: آخر تحديث

عندما يشيد ترامب بدور الشيخ محمد بن زايد

2
2
2

محمد خلفان الصوافي

أشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صراحة بأهمية دور القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في انعقاد قمة شرم الشيخ من أجل إنهاء حرب غزة الممتدة لعامين كاملين .

وهذه الإشادة تعكس صورتين اثنتين عن دولة الإمارات، الصورة الأولى: الجانب المضيء والريادي للسياسة الخارجية الإماراتية كفاعل رئيسي لاستقرار المنطقة، وبالتالي تحقيق السلام في العالم وهي المعضلة التي تعاني منها كل الدول منذ نهاية الحرب الباردة في التسعينيات بعد انهيار المعسكر الشرقي.

الصورة الثانية: تبين أن الدور المؤثر للدول إنما يُقاس بقدرتها على التوازن في مواقفها أثناء اللحظات الحرجة وفي نجاحها في تغيير اتجاهات الأزمات الدولية لصالح السلام العالمي.

دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يُشيد بدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مساعي استقرار العالم، فالرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كان قد شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في قمة العشرين في الهند عام 2023 لمساعيه في عقد القمة، وحتى الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، كان قد وصف سموه بأنه أذكى قائد في المنطقة.

في الحقيقة اكتسبت السياسة الإماراتية مصداقية دولية في أن سلوكها الخارجي يصب في ترسيخ الأمن والاستقرار، وأن مساعيها الدولية تبذل نحو إنهاء الصراعات بين دول العالم، وأن تركيزها على الجوانب التنموية بمفهومها الشامل داخلياً وخارجياً هو مؤشر مهم في قراءة نواياها المستقبلية، لهذا علينا ألا نستغرب الشبكة الواسعة من الأصدقاء والشركاء الاستراتيجيين للإمارات.

المصداقية في العلاقات الدولية مسألة تراكمية كما هو معروف وتبنى على الإيفاء بالتزامات تجاه المجتمع الدولي، بمعنى أن المصداقية السياسية تحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة حتى يؤمن الآخرون بحقيقة ما تفعله الدولة، بل ويتم اختبارها من خلال قراءة سلوكيات الدول.

الإمارات نجحت في الحصول على الموثوقية لدى الآخرين، وهي مرحلة تعتبر متقدمة جداً من المصداقية في العلاقات الدولية، بحيث يرتبط نجاح أي مبادرة أو فكرة تعاون دولي بمجرد وجود اسم دولة الإمارات، ويقل عامل الشك والقلق من الفشل أو التراجع عن الالتزام.

تقوم نظرية دولة الإمارات على أن التعاون بين الدول وتقليل الصراعات يحقق مكاسب تنموية للجميع وعلى المدى البعيد، وهذا الفكر هو ما يجعل بقية دول العالم تثق في دورها وتسعى للتعاون معها لتحقيق مصالحها الوطنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد