: آخر تحديث

وعلى الباغي تدور الدوائر!

0
0
0

خالد بن حمد المالك

اعترافات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بأن الطبطبائي أمضى تسع سنوات يدرِّب الحوثيين، ويتنقَّل بين سوريا في عهد بشار الأسد ولبنان في عهد ميشيل عون، يظهر أن الحزب كان يمارس تصعيداً لإثارة القلاقل إبَّان أمين عام حزب الله المقتول حسن نصرالله، وأنه ظل حتى بعد تصفية نصرالله وإلى اليوم يقوم بأدوار مشبوهة يخدم بها إسرائيل.

* *

وكان اللافت للنظر أن طبطبائي أمضى ما يقارب عقداً من الزمان يؤدي دوراً غير عادي لتفجير المنطقة، وجعلها في حالة من عدم الاستقرار، وأن المستهدف من تدريب العناصر الحوثية هي المملكة بالدرجة الأولى، تنفيذاً لأجندة خارجية، وتآمراً على المنطقة الخليجية ودولها العربية.

* *

ومع أن حسابات حزب الله في كل ممارساته كانت تقوم على إرضاء مُسيِّريه من الخارج، فإن الأضرار لا تقتصر على دعم حزب الله للحوثيين، ونظام بشار الأسد، وأنظمة تتربَّص بمصالح دول المنطقة، وإنما لتقسيم سوريا، ولبنان، وخدمة العدو الإسرائيلي الذي كافأ الحزب، بالقضاء على قادته بعد أن استنفد مصالحه منهم، وانتهى حزب الله إلى ما انتهى إليه.

* *

لقد كشف نعيم قاسم أمين حزب الله الحالي عن المستور، وتورَّط بالإعلام عن دور طبطبائي في الإضرار بالمنطقة، وأنه كان يتحرَّك لخدمة مصالح إسرائيل على حساب دول المنطقة وشعوبها، وظن أنه في مأمن من غدر إسرائيل، ونسي أن تل أبيب لا يؤمن لها جانب.

* *

وبهذا يكون الحزب أمام واقع جديد، يعلن عنه نعيم قاسم، دون أن يدرك حجم العمالة التي كان يمارسها الطبطبائي على مدى عقد من الزمان، سواء في لبنان، أو سوريا، أو مع الحوثيين في اليمن، وقد أمهله العدو الإسرائيلي ليمارس ما هو مطلوب منه، حتى إذا ما انتهت صلاحياته، أو أوشكت مهمته على الانتهاء تم الإجهاز عليه.

* *

لقد كانت مهمة الحزب، وفقاً لتوجيهات حسن نصرالله، مكشوفة، وتحْمل طابعاً من الحقد والكراهية الشيء الكثير لدول المنطقة، ومساساً لأمنها واستقرارها، وتحدياً ظالماً لكل ما يعزِّز تقدمها، بلا أدنى سبب أو مبرِّر، ولكن الله يمهل ولا يهمل، فكان أن تم القضاء عليه على أيدي من تعاون معها، وهي إسرائيل.

* *

فلا معنى أن يقضي طبطبائي تسع سنوات بين جبال اليمن، ومع الحوثيين، يدرِّبهم على المسيَّرات، والأسلحة الأخرى، لإطلاقها على المدنيين في المملكة، مستهدفاً المطارات، والأسواق الشعبية، لقتل أبرياء، لولا كفاءة المملكة، وقدراتها العسكرية المتطورة، وعسكرييها البواسل الذين أفشلوا مؤامرة ومخطط الحوثيين، ومدرِّبهم الطبطبائي وإسرائيل.

* *

والآن تنكشف النوايا السيئة، وحجم المؤامرة المريرة، ويُرفع الغطاء عن المتآمرين، ويظهر الطبطبائي على حقيقته، كعنصر عسكري قيادي لا يتورَّع عن استهداف المدنيين، وتوريط الحوثيين، وتشجيعهم على ما كانوا يقومون به، تنفيذاً لأجندة أجنبية، في حرب واسعة كان يقوم بها هذا الحوثي القذر.

* *

كان طبطبائي عدائياً، وقد ردَّ الله كيده، ومَن هم على شاكلته على نحورهم، من عدونا اللئيم، وحوَّل جسمه إلى أشلاء، وهكذا تكون نهاية القتلة، المتآمرين على أممهم، ومن لن تُنسى جرائمهم ضد شعوبهم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد