: آخر تحديث

الناجون من «هولوكوست غزة»!

2
2
2

عبدالعزيز الكندري

ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن نسبة الدمار في القطاع الفلسطيني بلغت نحو 90 في المئة، بعد عامين على الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً ما حدث بأنه «إبادة جماعية مستمرة» تستهدف البشر والحجر. بل حتى الحيوانات لم تسلم من الإجرام والقتل وأمام شاشات العالم أجمع.

ووفق الإحصائية الصادرة عن المكتب لمناسبة مرور عامين على الحرب، فقد دمّر الاحتلال 38 مستشفى في أنحاء القطاع، وهي وفق القانون الدولي عمل مجرم، كما نصت على ذلك المواثيق، وسيطر على نحو 80 في المئة من مساحة القطاع، عبر الاجتياح والتهجير والقصف المتواصل.

وتورد بعض الإحصاءات أن جيش الاحتلال ألقى أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وقد تضرّرت

95 في المئة من مدارس القطاع بشكل جزئي أو كلي.

وأفاد التقرير بأن عدد الشهداء والمفقودين بلغ 67938، بينهم 9500 مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً، وعدد المصابين 169170، من بينهم 4800 حالة بتر و1200 حالة شلل، وأن 2700 أسرة أُبيدت بالكامل ومسحت من السجل المدني، في حين سُجّل أكثر من 12 ألف حالة إجهاض بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية. وأشار كذلك إلى استشهاد 460 شخصاً بسبب الجوع وسوء التغذية في ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الإنسانية.

لاشك أن هذه الأرقام تبين حجم المحرقة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تعرض لها قطاع غزة. وبحسب الأمم المتحدة، فإن 78 في المئة من المباني، و88 في المئة من المؤسسات التجارية، و77 في المئة من الطرق، دمرت أو تضررت خلال الحرب، كما أن حجم الأنقاض يقدر بأكثر من 61 مليون طن، 15 في المئة منها ملوثة بمواد سامة.

وأفاد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، بأن التقدير الأولي للخسائر المباشرة في 15 قطاعاً حيوياً يتراوح ما بين 68 إلى 70 مليار دولار، وهذا الرقم لا يشمل الخسائر غير المباشرة مثل تراجع التصدير وفقدان الكفاءات في غزة.

ويضيف الثوابتة «القطاع الإسكاني وحده يُقدَّر بخسائر مباشرة تقارب 28 مليار دولار نتيجة تدمير ما يقرب من 268 ألف وحدة سكنية كلياً أو جزئياً، وبانتشار واسع للنزوح وفقدان الممتلكات».

كما يُشير إلى أن القطاعات الإنتاجية لم تسلم من الدمار، فـ«القطاعات الحيوية المنتجة (صناعي وتجاري وزراعي) سجلت أرقاماً كبيرة، الصناعة: 4 مليارات دولار، التجارة والخدمات: 4.3 مليار دولار، والزراعة: 2.8 مليار دولار، ما يعكس انهيار سلاسل الإمداد الداخلية والتصدير».

هذه الأرقام لا تدع مجالاً للشك بأن من قاموا بهذا الفعل ليسوا من البشر، وهي أقرب لحكايات التاريخ والأساطير التي كنا نسمع عنها في القصص التي تروى، وهي ملحمة تاريخية طاحنة سيذكرها الأجيال عبر التاريخ، وستكون وصمة عار في جبين الصهاينة.

وتوقف هذه الحرب الطاحنة هو بحد ذاته لحظة مفصلية مفرحة بغض النظر عمن كان له الفضل في إيقافها، وذلك لأنه لم يكن يمر يوم إلا وكنا نسمع عن استشهاد الأبرياء من دون ذنب، والخسائر البشرية مفزعة والدمار كذلك. والآن الجميع بحاجة ماسة للتصالح مع كل أفراد المجتمع، فلا يوجد بيت إلا وفيه شهيد أو مفقود، وأجمل استثمار هو البدء بمشروع سياسي جديد والبداية هي إنهاء الانقسام الداخلي، وإعادة الإعمار.

خلاصة الكلام

إن ما تعرّض له قطاع غزة خلال السنتين يفوق «الهولوكوست» بمراحل، وبيّن وجه الصهاينة القبيح وعرّاهم أمام العالم، وبدأت المجتمعات الغربية تنتفض ضده هذا الكيان.

والأمر الآخر، لا بد من تدوين الدروس والعِبر ومعرفة ما الذي أدى إلى كل هذا الدمار والكارثة الإنسانية وبكل تجرد وموضوعية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد