: آخر تحديث

ابتعاث الإعلام.. استثمار وطني يقود الكلمة والصورة والفكرة

2
1
2

إن الإعلام السعودي الجديد، المبني على أسس علمية ومهنية، سيكون قادرًا على أن يكون جزءًا من صناعة الرأي العام العالمي، لا مجرد متلقٍ له، وسنرى في المستقبل القريب أسماء سعودية تتصدر مشاهد الإعلام الدولي، وتدير منصات كبرى، وتنتج محتوى يحظى بالمصداقية والانتشار..

إطلاق برنامج #ابتعاث_الإعلام ليس مجرد خطوة تطويرية في قطاع الإعلام السعودي، بل هو قرار محوري يمثل نقلة تاريخية في مسيرة الاستثمار بالكوادر الوطنية، ويعكس رؤية طموحة يقودها معالي وزير الإعلام نحو صناعة إعلام سعودي مؤثر على الساحة الإقليمية والدولية. هذا البرنامج يعيد تعريف مفهوم التنمية الإعلامية، وينتقل بها من الاكتفاء بالممارسات التقليدية إلى بناء منظومة احترافية متكاملة تقوم على تأهيل الكفاءات الوطنية في أرقى المؤسسات الأكاديمية والتدريبية حول العالم، بما يضمن تزويدهم بالمعرفة العميقة، والمهارات المتقدمة، والرؤية الشمولية للتعامل مع المشهد الإعلامي المعقد والمتسارع. رؤية تتجاوز الحاضر؛ فحين نتأمل هذا القرار، ندرك أنه ليس وليد اللحظة، بل نتيجة لتراكمات من العمل المؤسسي الذي بدأ مع التحولات الكبرى في رؤية المملكة 2030، والتي وضعت الإنسان السعودي في قلب العملية التنموية. فالإعلام اليوم لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح صناعة متكاملة تؤثر في الاقتصاد والسياسة والثقافة، وتشكّل صورة الدول في أذهان الشعوب. تأهيل الكفاءات الوطنية في التخصصات الإعلامية المتقدمة يعني إعداد جيل قادر على قراءة المشهد بعمق، وتحليل محتواه بدقة، وصياغة رسالته بأدوات عالمية، مع الاحتفاظ بالهوية السعودية الأصيلة. إن هذا الدمج بين الهوية الوطنية والمعايير العالمية هو ما سيجعل الإعلام السعودي أكثر قدرة على المنافسة والقيادة في المشهد الدولي. الاستثمار في العقول أعظم استثمار، قد نستثمر في البنية التحتية، أو في التقنية، أو في الأسواق، لكن أعظم استثمار يبقى الاستثمار في العقل البشري. فالكوادر الوطنية المبتعثة ستعود محمّلة بالمعرفة والخبرة وشبكات العلاقات الدولية، وهو ما سيخلق دورة إنتاج معرفي ومهني تغذي صناعة الإعلام السعودي لعقود قادمة. الإعلام الحديث يتطلب فهمًا عميقًا لتقنيات تحليل البيانات، وإدارة المحتوى الرقمي، وإنتاج الأفلام الوثائقية، وصناعة البودكاست، وإدارة الحملات الإعلامية العالمية. ومن خلال هذا البرنامج، سيكون لدى شبابنا فرصة للتخصص في هذه المجالات الدقيقة، ليعودوا قادة في مواقعهم، لا مجرد موظفين. ابتعاث الإعلام هو نقلة نوعية في صناعة الإعلام الوطني، فعندما نؤهل إعلاميين محترفين، فإننا لا نصنع أفرادًا فقط، بل نبني منظومة متكاملة قادرة على قيادة الكلمة والصورة والفكرة، وعلى خلق محتوى يليق بمكانة المملكة وثقلها السياسي والاقتصادي والثقافي. اليوم، الصورة التي تصل إلى العالم عن المملكة، والرسالة التي تخرج من إعلامنا، يجب أن تكون مبنية على احترافية عالية، وأسلوب تواصلي قادر على التأثير في الرأي العام العالمي، وهذا لن يتحقق إلا عبر كفاءات مدرَّبة على أعلى المستويات، تعرف كيف توظف الأدوات الحديثة مثل: تقنيات الواقع المعزز، وتحليل الترندات، وصناعة القصص الرقمية المؤثرة. ما يميز هذه القرار أنها جاء في سياق إدارة إعلامية واعية، تدرك أهمية مواكبة التطورات العالمية، وتؤمن أن الإعلام القوي يبدأ من الكفاءات المؤهلة، ولعل الشكر هنا واجب لمعالي وزير الإعلام على هذه المبادرة التي تترجم الرؤية إلى واقع، وتفتح أمام الشباب السعودي أبوابًا غير مسبوقة للتطور والنمو المهني. وباختصار: إدارة إعلامية برؤية قيادية! هذا النوع من القرارات يعكس عيشنا حقبة مميزة في إدارة الإعلام الوطني وصناعته، من خلال:

• رؤية تتجاوز الحاضر: كيف يفتح البرنامج آفاقًا جديدة للإعلام الوطني.

• العقول أولًا: الاستثمار في الكفاءات هو مفتاح صناعة إعلام عالمي.

• نقلة نوعية: من الممارسة التقليدية إلى الاحترافية المؤثرة.

• قيادة واعية: دور معالي وزير الإعلام في رسم ملامح المرحلة الجديدة.

• تأثير عالمي: كوادر وطنية تنقل الرسالة السعودية للعالم بلغته، تأثير إطلاق برنامج ابتعاث الإعلام سوف يتجاوز الحدود، وهذا يعني أن المملكة تستعد لتصدير رؤيتها وقصصها وقيمها للعالم من خلال أبنائها، لا عبر وسطاء. وهذا التحول سيجعل الرسالة السعودية أكثر وضوحًا، وأكثر تأثيرًا، وأكثر قدرة على الوصول إلى الجماهير المتنوعة عبر لغاتها وثقافاتها المختلفة. إن الإعلام السعودي الجديد، المبني على أسس علمية ومهنية، سيكون قادرًا على أن يكون جزءًا من صناعة الرأي العام العالمي، لا مجرد متلقٍ له، وسنرى في المستقبل القريب أسماء سعودية تتصدر مشاهد الإعلام الدولي، وتدير منصات كبرى، وتنتج محتوى يحظى بالمصداقية والانتشار. برنامج #ابتعاث_الإعلام ليس مجرد فرصة دراسية، بل هو مشروع وطني استراتيجي لبناء جيل من الإعلاميين المحترفين، وصناعة منظومة إعلامية سعودية قادرة على المنافسة عالميًا، مع الحفاظ على هويتنا وقيمنا. إنه استثمار في الإنسان، في الفكرة، وفي الرسالة، استثمار سيعيد صياغة صورة المملكة في الإعلام العالمي، ويجعلها أكثر إشراقًا وتأثيرًا، وكل ذلك بفضل رؤية قيادية تدرك أن الإعلام القوي يبدأ من عقول قوية، وأن الكلمة حين تخرج من قلب الوطن، وبأدوات عالمية، تصل إلى أبعد مدى!‬


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد