: آخر تحديث

الموسيقى المصرية في عصر إسماعيل

11
9
9

عبدالله خلف

هو عصر النهضة الثانية، وكان إسماعيل باشا مطبوعاً على ذوق فنيّ، ومزاج يتعامل مع الطرب ما حدا به إلى تشجيع الموسيقى والغناء وفن التمثيل، والموسيقى العربية والتركية والأوروبية المجلوبة.

وازدهر فن الموسيقى الغربية في مصر حتى يألفها الناس. وكثر الزائرون والسواح إلى مصر لمشاهدة التحام البحرين واعتناقهما، الأبيض والأحمر لمشاهدة قناة السويس عام 1869 وشيدّت دار الأوبرا المصرية، وكان إسماعيل يُريد أن يُبهر ملوك وملكات أوروبا بتقدم مصر، خلافاً لتأخر البلاد العربية الأخرى.

وصارت مصر بعد افتتاح قناة السويس مَسْعاة لقاصدي الرؤية للقناة وارتباطها بالبحرين الأبيض والأحمر، وتقدمت في هذا العهد الموسيقى والفنون وازدهرت السياحة جالبة الزوار من أقطار أوروبا... فصارت الأوبرا من معالم السياحة المصرية.

وأضافت جواً من الانبهار الفني، وازدادت السياحة وكثر العاملون الأوروبيون في الفنادق والمطاعم والآثار الفرعونية... ضمت الأوبرا 750 مقعداً واحتوى مكان الأوركسترا في المسرح مُتّسعاً لخمسين عازفاً وكان افتتاح الأوبرا في 17 نوفمبر 1869... وحضرت الاحتفال أورجيني، زوجة نابليون الثالث، في طليعة الحضور، ودعا إسماعيل الموسيقيين الإيطاليين إلى الحضور وكلف الموسيقار الإيطالي جيوسي فيردي بتلحين أوبرا أخرى ذات موضوع فرعوني لمزج تاريخ مصر بفنونها الرائعة، وكتب العالم الأثري ماربيست ملحمة موضوعها في أوج العظمة أوبرا (عايدة) الشهيرة ومثلت في دار الأوبرا في 24 ديسمبر 1871... هذه الأعمال كلفت أموالاً جسيمة، ولكنها حققت نجاحاً باهراً. وكان إسماعيل كريما يُغدق المال على الفنانين العالميين وفاقت مصر شهرة على دول أوروبا، ومن انتقدها بعد ذلك كان نقده نقداً سياسياً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد