقل.. وهذه مسألة معروفة ومؤكدة. 

ثم وإنّ جو بايدن الذي لا يرى في هذه المنطقة إلّا دولة الولي الفقيه التي على رأسها علي خامنئي ليقيم علاقات سرية معها من المفترض أنه يعرف أنّ مصالح الولايات المتحدة ليست مع الدول، التي تناصبها العداء كدولة الولي الفقيه والتي باتت "تهيمن" والبعض يقول "تحتل" أربع من دول العرب وإنما مع الدول التي تعتبرها دولة صديقة ومصالحها مشتركة مع الدول العربية.

إنّ هناك الآن صراعاً محتدماً في هذه المنطقة التي تمتد من الصين مروراً بباكستان وتصل إلى تركيا وإيران ودول رئيسية أخرى بينها الولايات المتحدة وروسيا وهذا يعني إنه على جو بايدن أن يدرك أنه عندما يمد يده إلى إيران ومن "تحت الطاولة" فإنه سيخسر بعض حلفاء أميركا التاريخيين في هذه المنطقة وأنّ هؤلاء قد تأخذهم مصالحهم إلى الاتجاه الآخر أي إلى موسكو التي لم تعد شيوعية ولا "هم يحزنون" وحيث أنّ المعروف أنّ هذه مسألة في غاية الأهمية!!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي