: آخر تحديث

صراعات المنطقة لا تُحل بالقوة

3
3
3

محمد خلفان الصوافي

إن قرار مسارعة دول مجلس التعاون الخليجي بإدانة الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو الحالي، كان صائباً وحكيماً من دول عُرف عنها هدوؤها وحكمتها في إدارة الأزمات مهما بلغت حدتها وتعقيداتها.

هذا الموقف الخليجي الإيجابي مع إيران، هو ما يدفعنا إلى لوم النظام الإيراني على استهداف دولة قطر الشقيقة مساء الاثنين والهجوم عليها، وكذلك تصريحات بعض مسؤولي إيران بتهديد استقرار المنطقة، وكأنهم بذلك يخدمون أهداف نتنياهو ونواياه غير المحمود العواقب..

المشكلة الآن، أنه حتى لو اعتقدنا أن الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران ضد دولة قطر الشقيقة بات وراء ظهورنا كأبناء الخليج، وأنه جاء في لحظة خطأ في تقدير الموقف الإيراني.

في تفسير البعض أن الهجوم الإيراني استهدف قاعدة أمريكية موجودة فيها ولم يستهدف دولة قطر، لكن علينا في المقابل ألا ننسى أن الوصول إلى هذه القاعدة الأمريكية التي تستضيفها دولة قطر لا بد للصواريخ الإيرانية من اختراق الأجواء القطرية، وبالتالي انتهاك سيادتها هذا وفق عرف القانون الدولي، وبالتالي فالنظام الإيراني في هذه الحالة هو منتهك السيادة القطرية.

إيران لم تكن تريد هذه الحرب حقيقة، على الأقل لأنها كانت تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الملف النووي، والطرف الذي كان يسعى في الوساطة ويتحمل عبئها الدبلوماسي هي سلطنة عمان، أحد أعضاء المنظومة الخليجية بتأييد كامل من الدول الخليجية الأخرى.

وفق الحسابات السياسية، فإن المستفيد الوحيد من تصعيد هذه الحرب وتوسعتها هو بنيامين نتنياهو تحديداً، فمستقبله السياسي مرتبط باستمرار الحروب في المنطقة، وهذا يدركه الكثيرون في الداخل الإسرائيلي وخارجها، أما عن الخاسر في نظرية تمادي نتنياهو فهي بقية دول المنطقة كلها.

ما أريد قوله، إن صراعات هذه المنطقة لا يمكن حلها بالقوة كما أثبتت التجربة التاريخية القريبة، والسبب حالة التعقيدات الدولية فيها، فكل دول العالم لديها مصالح فيها ولن يقبل طرف الإضرار بمصالحه، خاصة الدول الكبرى في العالم مثل الصين وروسيا.

إن ما تحتاج إليه هذه المنطقة (الأهم في الاستراتيجية العالمية) هو اتفاق بين دولها بعدم اللجوء إلى القوة كأسلوب لعلاج صراعاتها، على أن تدعم الدول الكبرى هذا الاتفاق من خلال إجبار الحكومة الإسرائيلية الحالية والقادمة على إعطاء الفلسطينيين حقهم في إنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. أما إعادة تسليح إسرائيل والصمت على المغامرات العسكرية لحكوماتها، فهذا سيؤدي في كل مرة إلى كارثة تهدد استقرار المنطقة وربما العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد