> لم تكن عودة دانيال داي- لويس إلى التمثيل بعد 8 سنوات من إعلانه الاعتزال مدعاةً للاحتفاء. فالممثل الذي نال 3 جوائز «أوسكار» خلال مسيرته عن «قدمي اليسرى» (1989) و«سيكون هناك دم» (2007) و«لينكولن» (2012)، لم يستدعِ هذه المرة إعجاب النقّاد وتهليل «السينيفيليين» كما كانت الحال سابقاً.
> فيلم العودة كان «آنيمون» (Anemone)، في أول تجربة إخراجية لابنه رونا داي- لويس. مشكلته أنّ الممثل مارس فنّه القائم على «التمثيل حسب المنهج» (The Method Acting) بقدر ما يستطيع، لكن ذلك لم يملأ فراغ الفيلم، وبدا أداء الأب في فيلم ابنه مثل عزف منفرد في عمل يبحث عن مفادات وأبعاد.
> المنهج الذي يتبعه داي- لويس لا غبار عليه، وهو فنّ تبنّاه قبله كثيرون، من بينهم مارلون براندو، وآل باتشينو، وهيلاري سوانك، وخواكين فينكس وغيرهم. فحواه الدخول من دون روادع إلى الشخصية التي يؤدّيها الممثل، لدرجة أن يُصبحها فعلاً. حينها، يواجه الممثلون الآخرون تلك الشخصية لا الممثل الذي يؤدّيها حسب المنهج.
> داي- لويس ألزم نفسه بحركات شخصية كريستي براون، الذي كان يرسم باستخدام أصابع قدميه. لأشهر طويلة حوَّل الممثل جسده إلى إعاقة دائمة، وتدرَّب وعاش حياة المشلول قبل التصوير وخلاله.
> لا يعني ذلك أنّ الممثل الجيّد هو فقط مَن يتّبع المنهج ويُمارسه. فهناك كثيرون بارعون يستحقّون الإعجاب يؤدّون أدوارهم بحريّة أكبر، يقتربون من المنهج أحياناً لكنهم لا يعتنقونه تماماً.
> المحكّ الفاصل في النهاية هو الفيلم ذاته. فبقدر ما يأتي جيداً، بقدر ما يرتفع شأن الممثل فيه إذا ما كان موهوباً في الأصل.