: آخر تحديث

حوارات ومهارات

3
3
3

في عالم الحوارات في مجالات مختلفة نماذج متميزة من مديري الحوارات بلغات وجنسيات متعددة تتوفر فيهم الثقافة ومهارات الاتصال والقدرة على جعل البرامج التي يديرونها برامج جاذبة. ما أسباب نجاح هؤلاء؟

يعتمد نجاح من يجري المقابلات أو يدير الحوارات مثل الصحفي أو الإعلامي في أي مجال على عدة عوامل من أبرزها التحضير الجيد للموضوع قبل الدخول في تفاصيل الحوار وما يطرأ فيه من مواقف وكيفية التعامل معها.

التحضير يتضمن القراءة حول موضوع اللقاء، وهذا هو العامل الأول. العامل الثاني هو القراءة المحايدة التي لا تنطلق من موقف مسبق. العامل الثالث هو إعداد الأسئلة التي تخدم هدف اللقاء وتمثل ما ينتظره المتلقي. من المهم طرح هذه الأسئلة كأسئلة وليس كحقائق، وفي اللقاءات المتخصصة مثل اللقاءات العلمية يتطلب الحوار محاورا يطرح أسئلة قوية علميا وليس أسئلة للإثارة. العامل الرابع يتمثل في احترام الضيف أو الضيوف واعطائهم الوقت للإجابة. العامل الخامس ألا يستأثر المحاور بالحديث ويضع مقدمة مطولة تعبر عن رأيه وينتظر من الضيوف الالتزام بهذا الرأي، في هذه الحالة لا يحتاج مدير الحوار إلى ضيوف.. ومن الملاحظات على بعض مديري الحوارات الاستعجال في طرح سؤال جديد أثناء حديث الضيف الذي لم يكتمل وكان المتلقي مستمتعا فتأتي المقاطعة في وقت غير مناسب، وكأن المتلقي يقول: ليتك تركته يكمل حديثه.

إدارة الوقت أثناء الحوار مع عدد من الضيوف مهمة ليست سهلة، ثمة من يطيل كي يصل إلى الفكرة التي يريد ايصالها، فيضطر مدير الحوار إلى المقاطعة طلبا للاختصار وتحقيقا للعدالة. رغم وجود أسس مشتركة لكل الحوارات في المجالات المختلفة إلا أن لكل مجال سمات خاصة، هناك حوارات ثقافية واقتصادية وسياسية ورياضية ولكل مجال طابعه الخاص، فالمجال الرياضي مثلا يميل إلى الإثارة، ومن المؤسف أن بعض الحوارات الثقافية والسياسية تدار بنفس طريقة الحوارات الرياضية. أما موضوع الرأي المحايد المستقل غير الخاضع للميول فقد يتواجد في الحوارات الرياضية وغيرها. هنا تبرز الحاجة إلى مهارة مدير الحوار.

في تقييم أداء مديري الحوارات، طلب أحدهم من أحد أصحاب الخبرة في هذا المجال تقييم أدائه بعد متابعته في لقاءات فردية وأخرى مع عدد من الضيوف، أرسل له الخبير هذه الأسئلة:

  • كيف اخترت موضوع الحوار، وهل حددت أهداف الحوار؟

  • ماذا فعلت للتحضير للموضوع؟

  • ما معايير اختيار المشاركين في الحوار؟

  • هل كنت تنصت لما يقال أم تفكر بسؤال جديد؟

  • هل كنت تبحث عن الحقيقة والإثراء أم عن الإثارة؟

  • هل استطعت استنباط أسئلة من إجابات المشاركين؟

  • هل توصلتم إلى نتائج أو حلول، هل تحقق هدف اللقاء؟

  • هل كانت الموضوعية أم الشخصنة هي السائدة؟

  • هل كنت تحترم رأيا لا يتفق معك، هل كنت محايدا؟

  • كيف تعاملت مع المقاطعة أو رفع الصوت؟

  • هل كنت تتحدث أكثر من المشاركين؟

  • هل كان تركيز الحوار وإدارته على الوصول إلى الحقيقة أم محاولة كل مشارك إثبات صحة رأيه؟

  • هل شعرت أنك فقدت السيطرة على الحوار، كيف تعاملت مع هذا الموقف؟

  • هل تركت لأحد الضيوف وقتا مطولا أكثر من الآخرين لأن ما يطرحه يتفق مع آرائك؟

الحوار الناجح يعتمد نجاحه على جميع المشاركين وليس على مدير الحوار فقط، ولهذا تبرز أهمية معايير اختيار المشاركين في الحوار سواء كان الحوار يضم عددا من المشاركين أو لقاء فرديا مع شخص واحد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد