محمد سليمان العنقري
قبل ثلاثة شهور أعلنت شركة تداول السعودية عن تطبيق تعديلات على نطاقات وحدات التغيُّر السعري للأوراق المالية المدرجة في السوق الرئيسية والسوق الموازية باستثناء أدوات الدين. وذلك لمواكبة المعايير الدولية المعتمدة
وبما أن السوق تطور من حيث الأنظمة والتشريعات والانفتاح على الاستثمار الأجنبي المباشر وتم الترخيص لشركات مالية عديدة لتكون صانع سوق كما يُضاف لكل ذلك تفعيل العمل بالمشتقات المالية مما ينوع من أدوات التداول ويفترض أن يساهم كل ذلك بزيادة عمق السوق أي ارتفاع حجم السيولة في التداولات اليومية وهو الأمر الذي يعد تحدياً في المرحلة الحالية، فالشهور الأخيرة شهدت تراجع بمتوسط السيولة المتداولة، حيث كانت في شهر يوليو حول خمسة مليارات ريال بينما تراجعت في الشهر الماضي أغسطس بنسبة 15 بالمائة لما يقارب 4.3 مليار ريال يومياً.
فكل ما سبق يتطلب من شركة تداول البحث في تطوير آليات تخدم عودة التداولات اليومية للارتفاع ومن أهمها تغيير «نسبة التذبذب لحركة الأسهم» من 10 بالمائة حالياً في الاتجاهين الصاعد والهابط إلى نسب دون قيود وبالإمكان التدرج في ذلك برفعها حالياً إلى 30 بالمائة وبعد ذلك بفترة زمنية يتم تحديدها مسبقاً يتم رفع القيود حول نسب التذبذب كلياً حتى يكون الأداء أكثر قدرة للوصول للأسعار العادلة للأسهم ومنع سيطرة أي عمليات مضاربية على حركة الأسهم خصوصاً عند التجميع، حيث تخدم النسبة المحددة حالياً عملية الضغط السهل للحصول على الكميات والأسعار المناسبة بطريقة تستنزف قدرة المحافظ الصغيرة على تحمّل الهبوط المتدرج بالأسعار فتغيير نسبة التذبذب سيغير هذه المعادلة إضافة لدعم أداوات التداول الأخرى بالتدخل لتغطية المراكز المكشوفة مما يساهم بزيادة تعدد المؤثرات بحركة الأسهم ويعيد الحيوية للتداولات اليومية مما يسهم أكثر بجاذبية السوق للمستثمرين
شركة تداول تملك إدارة الأسواق المالية ومن المهم العمل على مواكبة التنافسية العالمية بجذب المستثمرين للأسواق وتعد السيولة المرتفعة والمتنوعة المصادر من حيث أدوات التداول عامل مهم لجذب المستثمرين وإبقاء نسب تذبذب ضيقة على سوق يعد من أكبر عشرة أسواق عالمية من حيث القيمة السوقية لم يعد مجدياً كما كان في السابق عندما كان عدد الشركات دون 100 شركة والمتداولين أقل من الأرقام الحالية بكثير ولم يكن السوق متاحاً للاستثمار الأجنبي المباشر، بينما الواقع الحالي تغير ويفترض أن يواكبه تغير في كل أنظمة التداول في السوق كما أن التداول بالخوارزميات يحتاج لتقييم وقياس لأثره ومنافعه ومضاره لمعرفة ما إذا كان يحتاج لرقابة وتنظيم أكثر.