* تبادر دول العالم في هذه الأيام، وكالعادة، إلى إرسال أفضل ما لديها للأوسكار. «هجرة» قد يمثّل السينما السعودية، و«صوت هند رجب» قد يمثّل تونس، والقرار لم يُتَّخذ بعد بشأن أفلام عربية أخرى.
* يحدث أن يكون هناك تنافس في بلد واحد، عربي أو أجنبي، بين فيلمين أو أكثر. أهل السينما الموكَلون بهذه المهمّة عليهم الاختيار، وهذا وحده صعب، لأن الأفلام التي ترنو إلى الوصول للترشيحات عليها أن تكون من خامة متميّزة وممتازة.
* في هذا الصدد، تواجه السينما الفرنسية حالياً وضعاً مثيراً للاهتمام. التنافس قائم بين فيلم فرنسي من إخراج أميركي، وفيلم فرنسي من إخراج إيراني.
* الفيلم الأول هو «موجة جديدة» للأميركي ريتشارد لينكلاتر، موّلته شركة فرنسية اسمها «ARP Sélection». والثاني هو «مجرد حادثة» للإيراني جعفر بناهي، من إنتاج شركة أسسها باسمه في فرنسا، وتُوزّعه الشركة النافذة «MK2 Films».
* للتذكير، تنافس «موجة جديدة» و«مجرد حادثة» على سعفة مهرجان «كان» الذهبية هذه السنة، وفاز بها جعفر بناهي.
* إنها المرّة الأولى التي تجد السينما الفرنسية نفسها في وضع كهذا: فيلمان فرنسيَّا التمويل، أجنبيَّا الإخراج، وليس هناك (حتى الآن) طرح ثالث يوازيهما لفيلم من إخراج فرنسي.
* نقدياً، كنت تناولت كلا الفيلمين خلال عروضهما في «كان». الموضوعان مهمّان، إذ إن فيلم لينكلاتر هو تحية للمخرج الفرنسي جان-لوك غودار وجيله في الخمسينات، في حين يحتوي فيلم بناهي نقداً مُعالجاً درامياً لجانب من الشؤون الإيرانية الداخلية. كل فيلم منهما مختلف 180 درجة عن الآخر، في كل جانب.
* ما يكشفه هذا الواقع، وإلى أن يُبتّ في الأمر، هو عدم وجود فيلم لمخرج فرنسي جاهز للترشيحات. إنه عالم متغيّر وغريب هذا الذي نعيش فيه.