: آخر تحديث

إسرائيل لا تلتزم!

1
1
1

خالد بن حمد المالك

من أفواههم يُدانون، ومن سلوكهم لا يتركون مجالاً للشك بأنهم لا ينكثون العهود، فإسرائيل بقادتها دولة تقوم سياساتها على العنف والقتل وإيذاء الآخرين.

* *

هي هكذا منذ احتلالها عام 1948م للأراضي الفلسطينية، وهي إسرائيل التي لم تتغير في وحشيتها منذ اعتدائها عام 1956م على مصر، ثم حرب 1967م وتالياً حرب 1973م وحرب السابع من أكتوبر.

* *

ابتكر الرئيس الأمريكي ما أسماها بخطته للسلام، وأخذ رأي إسرائيل بها أولاً، وعُدّلت ونُقّحت باجتماع جمعه برئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، لتكون أمام حركة حماس وعليها أن تقبل بها، وإلا واجهت الجحيم.

* *

لم يكن أمام حماس فرصة لعدم القبول بها، كانت في وضع حرج في التصدي لإسرائيل، لم يبق أمامها من وقت ما اضطرها لترفع الراية البيضاء ليوقف الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، فكان أن وافقت على الخطة خلال الفترة الزمنية القصيرة التي حددت لها.

* *

وفي حشد ضم قادة عشرين دولة، بحضور الرئيس ترمب، وغياب إسرائيل وحماس، تم التوقيع على وثيقة التنفيذ الملزمة لطرفي النزاع إسرائيل وحماس، بضمانة أمريكا وتركيا ومصر وقطر، أو هكذا يفهم من توقيع الرباعي على وثيقة الخطة.

* *

هدد الرئيس ترمب بأن على حماس أن تلتزم بتنفيذ ما تم اتفاقها عليه، ولم يشر إلى إسرائيل بمثل ذلك، وهدد حماس بأنها إن لم تنفذ ما هو مطلوب منها فسوف يعطي لإسرائيل الكلمة لإعادة ضرب قطاع غزة، وأيضاً لا كلام من الرئيس إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها لتنفيذ ما هو مطلوب منها.

* *

سلمت حماس العشرين رهينة الأحياء وبعض الجثامين لإسرائيل، ثم استأنفت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، مطالبة بتسليم بقية الجثامين، فيما أن حماس لا جثامين لديها، فهم بين أنقاض ما هدمته إسرائيل، وفي هذا عدم التزام إسرائيل بخطة السلام.

* *

أوقفت إسرائيل دخول الشاحنات، وسمحت بالقليل منها، ولم تلتزم أو تنفذ ما هو مطلوب منها بحسب خطة السلام، ولا مساءلة لها، أو تهديد باستخدام القوة معها، فالسلام وتحقيقه بالقوة يبدو أنه يقتصر على الجانب الفلسطيني، وأن إسرائيل مستثناه منه.

* *

رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو أكد ما هو مؤكد بالقول إن المعركة لم تنته بعد لا في غزة ولا في المنطقة، لأن أهداف الحرب لم تتحقق، رغم هذا الدمار في قطاع غزة وعشرات الآلاف من القتلى، ومثلهم من المصابين.

* *

إسرائيل دولة مخادعة، لا تعترف باتفاقيات، ولا تؤمن بالسلام، وسياستها الحرب تلو الحرب، وهي حالة خاصة بين كل دول العالم، لا يشملها ما يشمل الدول الأخرى، ولا تُعاقب على أفعالها، كما هو مع أي دولة تخالف القوانين، وهناك صمت من الرئيس الأمريكي على تجاوزاتها وإرهابها وعدوانها، ولا نقول إلا أن الشكوى لله، لأنها لغيره مذلة، واحتقار للنفس.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد